لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80295 نقاط : 715182 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: إسرائيل تلاحق اليهود دعوات السياسيين لهم في فرنسا إلى الهجرة غير أخلاقية وغير منطقية الخميس 15 يناير 2015 - 9:26 | |
| [rtl]إسرائيل تلاحق اليهود[/rtl] [rtl]دعوات السياسيين لهم في فرنسا إلى الهجرة غير أخلاقية وغير منطقية[/rtl] [rtl]تسفي برئيل[/rtl] JANUARY 14, 2015
إن دعوة بنيامين نتنياهو لمواطني فرنسا اليهود بالهجرة إلى إسرائيل يجب ألا تثير الغضب أو الحزن لا في إسرائيل ولا في فرنسا. فقد عبر نتنياهو بشكل عام مرة اخرى عن المباديء التي يؤمن بها فيما يتعلق بماهية المواطنة. فبالنسبة له المواطنة الحقيقية يجب أن تُعطى فقط لاصحاب البيت في الدولة القومية لذلك الاساس الاثني الذي يشكل غالبية السكان. إن موقفه من الدولة القومية لا يحتمل وجود جذور إثنية غريبة، بل يجب التخلص منهم وايجاد اماكنهم في بلادهم الطبيعية. إن نتنياهو يزعم دائما أنه يوجد للعرب في إسرائيل 22 دولة يستطيعون فيها أن يحققوا أو يجسدوا ثقافتهم واحتياجاتهم القومية، ولكن اليهود توجد لهم دولة واحدة فقط وهم بذلك نبتة غريبة في كل دولة اخرى، وعليهم العودة إلى وطنهم، فأي ثقافة وطنية اخرى يمكنها أن تكون ثقافة لليهود غير يهوديتهم؟. والتفسير الذي لا بد منه لوجهة النظر هذه يقرر بأنه عندما لا يستطيع العرب أن يكونوا مخلصين لدولة ليست دولتهم، فسيكون من المبالغ فيه أن نطلب من اليهود أن يكونوا مخلصين لدولة ليست دولتهم، وفي الحقيقة فانه بدون اخلاص أو ولاء لا توجد مواطنة. والاستنتاج المطلوب هو أنه من الطبيعي أن يكون اليهود ملاحقين في جميع دول العالم، بسبب أن العرب والمسلمين ملاحقون في دول ليست لهم. هذه ليست فقط نظرية قومية تستند إلى التعريف المجرم، ولا نقول العنصري، للمواطنة. بل إن هذا الموقف المشوه الذي يحطم الماهية العالمية لمفهوم المواطنة يتضمن في داخله تسامحا وتفهما لظواهر اللاسامية. واذا تبناه زعماء العالم فسيكون بامكانهم الادعاء أنه اذا تم طرد اليهود من بلادهم فسيتم وضع حد للاسامية. وطالما هم موزعون في العالم فلا مناص من اللاسامية. إن نتنياهو ليس وحيدا في موقفه هذا. فالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي عانقت بجرأة هذا الاسبوع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، أعلنت في 2010 أن الدول متعددة الثقافات قد فشلت بشكل مطلق. وكانت اقوالها موجهة إلى الجالية الإسلامية في المانيا، وعكست استطلاع لمعهد فريدريك أبرت، الذي يفيد بأن 55 بالمئة من الالمان يعتقدون «أن العرب ليسوا لطيفين». واقوال زعيم دولة بافاريا، هورست زهوفر، الذي قال إنه من الافضل للعرب والاتراك أن يعودوا إلى بلادهم. إن نقاء الأمة هو شيء يساوي نقاء العنصر. فعندما تُشرع الدولة قوانين تميز الاقليات الدينية أو العرقية وتسلبهم وضعهم الرسمي وتتجاهل المس بأماكنهم المقدسة، وعندما يتم تفسير خصوصيتهم كإضرار بوحدة الأمة، فبعد ذلك لا تستطيع زعيمة مثل ميركل أن تأتي بادعاءات لدول اخرى تتصرف بشكل مشابه تجاه أبناء قوميتها القاطنين خارج حدودها. إن المطالبة بالتصرف تجاه يهود فرنسا والمانيا أو الولايات المتحدة كمواطنين متساوين تعتبر مطالبة غير اخلاقية عندما تتم من قبل الدولة التي في السنوات الاخيرة عبرت بشكل واضح وبشكل رسمي أن مواطنيها العرب غير مرغوب فيهم في اراضيها. ومن الافضل لهم العودة إلى وطنهم. إن سياسة كهذه تضر بحق اليهود في العالم بالمطالبة بتعامل متساوي كمواطنين فرنسيين أو امريكيين أو المان. وفي حين أن إسرائيل هي دولة كل مواطنيها، وهي ملزمة بأن ترى في كل واحد منهم، يهود، مسل، مسيح أو درز، هو مبرر وجودها كدولة، فهكذا عليها أن ترى في اليهود الذين يعيشون في دول اخرى مواطنين متساوين. ولها صلاحية أن تطالب بمساواتهم كما هي صلاحية دول العالم مطالبتها بالتصرف مع جميع مواطنيها بشكل متساوٍ. هذه هي ماهية مواثيق حقوق الانسان التي وقعت عليها الدول التي تبنت التعريفات المتفق عليها لتلك الحقوق. إن يهود فرنسا القلقين الآن على سلامتهم يسارعون إلى مكاتب السفر للبحث عن ملجأ في إسرائيل، ويجدر بهم أن يفحصوا ما اذا كان ثمن اللجوء إلى الدولة اليهودية لا يتضمن المطالبة بالتنكر للأسس الديمقراطية التي نشأوا عليها في فرنسا. هآرتس 14/1/2015 تسفي برئيل | |
|