مفاصل الاقتصاد الروسي تزقزق ولسانه ينفلت دون عائدات النفط
لافروف ينتقد بشدة إشادة أوباما بنتائج العقوبات على روسيا ردا على عدوانها ضد اوكرانيا، متهما واشنطن بأنها تريد 'السيطرة على العالم'.
ميدل ايست أونلاين
مقتنعون بان الغرب لن يدعهم وشأنهم
موسكو - اتهمت روسيا الاربعاء الولايات المتحدة بانها تريد "السيطرة على العالم" بفرض موقفها حيال الازمة الاوكرانية على الاوروبيين، تعليقا على خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما حول حال الاتحاد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي ان "الولايات المتحدة تريد السيطرة على العالم".
وقال لافروف "ان خطاب اوباما الثلاثاء يثبت انه في قلب الفلسفة الاميركية هناك امر واحد 'نحن الافضل' ولا بد للعالم من الاقرار بذلك".
وتاكيدا لكلامه، ذكر لافروف بان واشنطن تباهت مرارا بأنها "فرضت" على شركائها الاوروبيين العقوبات الاقتصادية على روسيا التي يتهمها الغرب بتقديم دعم عسكري للانفصاليين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا.
وأشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه السنوي عن حال الاتحاد امام الكونغرس بنتائج العقوبات المفروضة على روسيا ردا على "عدوانها" ضد اوكرانيا، بـ"العمل الصعب" الذي انجزته الولايات المتحدة من اجل "فرض عقوبات" ضد موسكو العام 2014، معتبرا ان ذلك يثبت قوة الدبلوماسية الاميركية
وقال اوباما "اليوم الولايات المتحدة هي التي تقف قوية ومتحدة مع حلفائها، فيما روسيا معزولة واقتصادها متهالك".
لكن لافروف اكد ان هذا "لا ينطبق على الواقع الحالي"، محذرا من ان الاوضاع "ستتغير وهذا التغيير سيستغرق بعض الوقت".
واضاف ان الاميركيين "سيدركون انه لا يمكن البقاء باستمرار على هذا الموقف"، داعيا الولايات المتحدة وجميع البلدان الاخرى على اتباع "فلسفة التعاون وليس الدكتاتورية"، وبدوره، اتهم الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مقابلة مع صحيفة روسية الاربعاء الغرب باستخدام النزاع الاوكراني "لعزل روسيا وخنق اقتصادها واسقاط (الرئيس) فلاديمير بوتين".
وقال بيسكوف لصحيفة ارغومنتي اي فاكتي "لو لم تكن هناك القرم او شرق اوكرانيا (...) لوجدوا امرا آخر".
واضاف "انني مقتنع بان الغرب لن يدعنا وشأننا"، مؤكدا ان "عزل روسيا سيكون خطأ".
واكد الناطق باسم بوتين ان الاقتصاد الروسي مضبوط "على الرغم من العقوبات غير الشرعية" التي اتخذتها الدول الغربية ورافقها انخفاض اسعار النفط مما ادى الى تراجع قيمة الروبل.
وقال بيسكوف "اكرر ما قاله فلاديمير بوتين: كل شئ تحت السيطرة ونعرف ماذا نفعل وكيف نفعل ذلك ولدينا كل ما نحتاج لفعله".
وردا على سؤال عن النزاع في شرق اوكرانيا حيث استؤنفت المعارك قبل اسبوع، قال بيسكوف ان روسيا لا تملك وسائل تسويته.
وقال ان "كل ما بوسع روسيا فعله قامت به"، مشيرا الى قوافل المساعدات الانسانية وتسليم شحنات الفحم والكهرباء الى جنوب شرق اوكرانيا.
واضاف بيسكوف "انه نزاع وطني لن ينتهي الا بالحوار ووحدها الحكومة الاوكرانية تستطيع ان تفعل ذلك"، مؤكدا ان اوكرانيا ستبقى في المستقبل مرتبطة اقتصاديا بروسيا.
الا ان بيسكوف اعترف بان روسيا وعلى الرغم من "النشوة الوطنية" التي تلت ضم شبه جزيرة القرم تمر بمرحلة تقلبات بسبب "مواجهتها مع الغرب".
واضاف "انها مواجهة سياسية وعقائدية واعلامية ودبلوماسية لكنها لحسن الحظ ليست عسكرية".
ويقول مراقبون إن ردود أفعال موسكو على خطاب اوباما نريد تجاوزت هذه المرة الكياسة التي تصف التصريحات الروسية في مثل هذه المناسبات.
ويضيف هؤلاء أن التصريحات المتوترة التي أطلقها المسؤولان الروسيان الكبيرا تتزامنمع الإعلان عن احتمال تراجع إنتاج النفط الروسي بنحو مليون برميل يوميا ستخسرها خزينة الدولة، إضافة الى الخسائر الناجمة عن انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية.
وقال أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي الأربعاء إن إنتاج بلاده من النفط قد يشهد تراجعا طبيعيا لن يزيد على حوالي مليون برميل يوميا، لكن موسكو لا تنوي خفض الإنتاج. واستبعد أركادي خفض الإنتاج حتى إذا قررت أوبك ذلك رغم تراجع أسعار النفط لأدنى مستوى في خمس سنوات. وقال على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن روسيا قادرة على ضبط ميزانيتها عند أي مستوى لسعر النفط الذي توقع أن يظل منخفضا لفترة طويلة.