الشاعر أبو عجاج أحمد بحصاص : Ismail Nasser
----------------------------------------------------------
ولد الشاعر أحمد بحصاص في قرية ( عين حرشة ) اللبنانية في العقد الثاني من القرن التاسع عشر وارتحل مع أفراد أسرته إلى جبل العرب واستقر به المطاف في قرية سالة وهو من عائلة فلاحية مناضلة استطاعت التشبث بالأرض وتفرض على شيخها الرحيل مما تكون هي العائلة الوحيدة في الجبل التي اخترقت قانون الترحيل جمع ابنه شعره مع كثير من الحكايا والمحاورات والأحاجــــــــــي في كتاب أسماه " الأنوار الزهية والخواص " – طبع في دار الطباعة العربية بدمشق – عام 1385 هـ / 1939م فكره جدلي فيه شيء من الشك العلمي وله قصيدة عن أحوال الدنيا والأفلاك ويطلب المعرفة عن طريق الشك الديكارتي ومن أبياتها :
العقل كونها وحاطتها الأفكـــار قبل الهيولى حايطــة دنياتهــــــا
كيف البحوره والفلاك مكونـــي كيف الكواكب والبراج سواتهــا
كورة الدنيــــا عليش مركبــــي أساسها من تحت عا أيش بناتها
من مبتدا الكـــــون لحين انتهى دايــــــري ما تخربت آلاتهــــا
يقولون سبع براج فوق بعضهم ما حـــد وصلها وشاف سواتها
القمر والشمس ويـــــن مغيبين ومعدن للشمس شو حماتهــــــا
دور تروح قِبل دور شمـــــال معجزي للعبد مصنوعاتهــــــا
تعمرت للحي تا يسكن بهـــــا أما الجنة معمـــــــــرة لمواتها
تم نفيه إلى تركيا وبعد صدور قرار العفو صادف موعد مقابلتهم يوم الجمعة في جامع اسطنبول وقبل أن يحين موعد الصلاة التقى أبو عجاج بشيخ الإسلام وسأله : هل هو معروف عدد كلمات القرآن وحروفه من الألف إلى الياء وعدد السور والآيات ؟ أجابه : بأن عدد السور والآيات معروفة أما عدد الحروف فلا يعرفه إلا الذي أنزله فقال أبو عجاج : أنا أعرف فتعجب شيخ الإسلام وخاطب السلطان عبد الحميد وأخبره بذلك فطلب السلطان حضورهما إلى مكتبه وحضر ترجمان السلطان ودار بينهم وبين أبو عجاج حواراً وأعطاهم قائمة بعدد الآيات والسور وعدد كل حرف من حروف اللغة العربية في القرآن الكريم فأعجبوا بذلك وطلبوا منه أن يبقى معاوناً لشيخ الإسلام ولكنه طلب العودة إلى بلاده مع المنفيين . وهذه القائمة التي قدمها أبو عجاج للسلطان العثماني عن القرآن وعدد حروفه مما تظهر ثقافته في الفقه الإسلامي وعلوم القرآن الكريم : عدد السور / 114 / , عدد الآيات / 6119 / , عدد الكلمات / 76440 / , عدد الحروف / 722330 /