«كأسهم» منذ أن خسروا من سويسرا بهدف وحيد في أول مباراة لهم في المونديال، كأسهم لأنهم الأكثر والأقوى والأمهر والأعلى والأكبر والأغنى والأكرم، كأسهم لأنهم يعلمون ان الأعمال بخواتيهما وليست ببداياتها، كأسهم لأن حارسهم ايكر كاسياس ومدافعهم كارلس بويول و«ميزانهم» اندرياس انييستا ومهاجمهم دافيد فيا وبدلاءهم خيسوس نافاس وسيسك فابريغاس وفرناندو توريس، كأسهم لأن مدربهم فيسنتي دل بوسكي ورجاله بيكيه وكابر بفيلا وراموس وتشافي وألونسو وبوسكيتس وبيدرو وسيلفا ومانويل ماتا وغيرهم، كأسهم لأنهم يقدمون كرة مختلفة عن الآخرين فهم لا يتناقلونها في مسافات بعيدة كغيرهم إنما «يختصرون» بها المسافات ونادرا ما تخرج خارج حدود الملعب، يتلذذون في تعذيب الخصم، يهاجمونه من كل الزوايا، يقتربون من مرماه يهددون حارسه، ينهكونه، يزيدون آلامه ثم يسجلون هدفا.
فازت إسبانيا بالكأس فأجمع «العالم» على أحقيتها باللقب الأول في تاريخها ولو كان التاريخ منصفا لما تركها كل هذه السنين بلا لقب، فاز «الماتادور» باللقب لأنه «يحترم» خصومه ولا يتعالى عليهم في كل مبارياته في المونديال، فلعب النهائي أمام هولندا مثلما لعب أمام سويسرا وخسر، وتشيلي وفاز، قالوا عن إسبانيا انها لا تسجل كثيرا (8 أهداف) فخطفت كأس العالم عن جدارة، فماذا يفيدني عندما أسجل 18 هدفا ولا أحصل على اللقب؟
في المباراة النهائية كان الأداء متكافئا طوال الوقت الأصلي مع أفضلية نسبية للإسبان، وضاعت فرص بالتناصف بين المنتخبين، إلا انك كمتابع تشعر بأن إسبانيا «أخطر» في هجماتها وفي طريقها لتسجيل هدف، وهذا ما كان عليه الإسبان في الوقت الإضافي ونجح انييستا في تسجيل هدف الفوز، في حين ان الهولندي اريين روبين أضاع انفرادا مبكرا لو سجل منه لتغيرت معالم المباراة كثيرا، وأثبت الحارس الكبير كاسياس ان الحارس لا يلعب بيديه فقط بل بقدميه أيضا.
تمنيت ان يفوز انييستا بجائزة افضل لاعب في المونديال لكنها ذهبت الى الأورغوياني دييغو فورلان ففرحت لأنه يستحقها، وتوقعت ان ينافس على اللقب بعدما سجل أهدافا رائعة (5 أهداف)، فيما استحق الألماني توماس مولر لقب الهداف وأفضل لاعب واعد، وايكر كاسياس جائزة افضل حارس بعدما دخل مرماه هدفان فقط.
"نقلا عن صحيفة الأنباء الكويتية"