الحريري يدعو حزب الله للكفّ عن جنون 'العمالة' للأسد وإيران
الحريري يدعو حزب الله للكفّ عن جنون 'العمالة' للأسد وإيران
رئيس الحكومة اللبنانية السابق: يكفي استدراجا للحرائق إلى بلدنا، مرة حريق من الإرهاب ومرة حريق من الجولان وغدا حريق لا أعلم من أين!
ميدل ايست أونلاين
بكل وضوح، لا حقوق للحزب الشيعي تتقدم على حق لبنان
بيروت - وجه رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري السبت انتقادات لاذعة لحزب الله في الذكرى العاشرة لاغتيال والده رفيق الحريري، ودعا الحزب مجددا الى الانسحاب من سوريا، معتبرا هذا التدخل "جنونا استجلب الجنون الارهابي".
وقال الحريري في كلمته امام الاف الاشخاص من انصاره "سبق وقلنا لحزب الله أن دخوله الحرب السورية هو في حد ذاته جنون، استجلب الجنون الإرهابي إلى بلدنا، واليوم نقول له أن ربط الجولان بالجنوب هو جنون أيضاً، وسبب إضافي لنكرر ونقول: انسحبوا من سوريا".
وتابع الحريري "يكفي استدراجا للحرائق من سوريا إلى بلدنا، مرة حريق من الإرهاب ومرة حريق من الجولان وغدا حريق لا أعلم من أين!"
وكانت اسرائيل استهدفت موكبا في الثامن عشر من كانون الثاني/يناير في منطقة القنيطرة على مقربة من الجولان السوري المحتل، ما ادى الى مقتل ستة من عناصر حزب الله وجنرال ايراني.
ورد الحزب في الثامن والعشرين من الشهر نفسه في منطقة شبعا على الحدود بين لبنان واسرائيل بمهاجمة آليات اسرائيلية ما ادى الى مقتل جنديين واصابة سبعة اخرين بجروح ما زاد المخاوف من اشتعال الجبهة في جنوب لبنان.
واعتبر الحريري ان الرئيس السوري بشار الاسد "تمكّن من تكسير سوريا على رؤوس السوريين، وأجهز جيشه وحلفاؤه من تجار الحروب الأهلية على أكثر من نصف مليون ضحية، ونجح في تشريع الحدود لانتشار قوى التطرف والضلال، وتهجير عشرة ملايين مواطن سوري يهيمون على مأساتهم في مشارق الأرض ومغاربها".
واضاف الحريري "بكل وضوح، لن نعترف لحزب الله بأي حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب، وتجعل من لبنان ساحة أمنية وعسكرية، يسخّرون من خلالها امكانات الدولة وأرواح اللبنانيين لإنقاذ النظام السوري وحماية المصالح الإيرانية".
واعتبر الحريري "اننا نحن اليوم نكافح معا شبح عودة الحرب الاهلية".
وكان الكثير من السياسيين والمواطنين توافدوا السبت الى ضريح الحريري في وسط بيروت بمناسبة الذكرى.
وعاد الحريري المقيم في الخارج لأسباب امنية الى بيروت للمناسبة.
وقتل رفيق الحريري و22 شخصا في تفجير كبير في 14 شباط/فبراير العام 2005 في منطقة عين المريسة في بيروت. وسرعت عملية الاغتيال سحب القوات السورية من لبنان في نيسان/ابريل من العام نفسه، اثر تظاهرات ضخمة اتهمت سوريا بالوقوف وراء الاغتيال.
وشهد لبنان انقساما واسعا بعد اغتيال الحريري بين محورين اساسيين الاول مناهض لدمشق ومدعوم من واشنطن والرياض، وآخر مؤيد للنظام السوري ويلقى دعم طهران، ما دفع البلاد نحو سلسلة من الازمات السياسية المتلاحقة.
وتفاقمت الانقسامات في لبنان مع اندلاع النزاع الدامي في سوريا منتصف اذار/مارس العام 2011، والذي سقط ضحيته حتى اليوم اكثر من 210 الاف شخص.
ولا يزال لبنان من دون رئيس جمهورية حيث يعجز السياسيون منذ ثمانية اشهر عن التوصل الى اتفاق يسمح بانتخاب رئيس جديد بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في ايار/مايو.
كما ان لبنان يشهد منذ اشهر طويلة خضات امنية متواصلة، بينها التفجيرات بالاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة التي طالت عددا من المناطق وتبنتها جماعات جهادية تقاتل النظام في سوريا، فضلا عن اشتباكات حدودية بين الجيش وهذه الجماعات.
وفي بيان في ذكرى اغتيال رفيق الحريري، تحدث وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن الوضع اللبناني الهش وحث على اجراء انتخابات رئاسية سريعا.
وجاء في بيان الخارجية الاميركية الجمعة انه "من العادل القول ان الوضع الراهن في لبنان ليس ما تخيله رئيس الحكومة الحريري"، مضيفا "الى ان يتم اختيار رئيس للجمهورية سيبقى التآكل في المؤسسات السياسية اللبنانية ظاهرا بقوة".
واكد كيري على دعم واشنطن للحكومة اللبنانية وللمحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، والتي بدأت بمحاكمة خمسة اعضاء في حزب الله في كانون الثاني/يناير 2014 في لاهاي غيابيا متهمة اياهم بالوقوف وراء التفجير.
ومن جهته اصدر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بيانا قدم خلاله التعازي مجددا لعائلات ضحايا الاغتيال. وقال انه "بعد عقد من الزمن، الرسالة هي ذاتها بان الافلات من العقاب لن يكون محمولا"، مضيفا ان "الامم المتحدة ملتزمة بدعم عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مع استمرار دعم وتعاون الحكومة اللبنانية".
وتابع البيان ان "الامم المتحدة تذكر بالتزامها الدائم تجاه شعب لبنان في هذه المناسبة"، مشيرا الى انه "في ظل التحديات المتجددة التي يواجهها لبنان، تواصل الامم المتحدة عملها مع الحكومة اللبنانية، الى جانب كافة الشركاء اللبنانيين، لدعم البلد في جهوده لتعزيز استقراره وامنه عبر قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة".
وتسلم رفيق الحريري رئاسة الوزراء للمرة الاولى في العام 1992، وظل على راس الحكومة حتى العام 1998، ثم عاد ليترأسها من جديد بين العامين 2000 و2004 قبل ان ينتقل الى صفوف المعارضة اثر اعتراضه على تمديد ولاية الرئيس السابق اميل لحود بضغط سوري.