تركيا تعطل التحرك العسكري في ليبيا أنقرة توظف عضويتها في حلف شمال الأطلسي لإفشال التدخل العسكري في ليبيا خوفا على الميليشيات التي تراهن عليها لضمان حصتها من النفط. العرب
[نُشر في 19/02/2015، العدد: 9833، ص(1)]
مصر تبدأ عمليات استخبارية سرية في التراب الليبي
تونس - عللت مصادر دبلوماسية التراجع الغربي عن دعم التدخل العسكري في ليبيا إلى ضغوط مارستها تركيا بصفتها عضوا في الناتو على شركائها في الحلف لمنع استهداف الميليشيات المرتبطة بها في طرابلس.
وكشفت المصادر أن دبلوماسيين وعسكريين أتراكا قاموا بزيارات لعواصم أوروبية لإقناع المسؤولين فيها بضرورة دعم الحوار بين فرقاء الأزمة الليبية وعدم الالتجاء إلى الخيار العسكري، متعهدين بالضغط على ميليشيا فجر ليبيا المسيطرة على طرابلس لتقديم تنازلات لإنجاح هذا الحوار.
وقال مراقبون إن تركيا وظفت عضويتها في حلف الناتو لإفشال التدخل العسكري في ليبيا خوفا على سقوط الميليشيات التي تراهن عليها لضمان حصتها من النفط الليبي، وسيطرة شركاتها على السوق الليبية.
وازدادت موجة الكراهية تجاه تركيا في تصريحات المسؤولين الليبيين بعد افتضاح الدور الذي تقوم به في إسناد الميليشيات بالأسلحة، وتسهيل مرور المقاتلين الأجانب من ليبيا في اتجاه سوريا أو العكس. وكان موقف الدول الغربية الداعي إلى حل سياسي في ليبيا مفاجئا لليبيين خاصة أنه جاء بعد أن عرضت إيطاليا المشاركة بخمسة آلاف جندي في الحرب، وبعد تدخل مصري بدا أنه تلقى ضوءا أخضر من تلك الدول.
ديبورا جونز: الرابح بين الفرقاء الليبيين يأخذ كل شيء
وتحدثت مصادر مختلفة عن ممارسة الولايات المتحدة ضغوطا على بقية حلفائها وخاصة فرنسا وإيطاليا المتمسكتين بالتدخل العسكري العاجل لكبح جماح المجموعات المتشددة التي أصبحت تهدد أمنهما.
في المقابل تتبع بريطانيا موقفا أميركيا مترددا لا يريد الخوض في صراع مع تيار إسلامي في ليبيا رغم امتلاكهما بعض النفوذ في التأثير عليه.
وكشف طارق صقر الجروشي عضو البرلمان الليبي المُنتخب عن اجتماع عُقد بتونس قبل أسبوع تعرض فيه الوفد الليبي لضغوط قهرية أوروبية أميركية سياسية اقتصادية مصيرية سببها المنظمة الإخوانية”.
ولا تعلن الولايات المتحدة موقفها بوضوح بشأن معارضتها للتدخل العسكري الذي لن يقف بالتأكيد عند حدود ضرب داعش، وإنما سيمتد إلى ميليشيات فجر ليبيا الإخوانية، وإنما تعتمد تصريحات المسؤولين الأميركيين أسلوب التحذير من مخاطر التدخل العسكري.
وحذرت ديبورا جونز سفيرة الولايات المتحدة في ليبيا من أن الاضطرابات التي يتعرض لها إنتاج النفط الليبي تهدد بإفلاس الدولة في غضون 18 شهرا.
وقالت إن “غياب حكومة موحدة لن يمكن شركاء ليبيا الدوليين من التعاون مع الدولة في المجالات كافة، مع وجود مقاومة كبيرة لتنفيذ أي مبادرة من شأنها أن تعطي أفضلية لفصيل دون آخر”، مؤكدة أن الجو السائد هو “الرابح يأخذ كل شيء”.
من جهة ثانية، أوضحت مصادر أمنية لـ”العرب” أن الجيش المصري نفذ عددا كبيرا من الطلعات الجوية فوق مواقع تنظيم داعش، وقامت القوات الخاصة بعملية عسكرية سرية جديدة في درنة، نجحت خلالها في تدمير معسكر أبو كريم الوهداني، وأسر عدد من المنتمين إلى التنظيم.
وتحفظ المصدر العسكري المصري، عن الإفصاح عن طبيعة تطور العمليات على الأرض في ليبيا، لكنه أكد أنها نجحت في الوصول إلى بعض القيادات الفاعلة في تنظيم داعش، مؤكدا أن جميع الخطوات تتخذ بتنسيق كامل مع هيئة أركان القوات المسلحة في ليبيا.
تفاصيل أخرى: تباين وجهات النظر حول الأزمة الليبية يزيد تعميقها