بقرار حكومي.. النرجيلة ممنوعة على نساء غزة في المطاعم والاستراحات البحرية
رجال دين على الشواطئ لإرشاد المصطافين على 'آداب الترفيه'
7/19/2010
غزة ـ 'القدس العربي' ـ من أشرف الهور: أثار قرار حكومي اتخذته الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس بمنع النساء من تدخين 'النرجيلة' حفيظة عدة أوساط في قطاع غزة، أبرزها المستثمرون في السياحة، رغم أن غالبية سكان القطاع الساحلي تحكمهم عادات وتقاليد مشددة، لا تنظر بارتياح للمرأة المدخنة.
فبعد اليوم لن ترى الفتيات أو السيدات كبيرات السن اللواتي اعتدن تدخين 'النرجيلة' ينفثن الدخان الأبيض من أفواههن بعد أن امتثل أصحاب المطاعم والاستراحات السياحية المقام أغلبها على ساحل بحر القطاع المتنفس الوحيد للسكان للقرار الحكومي.
ويقول الرائد أيمن البطنيجي المتحدث باسم شرطة غزة لـ 'القدس العربي' ان قرار المنع الذي بدأ تطبيقه على أرض الواقع، راجع للحفاظ على عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني، كون أن تدخين النساء 'يتنافى مع هذه العادات، ويحرج العائلات المحافظة'.
وبحسب البطنيجي فإن أسرا كثيرة من المصطافين أبدت تحفظاً كبيراً بسبب رؤية أطفالهم وفتياتهم الصغيرات لنساء يدخن 'النرجيلة، وهو أمر كان سبباً في منعها خشية من عملية التقليد في المستقبل.
ويرفض البطنيجي أن يشار إلى اعتبار القرار نوعا من أنواع 'الاعتداء على الحريات العامة'، كونه يخص فئة النساء دون الرجال، ويقول 'ممكن للفتاة ان تدخن النرجيلة في بيتها'، ويشير إلى ظاهرة منع التدخين في الأماكن العامة مطبقة في بلدان أجنبية.
لكن رولا فتاة في منتصف العشرينات قالت لـ'القدس العربي' ان منعها وعدد آخر من الفتيات من تدخين 'النرجيلة'، في وقت يسمح للذكور بفعل نفس الشيء يعد 'اعتداء على الحريات، وتفريقا في الحقوق'، وتذكر رولا انها من حين لآخر تذهب بصحبة صديقاتها إلى أحد المطاعم لتناول الطعام وشرب 'النرجيلة'، ولا تعرف كيف ستتخلص من تعودها على هذا الأمر.
وفي هذا الشأن يقول الرائد البطنيجي ان فرقا من المباحث العامة، ومن أفراد الشرطة المنتشرين لحفظ الأمن على السواحل، ستتابع قرار منع الفتيات من التدخين، نافياً أي وجود لفرق من 'الشرطة الدينية'، أو فرق من 'شرطة الآداب' في تشكيلات الشرطة كما يشاع.
يشار الى ان عددا من ملاك المطاعم السياحية والاستراحات البحرية ذكروا أن أفرادا من الشرطة يرتدون لباسا مدنيا، حضروا إلى أماكن عملهم وأخبروهم بقرار منع تدخين النساء لـ'النرجيلة'، وذكر بعضهم انه أبلغ بمنع تقديم 'النرجيلة' لكافة الزبائن، رجالاً أو نساءً.
أحد أصحاب الاستراحات البحرية الذي لم يعجبه القرار كباقي الملاك الآخرين، أكد أنه سيتكبد خسائر كبيرة، لأنه بحسب ما ذكر يجني أرباحاً كثيرة من تقديم 'النرجيلة' لزبائنه.
وفي العادة يطلب غالبية المدخنين 'النرجيلة' فور جلوسهم على الاستراحات البحرية، مع المشروبات الباردة، ويتراوح ثمن تدخين 'النرجيلة' من دولارين إلى خمسة دولارات، بحسب المكان السياحي الذي يرتاده المصطافون.
يذكر أن حكومة حماس فرضت في السابق ضريبة كبيرة على أسعار التبغ بشكل عام.
وترافق القرار مع حملة شرعت وزارة الأوقاف في غزة بتطبيقها تحت اسم 'نعم للفضيلة' تستهدف شواطئ البحر، التي بحسب الوزارة تأتي لـ'الحد من الظواهر السلبية والدخيلة على أخلاقيات الشعب'، ولفتت الوزارة الى ان الحملة سيتم خلالها التحدث للمصطافين بـ 'الحكمة والموعظة الحسنة وإهداؤهم النشرات التي تتحدث عن آداب الترفيه على الشاطئ'.
ويقول يوسف فرحات المسؤول الكبير في وزارة الأوقاف ان دعاة سينزلون من بعد العصر إلى ما بعد العشاء للتجوال على المصطافين وإهدائهم نشرات آداب الترفيه على شاطئ البحر، إضافة إلى إقامة 'أمسيات وعظية' على الشاطئ.