بيــان فــي الــذّكــرى ١٢ لغــزو العـــراق شبكة ذي قـار الطّـليـعة الطّلاّبيّة العـربيّة
للقلم والبندقيّة فوّهة واحدةالذّكرى الثّانية عشر للغزو الأمريكيّ الإرهابيّ للعراقجماهيرنا الطّلابيّة المناضلة في تونس والوطن العربيّ
رفاقنا على درب العروبة يستذكر العرب وكلّ أحرار العالم والشّرفاء فيه، ما تعرّض له العراق الأشمّ في مثل هذا اليوم من بدء الهجمة البربريّة الوحشيّة الإرهابيّة الأمريكيّة المتجدّدة والمتعاقبة عليه لتتوّج الاعتداءات السّافرة والجبانة السّابقة خارج كلّ الأعراف والقوانين والمواثيق الدّوليّة..
فبعد العدوان الكونيّ الهمجيّ الذي نفّذته قوى البغي والشّرّ في العالم بقيادة رأس الإجرام والإرهاب الدّوليّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة مسنودة بأكثر من اثنين وثلاثين جيشا من مختلف الجنسيّات عام 1991، وبعد عمليّة ثعلب الصّحراء والحصار الكونيّ الجائر الذي فرض على العراق أرضا وشعبا ونظاما سيبقى وصمة عار على جبين الإنسانيّة مثله مثل بقيّة جرائم الأمريكان وحلفائهم من أعراب وفٌرس صفويّين وصهاينة وكلّ السّابحين في فلك الغطرسة الأمريكيّة،، امتدّت يد الإجرام والإرهاب والقوى الاستعماريّة مجدّدا للعراق لتجهز على كلّ معالم الحياة فيه ولتشنّ حربا ضروسا لم تستثني فيها جحافل الجيوش المدجّجة بأكثر الأسلحة فتكا وتدميرا، مجالا واحدا من دائرة استهدافها فعاثت في العراق فسادا وبطشا وتنكيلا ودمّرت كلّ معالم الحياة فيه وخرّبت نسيجه المجتمعيّ وطمست معالم العراق الحضاريّة والتّاريخيّة. كما عانى شعبنا العربيّ في العراق كلّ أنواع القمع والاضطهاد والتّنكيل فقتل زهاء مليونين ونصف المليون عراقيّ بالإضافة إلى التّهجير القسريّ الذي ذهب ضحيّته فوق عشرة ملايين مواطنا عراقيّا لتبقى جرائم الاحتلال الأمريكي في سجن أبو غريب الجريمة الأكثر بشاعة في التّأريخ البشريّ وهي الجريمة التي عرّت زيف الأكاذيب التي لطالما روّجتها الدّوائر الاستعماريّة وخاصّة احترام حقوق الإنسان وإرادة الشّعوب وحقّها في تقرير مصيرها..
جماهيرنا الطّلابيّة المناضلة في تونس والوطن العربيّ
رفاقنا على درب العروبة نفّذت الامبرياليّة جرمها البشع بحقّ العراق الأشمّ بمنتهى الخسّة والغدر والجبن، وانطلقت حمم براكين حقدها وعنصريّتها وغطرستها ليلا، لتطال البشر والشّجر والحجر في العراق. ورغم كلّ الكوارث التي خطّها الطّغاة الغزاة، فشل الأعداء في تثبيط عزائم شعب بلاد الرّافدين المتشبّع بكلّ قيم الأنفة والكبرياء والعزّة والشّموخ والانتماء العربيّ الأصيل وانخرط غيارى العراق وحرائره في التّصدّي للمشروع الخبيث الذي تسعى لتحقيقه الدّوائر الاستعماريّة والصّهيونيّة والمرتبطين بها وتشكّلت خلايا المقاومة الشّعبيّة المسلّحة ردّا وخيارا استراتيجيّا علميّا وواعيا ومدروسا ببالغ الدّقّة والعناية في كلّ شبر من أرض العراق الأشمّ.
ولقد أسقطت المقاومة العراقيّة الباسلة بقيادة حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ والجيش العراقيّ البطل وبمشاركة كلّ القوى الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة الأخرى، كلّ رهانات الأمريكان ومخطّطاتهم..
فليس يخفى على أحد، أنّ الدّوافع الحقيقيّة للغزو البربريّ الهمجيّ للعراق لا علاقة لها مطلقا بما روّجه المعتدون في تحضيرهم للغزو. حيث كانت الأهداف التّكتيكيّة والاستراتيجيّة أبعد ما يكون عن ذلك، وهي في جوهرها وفي حقيقتها رديف معاهدة سايكس – بيكو ومعاودة تقسيم الوطن العربيّ وتفتيته لضمان بسط النّفوذ الكامل والمطلق على مصادر الطّاقة فيه وباقي ثرواته، وتحييد العراق واستبعاده نهائيّا من دائرة الصّراع العربيّ الصّهيونيّ وذلك بتدمير جيشه وتقسيمه على أساسات طائفيّة وعرقيّة وإثنيّة ما يمهّد لتأبيد وتثبيت الكيان الصّهيونيّ الغاصب المسخ حقيقة على الأرض وفرضها أمرا واقعا على العرب وخاصّة قواهم الحيّة والفاعلة الرّافضة للاستسلام وهي ما مثّل العراق وجيشه الباسل والنّظام الوطنيّ فيه بقيادة حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ رافع لوائها.
جماهيرنا الطّلابيّة المناضلة في تونس والوطن العربيّ
رفاقنا على درب العروبة إنّه وإن أفلح الغزو الأمريكيّ في تحقيق بعض المكاسب الظّرفيّة كأن أسقط النّظام الوطنيّ العراقيّ واغتال نصف قيادة حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، فإنّه فشل فشلا ذريعا في تحقيق أهدافه الخفيّة وأهمّها اجتثاث حزب البعث وأخفق في تلافي خسارته التّاريخيّة المدمّرة وانتحر الغزاة على أسوار بغداد ولا يزالون، وتشارف الولايات المتّحدة الأمريكيّة على الانهيار الاقتصاديّ نتيجة الخسائر الهائلة التي منيت بها قوّاتها في العراق وتجاوز تكلفة المغامرة الحمقاء لبوش الصّغير وإدارته الخائبة كلّ التّقديرات وكلّ طاقات احتمالها..
دفع ذلك الأمريكان إلى الهرب والاندحار من أرض العراق الأشمّ ليسلّموه للعدوّ الفارسيّ العنصريّ وللميليشيّات المرتبطة به لتتواصل معاناة العراق وشعبه، وليغرق العراق في متاهة التّقتيل على الهويّة ونهب ثرواته وتدمير إرثه الحضاريّ والتّاريخيّ.
جماهيرنا الطّلابيّة المناضلة في تونس والوطن العربيّ
رفاقنا على درب العروبة إنّ الأمّة العربيّة تعاني اليوم من التّداعيات الكارثيّة لغزو العراق ولخيانة النّظام العربيّ الرّسميّ العميل والمعادي للمصلحة القوميّة العليا. وما نجاح العدوّ الفارسيّ في تغلغله في كلّ ربوع الوطن الكبير وخاصّة في سوريّة ولبنان والبحرين واليمن إلاّ إحدى أكبر تلك التّداعيات.. وكان أن نتج عن تدمير العراق الأشمّ وإسقاط نظامه الوطنيّ بالقوّة وحلّ جيشه بما شكّله لعقود طويلة من درع حقيقيّ واقي وذائد عن كلّ حياض الأمّة، تنامي انتشار الآفة الإرهابيّة وتخريبها للأمّة العربيّة كافّة..
وإنّنا إذ نستذكر هذه الواقعة الأليمة التي استهدفت العراق الأشمّ، نؤكّد على عموم الجماهير العربيّة وعلى رأسها النّخب الطّلاّبيّة على ضرورة التّوقّف طويلا عند هذا الزّلزال الذي ضرب عمق العرب والعروبة واستخلاص العبر منه لتلافيه مستقبلا.
عاش العراق حرّا عربيّا موحّدا.
النّصر المؤزّر للمقاومة العراقيّة الباسلة ولثورة العراق المجيدة.
الحرّية لأسرانا البواسل في السّجون الأمريكيّة والصّفويّة وعلى رأسهم الرّفيق القائد الأسير طارق عزيز..
المجد والخلود للأكرم منّا جميعا شهداء الأمّة العربيّة يتقدّمهم الرّفيق القائد شهيد الحجّ الأكبر صدّام حسين.
عاش البعث .. عاشت الأمّة ..
عاشت فلسطين حرّة عربيّة من النّهر إلى البحر.
الخزي والعار لكلّ متأمرك متصهين متفرّس جبان.
الله أكبر،، الله أكبر،، الله أكبر.
وليخسأ الخاسئون.
الطّليعة الطّلاّبيّة العربيّة
الفصيل الطّلاّبي والشّبابيّ لحركة البعث – تونس
تونس في ٢٠ مارس ٢٠١٥