s1:
هكذا أغرقت المدمرة إيلات.... بطولات مجهولة لكتائب الصواريخ سام SAM
تأليف :ابراهام رابينوفيتش
.....................................
وجد الجنرال بيني بيليد قائد سلاح الجو الاسرائيلي عندما تولى منصبه في مايو 1973 ان الخطط الموضوعة للتعامل مع بطاريات سام معقدة وسخيفة فقد واجهت اسرائيل بطاريات SAM 2 /S خلال حرب يونيو 1967 وفقدت 3طائرات اسقطتها تلك البطاريات لكن هذه البطاريات كانت قليلة العدد وكان من السهل على الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة تدميرها ولكن خلال حرب الاستنزاف زاد عدد هذه البطاريات.
كانت كل منصة إطلاق تضم مجموعة من 6 صواريخ كما تم تعزيزها بصواريخ SAM 3/S الاكثر فعالية والأكثر صعوبة في تفاديها ويوضح المؤلف أنه في يوليو 1970 اختبر سلاح الجو الاسرائيلي نظاماً ابتكره الاميركيون لمواجهة صواريخ SAM 2 فوق فيتنام الشمالية.
وكان هذا النظام يقوم على اساس جيوب الكترونية تبعث باشارات تضلل رادارات الصواريخ إلا ان الطائرات المجهزة بمثل هذه الجيوب يتعين ان تحافظ على تشكيل على ارتفاع محدد حتى لو اطلقت الصواريخ عليها ولكن المشكلة هي ان الاميركيين انفسهم لم يعرفوا مدى فعالية هذا النظام في العمل ضد صواريخSAM 3.
ومع ذلك أصر القادة الاسرائيليون على تجربته وقاد الكولونيل صامويل هيتز سرباً يضم 20 طائرة فانتوم الى منطقة الصواريخ المصرية وقامت الطائرات بتنشيط الجيوب الموجودة تحت الاجنحة وحلقت على ارتفاع ثابت.
ونجحت الطائرات الاسرائيلية في تدمير 4 بطاريات من البطاريات العشر واصابة 3 بطاريات أخرى الا انه تم اسقاط الطائرة وهي عائدة وكانت طائرة هيتز نفسه ونجح ملاحه في القفز بالمظلة ليقع في الأسر بينما نجح هيتز بصعوبة في الهبوط باحدى القواعد في سيناء والخروج من الطائرة قبل احتراقها وتم اسقاط 5 طائرات فانتوم والتي كانت تعد فخر سلاح الجو الاسرائيلي قبل سريان وقف اطلاق النار بعد ذلك بثلاثة أسابيع.
وأدركت اسرائيل انها لم تعد تتمتع بأي تفوق في السماء وان التقنية الني نعمت بتفوقها من قبل على العرب قد انقلبت عليها بين عشية وضحاها وتفاقمت المشكلة عندما تمكن المصريون من تحريك الصواريخ الى منطقة القناة ليتسع مداها فوق سيناء ووسط المحاولات الاسرائيلية لتطوير نظام لتضليل صواريخ سام المنصوبة على الجانبين المصري والسوري ظهر جيل جديد من هذه المنظومة المضادة للطائرات وهو الصاروخ SAM 6 الامر الذي شكل تهديدا أكبر للطائرات الاسرائيلية.
وكانت التركيبة الالكترونية للصاروخ الجديد غير معروفة حتى بالنسبة للأميركيين واستنتج سلاح الجو الاسرائيلي أنه من الممكن أن يفقد طائرة أمام كل بطارية SAM وفي ظل وجود 87 بطارية صواريخ على الجبهتين المصرية والسورية بالاضافة الى 95 بطارية اخرى للدفاع عن المناطق الخلفية مثل القواعد العسكرية فقد أدركت اسرائيل ان الثمن المدفوع من طائراتها سيكون فادحا فالاعتماد الكبير للقوات الاسرائيلية على السلاح الجوي اصبح موضع شك.
ولابد هنا من الاشارة الى أن سلاح الطيران الاسرائيلي يستحوذ على نصف الميزانية العسكرية الاسرائيلية وينظر اليه على أنه السلاح الأهم بين مختلف الأسلحة وتعتمد قوات المواجهة الموزعة على طول الجبهتين المصرية والسورية على افتراض مفاده ان سلاح الطيران سوف يبطئ من تقدم القوات المصرية والسورية الى أن تصل قوات الاحتياط الى خطوط المواجهة.