3000 مشارك في مهرجان "القداسة" تحضيراً لإعلان قديستي الأرض المقدسة
تقرير: منير بيوك ، تصوير: نعمان القزعة وسورين خودانيان وأوس جلال
2015/05/09
أقام مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، مساء أمس الجمعة، مهرجاناً احتفالياً حاشداً في ساحة كلية راهبات الوردية، كتحضير لإعلان قداسة الطوباويتين ماري ألفونسين غطاس ومريم يسوع المصلوب الذي سيتم رسمياً في الفاتيكان في السابع عشر من أيار الحالي، وشارك به المطران مارون لحّام، مطران اللاتين في الأردن، والرئيسة الاقليمية لرهبنة الوردية الاخت مادلين دبابنة ، ورئيسة الدير في الشميساني الاخت ميشلين معلوف وعدد من ممثلي الكنائس والرهبانيات، وأكثر من ثلاثة آلاف مشارك جاؤوا من كافة أنحاء المملكة.
وفي كلمة له أمام حشود المحتفلين، قال المطران لحام "منذ قرون وكانت هذه البقعه من الأرض تحظى بنعمة القداسة إلا أنها لم تشهد قداسة فتاتين من أرضها من قبل". وفي معرض حديثه عن معنى القداسة، أضاف قائلاً "القديس ليس من يصنع العجائب أو يتنبأ بالمستقبل بل من يعمل مشيئة الله، ويعيش في رضى الله، ويضع مخافة الله نصب عينيه يوما بعد يوم".
ومشيراً إلى أن القداسة لا ترتبط بحياة الرهبنة بل بسر المعمودية، كون كل شخص معمد مدعو للقداسة من خلال نمط حياته، قال المطران لحّام "كل الطرق تؤدي إلى القداسة، فالمهم العيش في رضى الله ومخافته. فالقديس ليس الإنسان الذي لا يخطئ، ولكنه عندما يخطئ يقر بخطئه ويتوب عنه. فالله لا يبحث عن قديسين، بل يبحث عن خطاه يصنع منهم قديسين".
واختتم النائب البطريركي للاتين في الأردن كلمته بالقول "نستطيع أن نبدأ مسيرة القداسة في حياتنا العادية، فنحن لسنا وحدنا فمعنا الرب يسوع القديس الأول والقدوس، فهو يعرفنا ويغفر لنا ويحبنا إلى أقصى الحدود".
وِجرى أثناء المهرجان، الذي دعي له تحت عنوان "قديستان من بلادنا المقدسة"، وأحياه الأبوان وسام منصور ورفعت بدر واقيمت لاجله لجان عمل كبيرة، دخول رسمي لموكب سيادة المطران، وبعد أن عزفت فرق الكشافة موسيقى السلام الملكي، دخل موكب القديسة ماري ألفونسين محاطة بفتيات يرتدين أثواب الملائكة، ويحملنّ المسبحة الوردية الكبيرة، وصورة للقديسة الجديدة تحملها راهبات الوردية.
أما القديسة مريم ليسوع المصلوب، فدخل مع موكب صورتها حمامة ترمز إلى الروح القدس وفتيات يرتدين ثوب الرهبانية الكرملية، ويحملن مواهب الروح القدس السبعة، ذلك أن القديسة الجديدة كانت متعبدة للروح القدس وألفت له أحلى الأناشيد.
وبعد دخول موكب شخص السيدة العذراء، على أنغام الأجراس وترنيمة "سلام سلام لك يا مريم"، دخل موكب الإنجيل المقدس، على أنغام ترنيمة القيامة التي أدتها جوقة طريق الموعوظين في الأردن، ورنم الشماس هايل علمات إنجيل بشارة السيدة العذراء من الملاك جبرائيل (إنجيل لوقا ١:٢٦-٣٨).
وتم فيما بعد عرض فيلمين قصيرين عن حياة القديستين ماري الفونسين غطاس ومريم يسوع المصلوب من إعداد المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، إضافة إلى ترتيلة ألفونسين للأب يوسف طنوس وترتيلة المجدلة الكبرى لجوقة الأردن البيزنطية وترانيم مريمية أخرى. كما تليت أبيات من المسبحة الوردية وصلاة خاصة من أجل الأنفس المطهرية.
وشارك في أداء الترانيم جوقة راهبات الوردية المقدسة، وجوقة الأردن البيزنطية، وجوقة ينبوع المحبة، وجوقة الموعوظين، وعزف للترانيم الأب فرح بدر، أما الأغاني فعزف لها عازف الاورغ نديم والدرمز ديفد زوايدة، وأدى الأغاني كل من الأب رفعت والفنان طارق بجالي. أما الحركات الإيقاعية، فشاركت بها فرقة الشبيبة المسيحية، وطلاب وطالبات مدرسة الوردية في اربد، وكذلك في الشميساني.
وأطلق المطران لحّام المسبحة الوردية المصنوعة من بالونات كبيرة في سماء عمّان، وأعطى البركة الختامية، لتنعقد بعدها من جديد حلقات الدبكة في كل المدرجات، على أنغام أغان من التراث العربي القديم والمعاصر، من كلمات الأب رفعت بدر والشماس هايل علمات، رقص معها الجمهور وعقدت حلقات الدبكة في كل أرجاء ساحة الوردية.