هل سترد اسرائيل الشرقية على قصف صعدة من النخيب ؟ شبكة ذي قـار صلاح المختار
الجواب على السؤال المطروح بعنوان المقال : نعم ضم النخيب له صلة مباشرة بمجرى عملية ايقاف التغلغل الايراني في اليمن بعاصفة الحزم والتي ادت الى ارباك كامل للمخطط الاستعماري الايراني . كيف ذلك ؟ معلومات اليوم تقول بان ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية قد تم تحويلها الى ما يسمى ب ( الحرس الثوري ) على الطريقة الايرانية ، وتقول المعلومة الثانية ان قاسم سليماني موجود الان في النخيب الان يعد لشن هجمات على السعودية من شمالها لدعم الهجمات من جنوبها والتي قام بها حزب الدعوة الحوثي لعرقلة تنفيذ خطة تحييد نغول ايران في اليمن وتخفيف الضغط عليهم .
وخطورة هذا التطور تكمن في انه يرتبط بهدفين جوهريين :
الهدف الاول والمباشر هو الضغط على السعودية عسكريا من النخيب المقابلة لشمالها ردا على عاصفة الحزم بصورة عامة ومحاولة لحفظ ماء الوجه بعد بدأ تدمير القوة العسكرية في وكر شر الاستعمار الايراني في اليمن وهي صعدة .
اما الهدف الثاني وهو الهدف الستراتيجي الاعظم لاسرائيل الشرقية في هذه المرحلة من تنفيذ خطتها الخمسينية فهو تعزيز خط الحياة بين اسرائيل الشرقية وسوريا ولبنان عبر العراق والمار بديالى وبغداد والانبار ، عن طريق اعداد خط خط ثان يبدأ من النخيب ويتجنب المرور بالطريق الدولي عبر الانبار يضمن اتصالا ايرانيا مستمرا بسوريا ولبنان . فلقد ادت الثورة العراقية المسلحة وتحرير اغلب الانبار الى تعطيل وصول الدعم الايراني للنظام السوري وحزب الله وتعريضهما لمخاطر كبيرة لو استمر وتوسع التعطيل . بمعنى اخر ان الهلال الفارسي الذي يعد مركز انطلاق التوسع الاستعماري الفارسي سوف يخنق عندما تنجح الانبار في قطع خط الحياة .
من الضروري تذكر ان ايران لا تستطيع الاشتباك المباشر مع السعودية عسكريا وعلى نطاق واسع لاسباب عديدة منها البعد الجغرافي والخشية من ردود الافعال الاقليمية والدولية ، والاهم قرار النظام الفارسي شن الحروب على الشعب العربي مستخدما ابناءه المضللين بالسرطان الطائفي وليس شباب الفرس ، لذلك اختارت طهران وسط وجنوب العراق المحاذي لشمال السعودية ليكن منطلقا لحرب واضحة الاهداف والمعالم ضد السعودية ودول الخليج العربي كافة يكون وقودها ابناء العراق والسعودية وليس ابناء فارس .
قرار ضم النخيب الى كربلاء نفذ قبل اتخاذه رسميا فقد اعلنه زعيم حزب الله العراقي قبل عام من عاصفة الحزم عندما هدد بضرب السعودية من وسط وجنوب العراق ونفذ تهديده باطلاق صواريخ كاتيوشا على الاراضي السعودية في تأكيد لا يقبل الشك في ان واحد على حقيقتين الاولى ان اسرائيل الشرقية كانت تعد مناطق عراقية لاستخدامها في ضرب السعودية حتى قبل عاصفة الحزم بزمن طويل ، والحقيقة الثانية ان السعودية بشن عاصفة الحزم قامت بأجراء دفاعي تحوطي بعد تيقنها من بدأ تنفيذ خطة اسرائيل الشرقية لتقسيمها ونشر الفوضى الهلاكة فيها .
والان وبعد ان وضعت اسرائيل الشرقية امام تحد لم تتوقعه وهو ضرب نغولها في اليمن ، فانها باشد الحاجة للرد على السعودية انتقاما من جهة واشغالا لها عن معركة اليمن ضد نغولها الحوثيين من جهة ثانية . لهذا فان الاسراع بضم النخيب هدفه القادم هو استخدامها لاشغال السعودية واذا تفاقمت الاحوال وفشلت الميليشيات العراقية فان قوات ايرانية سوف تتحشد فيها لدخول الاراضي السعودية منها والتمركز في مناطق معينة وعدم التقدم في العمق السعودي والعمل على عزل مناطق سعودية وهي مناطق النفط .
ويترتب على ما سبق ان اسرائيل الشرقية كلما ازدادت قناعتها بان الحوثيين يواجهون الهزيمة سوف تلجأ للضغط عسكريا على السعودية من النخيب . كما ان النخيب سوف تستخدم لاعداد نغول ايران داخل السعودية والموجودين في المنطقة الشرقية للقيام بعمل مسلح واسع النطاق يجبر السعودية على الانكفاء على الداخل وترك اليمن والانتقال للدفاع بدل الهجوم ، وتلك هي الفرصة التي تنتطرها اسرائيل الشرقية لاستثمارها كليا لتحقيق اهداف عمرها ثلاثين عاما ومنها احتلال مكة والمدينة وتقسيم السعودية الى ثلاثة دول . وهنا تلتقي اسرائيل الشرقية مع توأمها اسرائيل الغربية التي تعد صاحبة المخطط الاصلي لتقسيم الاقطار العربية خصوصا الهدف الفارسي الاسرائيلي المشترك وهو وضع الاماكن المقدسة في السعودية وهي مكة والمدينة تحت اشراف دولي .
لقد اكدت معارك ديالى وصلاح الدين والانبار في عامي 2014 و2015 ان ضمان خط الحياة هذا امر غير ممكن بسبب المقاومة المسلحة للغزو الفارسي ، وان تعرضه للقطع كليا او جزئيا يعرض اسرائيل الشرقية ونغولها في سوريا ولبنان الى خطر كبير جدا وابرز نتائج ذلك منع قيام الهلال الفارسي ، من هنا تأتي الضرورة الستراتيجية لبناء خط مواز وبديل او مكمل في الصحراء بعيدا عن مدن الانبار ويبدأ من النخيب يوفر قدرة عالية ومرونة كبيرة في التعامل مع متغيرات الوضع الاقليمي .
وبناء على ماتقدم فان ضم النخيب لكربلاء ليس عملا عراقيا داخليا وانما هو عمل ايراني اصلا وهدفا لان هدفه المباشر هو ضرب السعودية واستنزافها من النخيب اما هدفه الستراتيجي الابعد فهو تأمين مرونة عالية في دعم وتواصل دعم نغول الفرس في سوريا ولبنان لضمان بقاء الهلال الفارسي وتوسيعه تدريجيا .
ولكي تمنع اسرائيل الشرقية من استغلال منطقة النخيب ضدها مطلوب من السعودية اتخاذ ما يلزم لتحييدها ، اما المقاومة العراقية التي اعلنت رسميا انها ستقاتل لمنع تسخير النخيب لخدمة الاهداف الاستعمارية لاسرائيل الشرقية فانها مطالبة بمواصلة خطتها الاصلية وهي منع بناء خط الحياة الواصل بين طهران ودمشق وبيروت عبر ديالى وبغداد والانبار ومواصلة الهجمات عليه وتدمير نقاط ترابطه بصورة دورية واعتبار معركة قطع خط الحياة اهم معارك تحرير العراق وسوريا ولبنان من الغزو الفارسي .
انتباه السعودية وحلفاءها الى ان صعدة هي وكر الشر في اليمن وقرارها توجيه ضربات شاملة لها سوف يكون اكبر تحد لاسرائيل الشرقية منذ هزيمتها اما العراق في عام 1988 لان انفراد السعودية بضرب صعدة سوف يهدم الصورة المضخمة جدا لها والتي صورتها على انها قوة اقليمية عظمى تنفرد بالقدرة على الحسم وتحقيق النصر وها هي الان تواجه الاختبار الاكثر حساسية لها منذ الحرب التي فرضتها على العراق لان عدم ردها بقوة سوف يؤكد للجميع خصوصا لنغولها وانصارها العرب انها نمر من ورق وانيابه عبارة عن استخدام منظم لقدرات عرب جرفهم التيار الطائفي او اصولهم الفارسية .
معركة النخيب ليست معركة عراقية فقط بل هي معركة كل العرب الحريصين على عروبة اقطارهم ومنع تفريسها ، لهذا فان التعاون بين العرب شعبا وحكاما هو الضمانة الاساسية لمنع الفرس من استخدام النخيب كمركز عدواني توسعي ضد العرب ، وضرب حزب الدعوة الحوثي ضرورة ستراتيجية حاسمة وتقليم اظافره ليس سوى خطوة على طريق اجتثاثه كليا . معركة الامة العربية مع اسرائيل الشرقية معركة وجود وبقاء وليست معركة حدود وتناقضات سياسية ، ولهذا فان تجريدها من نغولها العرب خطوة لابد منها للبدء بالخطوة الاهم وهي اجبارها على الانكفاء على الداخل وممارسة موقف الدفاع بدل الهجوم .
Almukhtar44@gmail.com
٩ / ٥ / ٢٠١٥