جيش عربي موحد

[rtl]جيش عربي موحد[/rtl]

[rtl]يجب ألا تعفي إسرائيل نفسها من أخذ الوضع المائع في الشرق الأوسط في الاعتبار[/rtl]

[rtl]زلمان شوفال[/rtl]

MAY 12, 2015

إحدى النتائج المباشرة للتغييرات في السياسة الشرق اوسطية للولايات المتحدة، وفي الاساس خطوات التغيير في منحى العلاقات مع إيران، هي الشعور المتزايد في اوساط حلفائها العرب التقليديين بأنهم لا يستطيعون مواصلة الاعتماد على الولايات المتحدة في شؤون الامن. اذا اضفنا إلى ذلك داعش والفوضى التي تعم الشرق الاوسط والوضع غير الواضح تجاه مستقبل سوريا، كل هذه والتداعيات الاستراتيجية لها أدت إلى قرار الجامعة العربية تشكيل، وبسرعة، قوة عربية عسكرية موحدة.
قبل نحو اسبوعين تم عقد لقاء لرؤساء اركان الدول العربية ـ مصر، السعودية، الاردن، الكويت والامارات العربية ـ في القاهرة، وهناك تم اتخاذ قرار باقامة قوة عسكرية موحدة.
سيُطلب من زعماء الدول العربية حتى نهاية شهر حزيران أن يبحثوا في تطبيق القرار بصورة فعلية. ويمكن الافتراض أنهم في واشنطن غير متحمسين من هذه المبادرة الاستراتيجية العربية. (حتى من كونها تشير بصورة واضحة إلى التحفظ من الخط السياسي الذي تم اتخاذه على يد الادارة بشأن إيران ونيتها التوصل إلى اتفاق معها حول البرنامج النووي).
ردا على ذلك قررت واشنطن العمل في مسارين: بصورة رسمية تبارك القرار الذي تمت بلورته في القاهرة، ومع ذلك اعطاء اشارة للاوساط العربية المختلفة بأنه لا حاجة إلى ذلك، حيث ليس فقط أن امريكا لا تنوي سحب يدها مما يجري في الشرق الاوسط، لكنها مصممة على تجسيد ذلك عن طريق التزويد المكثف بالسلاح وبالوسائل القتالية الاخرى للجيوش العربية المختلفة.
هكذا، كما كتبت «واشنطن بوست» في الاسبوع الماضي، الصحيفة ذات العلاقات الجيدة مع المؤسسة الامنية في الولايات المتحدة، بأن الادارة تدرس أن تعرض على السعودية ودول الخليج الاخرى وسائل قتالية متقدمة جدا، تم تزويد إسرائيل فقط بها. كما أن فرنسا وقعت مؤخرا على صفقة سلاح كبيرة مع قطر بالذات.
من الواضح أن لكل هذه التطورات تداعيات محتملة، سياسية وأمنية، على دولة إسرائيل ـ منها الايجابية ومنها على الاقل في طور الامكان سلبية.
من الناحية الايجابية يتضح مرة اخرى أن لقلق إسرائيل من الاتفاق النووي الآخذ في التبلور مع إيران هناك شركاء، وهم ايضا الحلفاء العرب السنة للولايات المتحدة، ومن هذه الناحية هناك جبهة واحدة فعليا مع أنها غير رسمية، بين القدس والرياض والقاهرة وعمان وغيرها.
إن ما دعاه وزير الخارجية الامريكي كيري «هستيريا» ليس سوى تعقلا متبصرا لمعظم دول المنطقة في رؤية التهديد الإيراني. رئيس الحكومة تطرق إلى هذا الاجماع في هذه المنطقة في خطابه في «اللطرون» في ذكرى احياء الذكرى السبعين للانتصار على النازية الالمانية. وقد ركز على الاحتمال الممكن النابع من هذا الانتظام لدفع الاتفاق في الموضوع الفلسطيني.
في هذا السياق يجب أن نذكر، مع أنه حتى هذه اللحظة يبدو الأمر نظريا، أن أحد المطالب الاساسية لإسرائيل فيما يتعلق باقامة دولة فلسطينية مستقلة ليس فقط أن تكون منزوعة السلاح بل ايضا أن يحظر عليها الارتباط باتفاقات ذات صبغة عسكرية مع دول اخرى.
إسرائيل لا تستطيع أن تتجاهل ايضا امكانية – سواء نفذ المخطط لاقامة جيش عربي موحد أو اذا كان الحديث حول تزويد واسع بالسلاح والمعدات العسكرية العربية – أن تكون النتيجة في ظروف معينة، مع الاخذ في الاعتبار الوضع غير المستقر في منطقتنا، سلبية. صحيح أن واشنطن تعهدت أنه في كل حالة دعم للقدرة العسكرية للدول العربية، فان ذلك لن يمس بالتفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وهي تنوي بالفعل الحفاظ على ذلك (كما أنها ملزمة بذلك حسب قرار الكونغرس من سنة 2008)، لكن كما اتضح في السابق كان هناك فجوات في تعهدها هذا.
الولايات المتحدة في موازناتها الاستراتيجية غير ملزمة بأن تأخذ في الاعتبار التهديد العسكري من جارتيها كندا والمكسيك، لكن إسرائيل لا تستطيع ألا تأخذ في الاعتبار الوضع المائع في الشرق الاوسط وكذلك كل التطورات المحتملة، عندما يدور الحديث عن دول وقعت معها على اتفاقات سلام ايضا. بالأحرى عندما يتعلق الامر بجيش عربي موحد يضم ايضا دول اخرى، جيش يتم انشاؤه من اجل وقف نوايا التوسع لإيران وأذرعها في سوريا ولبنان وسيناء واليمن ـ هذا أمر ايجابي، كما يجب أن نتذكر أن ما يبدو مضمونا وثابتا يمكن احيانا أن يتضح أنه مؤقت.
إسرائيل اليوم 12/5/2015
زلمان شوفال

» ولدت في وطن زعموا انه عربي ... شعر معبر لشاعر عربي اسمر
» انا موحد مزدوج سني وشيعي ومسلم بروتستنت
» لقاح موحد يكافح الانفلونزا مدى الحياة
» لا فرق ما بين سني شيعي نصراني - ولا موحد ان الكل اخواني / د. لطفي الياسيني
» إعلان نتيجة الثانوية العامة بشكل موحد بين غزة والضفة

صفحة 1 من اصل 1

﻿جيش عربي موحد

جيش عربي موحد