من ديوان بنايوت ( لن يمروا) موكب العيد ...!
ربِّ غفرانك ...!!
" إلى الذين وضعوا السراج عى رأس الجبل ليراه جميع الناس !"
مشهد من بيت لحم حيث يحتشد الجمهور للمسير في
موكب العيد السعيد! عيد الميلاد المجيد !
ألقيت لأول مرة في قاعة النادي الأرثوذكسي - بيت ساحور
في أمسية شعرية في 25/11/1972.
نشرت في جريدة القدس في 25/12/1972.
ونشرت في مجلة " كنيستك " للكنيسة اللوثرية في عدد
ديسمبر - كانون أول 1983. بمناسبة العدد الخاص لعيد الميلاد.
سيدي .! نحن هنا جئنا إليك
قد أتينا خشعا بين يديك
نضع الغار على رأسك تاجًا
نغدق الأطياب من فرحتنا
نمسح العار الذي يلحقنا
هكذا جئنا لنلقاك وفي أعيننا
قصة الحرمان والحزن الدفين
وشقا العمر وأوجاع السنين
كان لمـا قتل الإنسان بالأمس اخاه
حينما صاحت من الأرض دماه
فأتيناك كأطفال صغارْ
حملوا للعيد آمال الكبارْ ..!
***
ها هو الموكب ...
قد سار على قرع الطبولْ
سار في الركب معا أولاد راحيلَ ...
وأبناء الخليلْ ..!
والطراطير وإبليس وعبادو العجول !
والمماليك وأرباب الرياء
صالبو الأحرار مصاصو الدماء
والطواغيت وسفاحو الشعوب
ناهبو الأرض وتجار الحروب
سارقو خبز اليتامى المجرمون
بينهم كهّان آمون ...
وفي صحبتهم توتنخمون
والمراؤون أتوا والمارقون
خانقو صوت الجماهير وحفارو القبور
ولصوص الهيكل السامي وجلادو العصور
قدموا للعيد في جمع غفير ..!
***
ها الصليبيون والرومان جاءُوا
وقفوا قرب التتار
وعلى الشرفة قد قهقه رسبوتين
من خلف الستار ..!
بينما لعلع جنكزخان يدعو للسلام ..!
هازئا في بيته الأسود يلقي
خطبة العيد على جيش المغول
وأبو جهل أتاهم حاملا ركن الحطيم !
حينما أقبل " هارون " من العهد القديم
خلفه حث الخطى " موسى " الكليم
يحمل السيف وتابوت الوصايا
وإستغاثات ملايين الضحايا
بينما يرفل في الموكب " نيرون " الكبير
" وقيافا " قادم علق في الصدر صليبًا
كان بالشيطان يعدو …
مسرعا يلهثُ من أورشليم
جاء في صحبة من ضلوا السبيل
والمساكين مدوسون جميعًا !
تحت أقدام الخيول ..!!
وأتى يختال في الموكب
" هيرود " على العرش الوثير
وأمام الموكب المسعورِ
"سالومي" تسير
رقصت عارية تحمل ما بين يديها
رأس يوحنا الصغير !!
***
هكذا مرّ لصوص الأرض بالخزي الذميم
فجأةً وافى بمجد موكب الشعب العظيم
صفقت أعمدة الحكمة لما إختلطت بالمهرجان
وأمام الموكب الحافل يمشي " ملكِصادق "
حوله فرسان كنعان وأبناء المشارق
والمجوسيون جاءوا بالبيارق ..!
وحمورابي أتى من فرح يتلو الشريعة
بينما أقبل " سقراط " من الفرحةِ
يهدي الأكربولْ
وإذا اخناتون في محفل فرعون الجديد
أحضر الأهرام في كفيه للطفل الوليد
وأبو الهول الذي قد طار من
فرحته حتى تكلم
حمل الشمس إلى الطفل المعلم
فأطلَّ النجم من عليائهِ .....
والشعب رنم
خاشعا للنور ..للحق وللعلم الذي
من أجله الإنسان ضحَّى وتألم
كان طفلا جاثما في حضن مريم !
***
رب غفرانك أخطأت إليك
طعنة الرومان ما زالت بصدري
وجراحي تنزف الدهر دماء
سرقوا زاويتي إذ نهبوني
رجموني ...... سجنوني ....
عن دياري شردوني
فوق عود علقوني
مثل لص صلبوني
كنت حيا دفنوني
وبقبري ختموني
غير أني لم أزل أحمل في قلبيَ نور
وسراجي مشرق في القمة العليا منير
شعلة تمحق أعداء الحقيقة
تطلق الشعب الذي أبصر في الليل طريقه
توقظ المارد من غفلته منذ قرون
وتهز النائمين الراقدين
تبعث الإنسان من قبر السنين
***
حبة القمح التي ألقيتها ....
يا رب يوما .....
مثلا أعلى إلى كل مناضل ...!
سوف تنمو في الجداول
سوف تعطي ثمرا جم السنابل
تطلق الصيحة من حد المناجل
تكسر القيد وتجتث السلاسل
تسحق الظلم وتمحو كل باطل
عيدنا .... حينئذ يشرق في كل المنازل
هوذا التاريخ ..تبنيه يد من كل فلاح وعامل !