ميليشيات ولاية الفقيه.. تحكم العراق
مثقفو العراق ونخبته من أكاديميين وأساتذة جامعات وفنانين وأدباء حالهم كحال إخوتهم في إيران، يشعرون بالخجل والأسى والاشمئزاز من حكومة الميليشيات التي هي وليدة غير الشرعية لحكومة الملالي في إيران.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: علي أحمد الساعدي
مثقفو العراق ونخبته من أكاديميين وأساتذة جامعات وفنانين وأدباء حالهم كحال إخوتهم في إيران، يشعرون بالخجل والأسى والاشمئزاز
في عالمنا المتحضر تتباين أخلاق البشر وتختلف باختلاف ظروف نشأتهم وطبيعة معيشتهم ومدى أصالة موروثاتهم؛ لكننا بشكل عام لايحق لنا إطلاق أحكام سلبية أو إيجابية على شعب من الشعوب بناءً على سلوك حكومته وطريقتها في التعامل مع الغير، فبديهي في زماننا هذا ان الحكومات في وادٍ والشعوب في وادٍ آخر.
بما أننا نعيش في منطقة ابتليت بالأخطبوط الإيراني، لابد لنا أن نقف على شواهد ونماذج عن تباين سياسات الحكومات عن إرادات الشعوب وأخلاقياتها.
فالعراقيون على سبيل المثال كانوا في النظام السابق يشتمون كل ما هو إيراني اثناء حرب الثمانينات، لكنهم اليوم أدركوا جيداً أن الشعب الإيراني شعب خلوق ذو حضارة وعمق تاريخي، وأن حكومته حكومة الملالي هي التي شوهت صورة إيران في المحافل الدولية وأساءت الى تاريخ وحضارة هذا الشعب الأصيل ، فابتداءً بالخميني المقبور وانتهاءً براعي الإرهاب في العالم علي الخامنئي لم تُذكر إيران بالخير في المحافل الدولية.
إذ لا يرد ذكرها إلا في الحديث عن مفاعلها النووي الذي تهدد به أمن المنطقة، أو تدخلات خلاياها الإرهابية وميليشياتها في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين وغيرها، أو الحديث عن جرائمها بحق المعارضين لنظام الملالي في مخيم ليبرتي ببغداد ومخيم أشرف في ديالى سابقاً ، كل هذا ومثقفو إيران المغلوب على أمرهم يشيحون بأوجههم خجلاً من سلوكيات حكومة الملالي التي نشرت الإرهاب والقتل والدمار في المنطقة والعالم.
والحال لايختلف كثيراً بالنسبة للعراقيين، فالشعب العراقي وريث أقدم الحضارات في العالم، شعب على مستوى عالٍ من الخلق الكريم والشهامة والعزة، باستثناء القلة القليلة ممن نزحوا عن مواطنهم الأصلية منذ زمن بعيد ولم تتح لهم الفرصة ليتربوا تربية عراقية صحيحة أو من عانوا من التعتيم الثقافي المقصود خلال عهد النظام السابق ثم تلقفتهم الميليشيات وجعلت منهم آلات للقتل والتدمير بعد عام 2003.
هذه بغداد وليست طهران
ومثقفو العراق ونخبته من أكاديميين وأساتذة جامعات وفنانين وأدباء حالهم كحال إخوتهم في إيران، يشعرون بالخجل والأسى والاشمئزاز من سلوكيات حكومتهم (حكومة الميليشيات) التي هي بطبيعة الحال الوليدة غير الشرعية لحكومة الملالي في إيران، الى درجة أن بعضهم صبوا جام غضبهم مؤخراً وبشكل علني على الميليشيات الإجرامية التي ارتكبت جريمة إحراق مبنى تابع للوقف السني وخمسة منازل في حي الأعظمية السنيّ خلال إحدى المناسبات الشيعية المهمة.
ومثقفو العراق يتألمون أيضاً للوضع المأساوي الذي يعيشه سكان مخيم ليبرتي في بغداد ، وهؤلاء يشكلون الطليعة الثورية والنخبة المثقفة في المجتمع الإيراني من المعارضين لنظام الولي الفقيه الإرهابي، فسكان ليبرتي - بتاريخهم النضالي وسنوات كفاحهم ضد الفاشية الدينية - يعيشون اليوم في سجن رهيب بعد ان منعت الحكومة العراقية عنهم الخدمات الطبية وحرمتهم حتى من التزود بالتيار الكهربائي من الكهرباء الوطنية رغم استعدادهم لتسديد ثمن ما يستخدمونه من كهرباء للحكومة، وهؤلاء المناضلون الأحرار يضطرون اليوم الى شراء الوقود لمولدات الكهرباء بخمسة أضعاف السعر الاعتيادي.
خلاصة القول، إن النظام الإيراني والأنظمة والأحزاب العميلة له في المنطقة نموذج للإنحطاط الأخلاقي والتخلف الفكري الذي عكس صورة في غاية القبح عن إيران والعراق وبعض الدول التي ابتليت بـ (وباء) الولي الفقيه، لكن الشعوب الحية ونخبها المثقفة قادرة على تمزيق هذه الصورة المخزية ورسم مستقبل زاهر وإقامة دولة المؤسسات المبنية على العدل والتسامح والإنفتاح على العالم، والأمل كبير في التغيير وكل المعطيات تشير الى أن جمهورية الشر الإيرانية تسير إلى الزوال.
علي أحمد الساعدي كاتب عراقي