كرسي الاعتراف الحلقة الثانية مع عميدة الشعر الفلسطيني الاستاذة الشاعرة الدكتورة منيرة رزق الله
حواري اليوم مع عميدة الشعر الفلسطيني الاستاذة الفاضلة الشاعرة والدكتورة منيرة رزق الله
• س- بطاقتك الشخصية
• اسمي: منيرة نصري سلامة جريس رزق الله
• ، من مواليد بيت جالا، في فلسطين المحتلة، عام 1956. معلمة للّغة العربية منذ 1977 ،
• -----------------------------------------------------------
• س- متى بدأت تكتبين الشعر
• كانت محاولاتي الأولى في الكتابة في مرحلة الطفولة ، كنت أجيد تدبيج الرّسائل ، حيث كان والدي ،رحمه الله، يكلفني بصياغة الرسائل التي يرغب في إرسالها لأخوالي في الأردن، وكان لا يستطيع الكتابة أو القراءة ، فهو لم يدرس في المدرسة إلا ربما الصف الأول، نظراً لقسوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وكنت أطلب منه أن يقول لي فقط ما يريد أن يقوله لخالي، بالعامية، ثم أصوغ أنا له الرسالة بلغتي ، فيعجب بها ويثني عليّ،
هذا إضافة إلى العناية الفائقة التي كنت أوليها لموضوعاتي التعبيرية في المدرسة لمعلمة اللغة العربية، استمرت عنايتي بهذا الشكل، كنت أشعر بالظلم في عدم اهتمام معلمة اللغة العربية لكتابتي سوى أن تضع لي علامة،
كنت معروفة جداً عبر مراحل دراستي منذ الطفولة المبكرة بالقدرة على إلقاء الشعر بأسلوب معبّر جداً، وكنت أساهم باستمرار في إلقاء القصائد في المدرسة خلال برنامج الإذاعة الصباحية، أنهيت المرحلة الثانوية عام 1974 وانتقلت للدراسة في معهد المعلمات الحكومي في رام الله (كلية متوسطة) ، رغم أنني حصلت على معدل أهلني أن أدخل جامعة بيت لحم،وأعطتني الجامعة بعثة، لكنني لم أدخلها،بسبب طلب الإذارة آنذاك ضرورة الحفاظ على معدلي التراكمي ، وخفت أن لا أتمكن نت الأمر بسبب هام، وهو أنني أعيش مع أسرتي في بيت بلا كهرباء، فكنا ندرس على ( اللامبة)، وعلى الشمعة أحياناً، وكنت أحياناً أنتهز فرصة خلو الشارع من المارّة فأردس على مصباح الشارع الذي كان ،لحسن حظّي، يعلو طرف سطح بيتنا المكون من غرفة واحدة ، ومطبخ صغير ، وكنا :تسعة أفراد ، وأم وأب ،
رفضت تلك المنحة و، وأحسست بالمرارة تعتصر قلبي، وأجبرت المسؤول المالي لجامعة بيت لحم أن يعيد لي ثمن الطلب الذي قدمته للجامعة، وقد وافق بعد أن رفض في البداية بشكل قويّ ، لكنه ربّما شعر بالحزن، مشكوراً، حين أعلمته بأنه سيقضي على مستقبلي إن لم يردّ لي ثمن الطلب وكان المقدار(10) دنانير أردنية، وتوجهت إلى معهد المعلمات الحكومي، في رام الله، وصرت طالبة منتظمة، درست فيه سنتين. كتبت فيه الشعر ، كانت تستوقفني بعض الأمور التي يراها غيري عابرة ، ففي مقالة طلبتها معلمتي ( بيان النشاشيبي) ، قارنت بين حياة أطفال رأيتهم من شرفة غرفتي المطلة على المدينة ،يلعبون حول برميل ماء قد فتحوه من قاعدته، ويطوفون من حوله، وبين حياة أطفال البرجزة العربية، حتى في المدينة نفسها، وكنت أشعر بأنني أعبر عن مشاعر مئات الآلاف من المقهورين، ولما عادت إلي المقالة، قرأت ملاحظة معلمتي، فشعرت بالدّم يكاد ينفجر في عروقي ألحان قهر ومرارة، وتضجّرْت جداً ، شعرت بأنني في قوم ليسوا مثلنا، بل هم من كوكب آخر، وصرت أخبئ ما أكتب ، كعادتي أكتب لنفسي ، وأحيانا ً كنت أقرأ لصديقة لي تعرّفت إليها هناك كانت تشاطرني الغرفة، هي الأخت العزيزة إلهام بخيتان من جنين،
تخرجت من المعهد وصرت معلمة في مدرسة طالثا قومي ، وتفتحت ورود الكتابة لدي فكتعبت المسرحية النثرية والشعرية ، الوطنية و الدينية وكتبت الأزجال الدينية ، و كونت الفرق المسرحية والزجلية ، وأخرجت العديد من الأعمال الشعرية والزجلية مع طلبتي في تلك المدرسة ، على مسرح المدرسة المتواضع جداً ، ولم أكن أجد التشجيع المناسب حيث أنني في مسرحياتي أربط بين الهمّ الوطني والديني، فقضية شعبي الوطنية هي همي الأول والأخير.
في تلك المرحلة عرضنا بعض الأعمال المسرحية من أدبياتي وتدريبي على مسرح جامعة بيت لحم، حيث بعنا بطاقات ، وسددنا تكاليف العرض، ولم تكن الإدارة المدرسية لتتكلّف بأي مصروف ، من باب الرفض ، وليس من باب الفقر.
عند دخول السلطة الوطنية الفلسطينية أريحا كان لي مهرجاناً شعرياً ومسرحياً نسقته مع معلمة من المدارس الحكومية هي ( السيدة أبو عوض) ، وأقمناه في بيت جالا ، بمشاركة من طالباتها وطلبتي في مدرسة طاليثا قومي، بتنسيقي الشخصي فقط، دون دعم من الإدارة المدرسية.
هذا المهرجان مسجل كما أغلب نشاطاتي ، فيديو، ولما استقبلنا السّيد الرئيس الراحل( أبو عمّار ) رحمه الله في أريحا أهديته نسخة من الفيديو، وتصورت معه، لكن لم تصلني إلا صورة واحدة. لأن العديد ممن يسعون للوصول كانوا يسعون منذ اللحظات الأولى لمتابعة المنجزات للتغطية على أعمالنا الإبداعية.
انتقلت عام 1998 للعمل مع الوكالة، علمت في مخيم العروب هناك كتبت عملاً زجلياً مسرحياً يتناول هم المخيمات،
المرحلة ، عرض في المخيم في مناسبة خاصة للإغاثة الدولية ، في مخيم العروب
ومنذ 1999 أعمل في ميدان التعليم في السلك الحكومي وكتبت العديد من الأعمال ، المتنوعة للطالبات .
•
• س- من الذي شجعك على كتابة الشعر
• الوالد ، رحمه الله هو ناقدي الأول، وكنت أقرأ له قصائدي، وأعجب بتوجيهاته وأحترمها، أما الموجه الثاني فهو شاعري وتاج رأسي المرحوم بنايوت زيدان البيتجالي ، المعلم الأول والأخير ، الذي صرفت على شعره ونثره الكثير من سنوات دراستي وسجلت عنه الكثير ،إن لم يكن جلّ المعلومات التي تتعلّق بشعره وحياته، لأعدّ دراسة في ميدان الأدب العربيّ هي حياة هذا الشاعر الذي حاول العديد ، من الشخصيات تهميشه، بل ادعوا بأنه سرق شعر اسكندر الخوري البيتجالي، رحمه الله،
•
• س- تكتبين الشعر العمودي وشعر التفعيلة باضافة الى الشعر الشعبي باللهجة المحكية اين تجدين نفسك بينهم ؟
• كلّ هؤلاء أبنائي، فكيف أفرّق بينهم؟؟ أنا لا أملك كنه المولود، وطبيعته ، بل هو هبة من الله عزّ وجل ، يهبني أحياناً بالعتمية وأخرى بالفصيحة وهكذا.
•
• س- كم ديوان شعر صدر لك ؟
سؤال على الوجع ينبّه كل النقمة وكل الحسرة، لم أتمكن من طباعة ما أكتب أو نشره سوى ديوان واحد نشرته عام 1995، بعنوان ( أحب عيونك اتحاكي) كلفني (7000) شاقلاً . ادعى من طبعه لي أن صورة الغلاف مكلفة بسبب كونها ملونة ، وقد سجلت لهذا الديوان شريطاً بصوتي ، حيث أنه من الشعر النبطي، لأساعد القارئ على فهمه واتقان طريقة القراءة ، وقد أرسلت نسخة إلى التلفاز الفلسطينيّ ،
وقد وصل الديوان إلى التلفاز الأردنيّ وعقد الأستاذ سامي الباسلي حلقتيّ نقد حول ديواني ، لم أتمكن من مشاهدتهما .
س- انت مربية اجيال هل واجهتك مشاكل في مجال عملك التربوي ؟
سؤال موجع بل قاتل، أنا لم أواجه في عملي مشاكل، بل واجهت حروباً ، سعت دائماً إلى إنهاك قواي واستنزاف طاقتي، ساعية لإسكات صوتي وصوت طلبتي حين يتفاعلون مع كلمتي،
فلا أحد يحبّ أن يتكلّم المظلوم أو الجائع أو المقهور، أو المصادرة حقوقه.
وأنا بفضل الله كنت من أصوات هؤلاء وسأظلّ بإذنه، كما شاء لي أن أكون. وحسبي الله معيناً وناصراً.
•
• س- ما هي العلاقة التي تجمعك مع المرحوم الشاعر الكبير بنايوت زيدان
قلت سابقاً ولا أملّ الإعادة: هو شاعري وتاج رأسي ، المعلم الأول والأخير ، الذي صرفت على شعره ونثره الكثير من سنوات دراستي وسجلت عنه الكثير ،إن لم يكن جلّ المعلومات التي تتعلّق بشعره وحياته، لأعدّ دراسة في ميدان الأدب العربيّ هي حياة هذا الشاعر الذي حاول العديد ، من الشخصيات تهميشه، بل ادّعوا بأنه سرق شعر اسكندر الخوري البيتجالي، رحمه الله،
•
• س- استمعت لمقايلة معك ولمست انك تجيدين الالقاء والغناء في زجلياتك الرائعة كيف تجمعين بين الشعر والغناء
• الشعر يا سيدي أغنيتي،فالغناء هو لحن الشعر وموسيقاه، هو الذي يقيس مدى انسياب العبارة الشعرية ومدى سلاستها في الأذْن والوجدان.
•
• س- هل حصلت على شهادات تقدير او شهادات دكتوراة من الجامعات او المؤسسات او المجالس تقديرا لما تقدميه من نتاج ادربي وشعري
• اشتركت في نشاطات لمؤسسات لكنها لا تعرف كيف تكرّم الشعراء، فالشاعر إن لم يعرف كيف تُقَبّل الأيدي، وكيف يْطْرق باب السلْطان، وكيف يشتري المصفّقين فهو شاعر مرفوض ليس له أن يُكرّم، ساحتنا الأدبية يعوزها الناقد الأدبي الموضوعي الذي يميّز بين الغثّ والسّمين وبين الفطريّ والمنتحل.
•
• س- ما رأيك في مستوى الشعر في هذه الأيام ؟
نحن في زمن كل من حمل القلم صار شاعراً . والسبب غياب النقد الموضوعي .البعيد عن الذاتية.
• س- من هو شاعرك المفضل محليا .. عربيا ... عالميا
• شاعري المفضّل (مظفر النواب ،أحمد نجم ، السيد الديدموني، عمر الفرّة ، أحمد شوقي المتنبي ، ابن الفارض )
•
• س- تكتبين القصة والمسرحية الى جانب الشعر اين تجدين نفسك اقرب ، القصة الشعرية لدي هي مسرحية ، تتحاور شخصياتها ، فالقصيدة متى خرجت إلى المسرح صارت مسرحية.
•
•
• س- منيرة رزق الطفلة هل ما زالت تتوق الى طفولتها
طفولتي كانت جميلة أحبها بمرّها الكثير ، وبحلوها ولو قلّ.
• س- اين تجدين شهرتك وعالمك الخاص في الصحف ام في الفيسبوك ام في مجالات اخرى
•
• كنت أنشر مع صحيفة القدس ولكن للأسف كانت تنشر لي القصائد الرومانسية الغزلية فقط وشعرت كأنني سأصنّف الشاعرة الغَزِلة ، فلم أعد أبعث لها . ولكنني وجدت أنني في الفيسبوك أملك حريّتي، فأقول دون طلب الناشر أو غيره.
• س- كلمة الى شعارير وشواعر الفسبكة
• نقول لا سبيل إلى الإبداع إلا عبر الجهد الشخصي ومحاولة الاستفادة مما يقدّم للجميع ، ونشكر الله الذي مكّن الإنسان من تطوير تكنولوجيا لتخدم الناس وتوصل همومهم وأفراحهم ، ونسأله أن يمكّننا من تجيير هعذه الآلية التكنولوجية في خدمة أجيالنا .
• آخر كلمتي دعواتى حارّة وصادقة إلى رب العرش العظيم أن يحفظ لنا الشيخ المجاهد والشاعر الفاعل في ميدان العطاء الصادق شيخنا لطفي الياسيني
•
•