[size=30]حكم ابتلاع الدم والبلغم والريق وأثره على الصيام[/size]
السؤال: هناك ثلاثة أيام من رمضان أشك في صيامي لها، وأرجو أن تفتوني هل أعيد صيامها أم لا؟ اليوم الأول: أفطرته بسبب ابتلاعي لبلغم -أكرمكم الله- لكنني لا أذكر إن كنت بالغة في ذلك الوقت أم لا؟
أما اليوم الثاني: فقد شربت ماء قبل لحظات من أذان الفجر، وربما كان قد أذن فعلًا، لكنني أذكر أنني بعد أن شربت بلحظات سمعت الأذان في التلفاز، ولكن ربما كان البث في التلفاز متأخرًا، وأنني بالفعل شربت بعد الأذان، وعندما شربت كنت أشك في ذلك؛ لذا فمع أن نيتي كانت الصيام في ذلك اليوم إلا أنني كنت أنوي إعادة صيامه بعد رمضان، وفي نفس اليوم ابتلعت دمًا خرج من شفتي، وقلت في نفسي: “لا بأس سأعيد صيام هذا اليوم على أي حال”.
واليوم الأخير: كان عندما كنت أتوضأ، وبينما كان الماء في فمي حدثني شخص، فابتلعت الماء لأجيبه، وأشك في أنني تعمدت ذلك، فقررت أيضًا أن أعيد صيامه بعد رمضان، فهل يبطل صيامي إذا كنت أصوم وفي نيتي أن أعيد الصيام؛ لأن نيتي تكون مشتتة؟.
الاجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك عدة نقاط, سنجيب عنها كما يلي:
1ـ بالنسبة لليوم الأول الذي حصل فيه ابتلاع بلغم, مع الشك في كونك بالغة حينئذ, فصيامك صحيح, ولا قضاء عليك؛ لأن الأصل عدم البلوغ, واليقين لا يزول بالشك.
إضافة إلى أن ابتلاع البلغم لا يبطل الصيام عند بعض أهل العلم.
2ـ بخصوص اليوم الثاني, فالظاهر أنك قد شربت فيه, وأنت تشكين في طلوع الفجر, وهذا لا يبطل الصيام عند بعض أهل العلم.
أما ابتلاعك للدم الخارج من الشفة, فإن كان من غير قصد, فلا يبطل الصيام, وإن كان عمدًا فالصوم باطل, ويجب عليك القضاء.
3ـ بخصوص ابتلاع الماء أثناء الوضوء مع الشك في كون ذلك عمدًا, فهذا لا يبطل الصيام؛ لأن الأصل عدم العمد حتى يثبت بيقين.
جاء في حاشية العدوي على شرح الخرشي المالكي: فيه إشارة إلى أن الأصل عدم العمد. انتهى.
وفي البيان على مذهب الشافعية: لأن الأصل عدم العمد. انتهى.
4ـ أما ما يحصل لك من نية العزم على قضاء الصيام, فإذا كنت رفضت نية الصيام, أو أفطرت فعلًا بأحد المفطرات الأخرى، فصومك باطل، ويجب عليك القضاء, وإن كان الأمر مجرد تردد في الفطر، أو اعتقاد بطلان الصوم، فالصوم صحيح؛. والله أعلم.