غزة ـ «القدس العربي» : بعد غياب طويل وصل إلى العاصمة السعودية الرياض، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، على رأي وفد قيادي رفيع، في إطار تحسن العلاقات بين الحركة والسعودية، عقب تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم. وذكرت تقارير صحافية عدة أن مشعل المقيم في قطر، وصل مساء أول من أمس إلى الرياض، في زيارة رسمية هي الأولى منذ ثلاث سنوات، تستغرق يومين.
وذكر موقع «المركز الفلسطيني للإعلام» التابع لحركة حماس أن مشعل وصل على رأس وفد من قيادة حماس. وسيبحث خلال زيارته، آفاق التعاون المشترك مع الرياض، وذلك خلال سلسلة لقاءات يجريها مع مسؤولين سعوديين. ويرافق مشعل في هذه الزيارة كل من نائبه الدكتور موسى أبو مرزوق، وعضو المكتب السياسي محمد نصر.
وتشير معلومات أن مشعل ووفد حماس سيناقشان عدة ملفات مع المسؤولين السعوديين، أبرزها ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية مع حركة فتح، وإمكانية عودة السعودية للدخول على خط المصالحة، وهو أمر عبر عنه قبل عدة أسابيع قادة كثر من حركة حماس، إضافة إلى ملف التهدئة الطويلة الأمد، الآخذ بالتبلور في قطاع غزة بين الحركة وإسرائيل، حيث سيضع مشعل المسؤولين السعوديين في صورة تطورات الملف، وآخر ما وصلت إليه.
وكذلك سيبحث الاجتماع المساعي الرامية لتحسين علاقة حماس بالنظام المصري، وهي مساع شرعت فيها السعودية.
وتردد مؤخرا أن السعودية توسطت لدى مصر من أجل تحسين علاقتها مع حماس، وإنهاء حالة التوتر التي بدأت بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وأن الجهود المبذولة في هذا الإطار من المحتمل أن تتكلل بالنجاح، خاصة بعد أن ألغت مصر حكما باعتبار حماس «تنظيما إرهابيا».
وهذه هي الزيارة الأولى لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس للسعودية منذ أن تولى الملك سلمان الحكم، خلفا لأخيه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، الذي توفي مطلع العام الجاري، وكذلك الزيارة الأولى لمشعل للسعودية منذ عام 2012.
وقاطعت المملكة العربية السعودية حركة حماس، بعد أن سيطرت الحركة على غزة في منتصف العام 2007 خاصة وأن سيطرتها أدت إلى انهيار «اتفاق مكة» الذي رعاه الملك الراحل عبد الله.
ووقتها أسس الاتفاق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بين الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس.
وطوال الفترة التي امتدت حتى وفاة الملك عبد الله ظلت العلاقات بين الطرفين متوترة، حتى وصل الملك سلمان إلى سدة الحكم، وحينها أكدت تقارير أنه يريد إعادة العلاقة مع حركة حماس، ضمن بناء محور سني جديد في المنطقة، خاصة وأن الملك السعودي يقوم بذات الأمر بالتقرب مع الإخوان المسلمين في اليمن.
وتأتي الزيارة في ظل توقعات أن تكون بداية لطي صفحة الخلاف بين الطرفين، وفتح آفاق جديدة في التعاون، وتحسين العلاقات، في ظل بروز حالة من التقارب الثنائي يعود سبّبها الأبرز إلى تغيّر السياسة الخارجية للسعودية، حسب ما ذكر التقرير المنشور على الموقع التابع لحماس.
وسيؤدي مشعل خلال وجوده في المملكة هو وقادة حماس مناسك العمرة، لأول مرة منذ سنوات، حيث لم يتمكن من أداء العمرة في السنوات الأخيرة من عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ونقل عن إسماعيل الأشقر، القيادي في حماس قوله إن الحركة تتمسك بدور السعودية في رعاية الملف الفلسطيني، خاصة وأن المملكة تعتبر «قوة عربية لا يمكن الاستغناء عنها». وأشار إلى أن الزيارة تعد بداية لتحسين وتوطيد العلاقات بين الجانبين، التي تسعى حماس لأن تكون أكثر إيجابية، مشيرا إلى ان الزيارة «لن تكون الأخيرة». وأكد أنه ستكون هناك عدة لقاءات خلال الفترة المقبلة، وعبر عن أمله بأن تحمل الزيارة في نهايتها نتائج إيجابية، والتوصل لتفاهمات لرعاية السعودية لـ «اتفاق مكة 2» للمصالحة الداخلية، بمساندة مصر.
وتأتي الزيارة بعد أن كان عدد من قادة حماس قد صرحوا في وقت سابق وأبرزهم الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي أن مشعل سيزور السعودية.
وسبق وأن أكد مرارا قادة حركة حماس حرصهم على إقامة علاقة قوية مع السعودية، وتجاوز «حالة الفتور»، مؤكدين على دور المملكة المركزي والمؤثر في المنطقة.
وقبل أيام قال أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس أن حركته حريصة على إقامة علاقة مع السعودية، وأكد أن هناك تواصلا مع المملكة بغرض تعزيزها. وشدد على أن حماس معنية بتوازن علاقاتها الإقليمية، خاصة وأن رؤيتها الاستراتيجية قائمة على تعزيز هذه العلاقات.
أشرف الهور