توغل وحفر أنفاق لـ«جيش الإحتلال الصهيوني» في ريف القنيطرة وغياب تام للنظام السوري والمعارضة على حد سواء
July 24, 2015
ريف القنيطرة ـ «القدس العربي» من سلامي محمد: بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ مخططاته ومشاريعه داخل الأراضي السورية في ريف القنيطرة جنوب البلاد، مستفيداً من غياب وجود النظام السوري على الحدود الفاصلة، إثر فقدان الأخير لتلك المناطق لصالح المعارضة السورية المسلحة، مما جعل القوات الإسرائيلية تتذرع بغياب الجهة التي وقعت معها على اتفاق التهدئة في القنيطرة ، إضافة إلى عدم اعتراف الجيش الإسرائيلي بالمعارضة السورية كجهة رسمية أو مسؤولة عن المنطقة، رغم سيطرتها على المساحات المطلة على الشريط العازل، ما جعل جيش الإحتلال الصهيوني ينفذ مخططاته العسكرية داخل الأراضي السورية بأريحية، وخاصة في ظل غياب أي دور فاعل للأمم المتحدة «اليونيفيل»، إضافة إلى عدم وجود أي تعقيب من جانب النظام السوري الحاكم، أو حتى من المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري.
ورغم أن الأرض هي أرض سورية، إلا أن كلاً من النظام السوري وكذلك المعارضة غابا عن المشهد بشكل كلي، فلم تصدر بيانات تشجب أو تستنكر ما يقوم به جيش الإحتلال الصهيوني من توغل داخل الأراضي السورية، وتنفيذه لمشاريعه العسكرية التي تبدو وكأنها ليست مرحلية بل استغلالية، تهدف إلى ضم تلال ومساحات جديدة إلى الأراضي المحتلة التي تقع تحت سيطرته.
جيش الإحتلال الصهيوني المتمركز على الحدود السورية في محافظة القنيطرة جنوب البلاد، توغل مرتين متتاليتين، خلال أقل من عشرين يوماً، حيث دخلت الدبابات والمدرعات الثقيلة الإسرائيلية، يوم أمس، إلى منطقة مخيم «الشحار» القريبة من قرية «جباتا الخشب» في ريف القنيطرة الشمالي، والتي تخضع لكتائب المعارضة السورية، وبدأت آليات تابعة للجيش الإسرائيلي بحفر خندق على طول الشريط الحدودي العازل.
وكانت الدبابات الإسرائيلية والآليات الثقيلة، دخلت في الثامن من شهر تموز/ يوليو الجاري، داخل المنطقة العازلة والتي يوجد فيها مخيم «الشحار» للاجئين السوريين، وأوعزت لسكانه بضرورة إخلاء المخيم قبل عملية اقتحامه، وعقب خروج النازحين قامت مجموعة من عناصر المشاة والآليات العسكرية الإسرائيلية بنزع الخيام وتدمير محتوياتها، فما كان من معظم سكان المخيم سوى النزوح مجدداً إلى بلدة «جباتا الخشب» القريبة منه بحثاً عن مأوى.
الخندق الذي بدأ جيش الإحتلال الصهيوني بتجهيزه على امتداد المنطقة الحدودية العازلة، يبلغ طوله ما يقارب 3 كيلو مترات، حيث يحيط الخندق بـ»تل الشحار والمخيم» على حد سواء في ريف القنيطرة الشمالي، إضافة إلى وقوعه بعمق ما يزيد عن 250 مترا داخل الأراضي السورية، ضمن المنطقة الخاضعة بشكل كلي للأمم المتحدة والمعروفة. والخندق المجهز هو عبارة عن خندق أفراد يبلغ عرضه قرابة متر واحد.
في حين عقب عمر الجولاني المتحدث الإعلامي في شبكة «سوريا مباشر» لـ»القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، على دخول الدبابات الإسرائيلية للأراضي السورية قائلاً: التدخل الإسرائيلي يصبّ في خانة تمدد الجيش الإسرائيلي نحو التلال الاستراتيجية المهمة القريبة من الشريط العازل وخاصة تل «الشحار»، بهدف بسط نفوذه عليها بحجة حماية الحدود والأمن الداخلي الإسرائيلي، وإن غيابا واضح المعالم للأمم المتحدة حول انتهاكات الجيش الإسرائيلي، وكذلك نظام الأسد والمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري سهّل أعمال جيش الإحتلال الصهيوني.
كما أن دخول الدبابات الإسرائيلية وآلياته إلى الأراضي السورية، يعد انتهاكاً للاتفاقيات الموقعة مع الأمم المتحدة، إذ أن هذه المنطقة وفق الاتفاقيات الدولية الموقعة، يمنع الاقتراب إليها أو دخولها من قبل الجيشين الإسرائيلي والسوري، وهي منطقة فض اشتباك.