علماء يبحثون عن تكنولوجيا تبقي الإنسان حياً إلى الأبد
لندن ـ «القدس العربي»: ينهمك مجموعة من علماء التكنولوجيا الأمريكيون في البحث عن طريقة لجعل الإنسان يعيش إلى الأبد دون موت، لينقلوا بذلك هذه الفكرة من عالم الخيال العلمي إلى الحقيقة،
ويزعم هؤلاء العلماء أن الأمر لم يعد مستحيلاً كما كان الاعتقاد سائداً في السابق، وأن التكنولوجيا الحديثة التي تشهد تطوراً متلاحقاً قد تجد طريقة لتخليد الإنسان. وخلال حلقة نقاش موسعة أقيمت في ولاية كاليفورنيا الأمريكية مؤخراً وحضرها عدد من العلماء المتخصصين في التكنولوجيا والعلوم الحيوية معاً أجمع الحاضرون على أن تحويل هذا الخيال العلمي إلى حقيقة على أرض الواقع قد يصبح ممكناً خلال السنوات والعقود المقبلة، إلا أن الأمر سيكون مقتصراً على الأثرياء فقط بسبب كلفته العالية، بحسب ما قال العلماء.
وقال الباحث في جامعة «أريزونا» الأمريكية وولفغانغ فينك: «إذا استطعنا بطريقة ما أن نمنع الخلايا في جسم الإنسان من الموت، أو إذا استطعنا أن نطيل عمر الخلايا إلى ما هو أكثر من عمرها الافتراضي، فهذا يعني أن من الممكن التوصل إلى طريقة يتم فيها تخليد الإنسان».
أما الباحث في جامعة جنوب كاليفورنيا مايكل بوناجيدي فيتفق مع زملائه الباحثين في أن «شيئاً من هذا القبيل يمكن أن يحدث في المستقبل، لكن هذا يستوجب حدوث عدد من الاختراقات في العلوم الطبية والتكنولوجيا ومزيد من الاكتشافات والابتكارات»، على حد تعبيره.
ويضيف بوناجيدي: «على سبيل المثال فان واحداً من الأسئلة التي أجد نفسي مهتماً بالاجابة عنها هو كيف يمكن لخلايا تم إنتاجها صناعياً أن يتم دمجها في جسم الإنسان وتتأقلم».
ويحذر الباحث الأمريكي من أن التوصل إلى تكنولوجيا قادرة على إطالة عمر البشر أو تخليدهم سوف تؤدي إلى انقسام في المجتمعات، وذلك بسبب أن «التكنولوجيا بشكل عام متوفرة في أيدي من يملكون المال الكافي لشرائها».
وكان رئيس الاستثمارات في شركة «غوغل» الأمريكية بيل ماريس قال مؤخراً أن عيش الإنسان لمدة 500 عام بات أمراً ممكناً.
وجاء تصريح ماريس بعد أن وضعت شركة «غوغل» تحت تصرفه نصف مليار دولار مخصصة للإستثمار في شركات تعالج الشيخوخة وتطيل عمر الإنسان.
وأوضح «خلال الـ20 عاماً المقبلة سيصبح علاج السرطان بالكيميائي أمراً بدائياً مثل استخدام التلغراف»، وأضاف: «لو سألتني اليوم هل من الممكن أن تعيش لعمر 500 سنة فإن الجواب هو نعم».
ويعتقد ماريس أن العقود القليلة المقبلة ستغير نمط حياة البشرية، وأن التطور الطبي سيدخل في طور التحسين الجيني ومعالجة الأمراض على المستوى الجزيئي. ويضيف أنه في وقت قريب سيتمكنون من علاج أمراض الشيخوخة مثل باركنسون والزهايمر، وإصلاح التلف في أعضاء الجسم الذي يحدثه التعرض إلى الشمس والتدخين والكحول.
وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي يحاول فيه علماء آخرون ابتكار تكنولوجيا جديدة يتم بموجبها نقل ما في دماغ الإنسان إلى أجهزة كمبيوتر، من أجل إبقاء الدماغ يعمل حتى بعد وفاة الإنسان، إلا أنها لا تزال محاولات افتراضية حتى الآن.