بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من الذي يجب ان يدان في اليمن السعودية ام اسرائيل الشرقية؟ 2
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من الذي يجب ان يدان في اليمن السعودية ام اسرائيل الشرقية؟ 2
شبكة البصرةصلاح المختارإن سوريا ليست لمن يسكن فيها أو من يحمل الجنسية السورية بل لمن يدافع عنها
الحوثي السوري بشار الأسد
ومن اعتقد بان الدعم الامريكي لاسرائيل الشرقية اقتصر على العراق اكتشف انه لم يفهم اللعبة الامريكية، ففي عام 2012 تخلت امريكا عن موقفها الاصلي وهو العمل على اسقاط نظام بشار والضغط الشديد على الاطراف العربية وتركيا لتبني موقفا يدعم عمليا نظام بشار تحت غطاء الحل السلمي للازمة السورية وسماحها لحزب الله واسرائيل الشرقية بارسال قواتها الى سوريا فاصبحت فعليا محتلة وتحت انظار وسمع امريكا ودعمها مع انها كانت تستطيع قصف اي قوة خارجية تدخل سوريا من الجو لو كانت تريد حسم الصراع في سوريا. وكان الدعم الامريكي لاسرائيل الشرقية قد انتقل قبل ذلك الى مرحلة خطيرة بدعم المعارضة البحرينية وتبني مطاليبها والمتمركزة حول اسقاط النظام واستخدام الارهاب والاغتيالات ونشر الفوضى لتحقيقه، رغم انها تمثل مجاميع تابعة لاسرائيل الشرقية مباشرة كحزب الدعوة البحريني الملقب بجمعية الوفاق! ومطلب الاصلاح كان غطاء يخفي الهدف الحقيقي وهو وضع البحرين تحت الوصاية الفارسية كما حصل في العراق. لقد صدمت دول الخليج بهذا الدعم الامريكي العلني للموقف الايراني وشعرت بانها مكشوفة ولذلك تجاوزت امريكا وقامت بعملية درع الجزيرة .قدمت واشنطن الدعم الصريح للحوثيين خصوصا عبر ممثل الامم المتحدة جمال بن عمر وواصل السفير الامريكي دوره التدميري الذي بدأه في عام الشؤوم اليمني والعربي 2011 واوصله الى تسليم صنعاء للحوثيين بلا اعتراص ولو شكليا، وبقيت امريكا صامتة وهي ترى الحوثيون يتقدمون ويحتلون المحافظات الواحدة تلو الاخرى بعد ان مهدت لهم حتى وصلوا الى عدن في اقصى جنوب اليمني!!! وكان الانقلاب العسكري الحوثي والوصول الى عدن بسرعة وسهولة مذهلتين ليس الا خطوة مرسومة لتقسيم اليمن ومنع الحل التوافقي الحقيقي، فامريكا كانت تعلم مسبقا ان وصول الحوثيين الى صنعاء وعدن سوف يواجه ان عاجلا او اجلا مقاومة شرسة الامر الذي يضع اليمن امام حرب اهلية دموية طويلة لعجز الطرفين عن التراجع والتفاهم.ولكي نرى صورة الموقف بلا غموض لابد ان نقارن الصمت الامريكي على غزو الحوثيين للمحافظات اليمنية بما فعلته عندما قامت القوة الجوية الامريكية بقصف شديد ومتواصل للمقاومة العراقية عندما وصلت مطار صدام الدولي في صيف عام 2014 وكانت تستعد لدخول بغداد، فهل لهذا التناقض من معنى سوى انه جزء اصيل من لعبة تقسيم اليمن والعراق؟ لو كان انقلاب الحوثيين ضد مصالح امريكا في اليمن لقامت بما قامت به في العراق ضد المقاومة العراقية التي اضطرت للتراجع وتأجيل تحرير بغداد.الحقيقة السابعة : ماذا فعل الحوثيون عندما قاموا بانقلابهم؟ هنا نصل الى جوهر الموضوع فقد هاجموا السعودية علنا وهددوها بالقصف وكرروا مطلبهم اسقاط النظام السعودي والوصول الى الاماكن المقدسة فيها، بل ان اسرائيل الشرقية لم تتردد في الاعلان رسميا انها وصلت الى السيطرة على اليمن ومضيق باب المندب وانها صارت قادرة على التحكم في مصير الجزيرة العربية والخليج العربي وتحديد مستقبله! وكان الحوثيون لفرط تبعيتهم لاسرائيل الشرقية يرددون كالببغاوات ما يقوله سادتهم في طهران حول السعودية وبقية الاقطار العربية. فما الذي يترتب على الموقف المعادي للسعودية والتأكيد ان لحظة اخذ مكة والمدينة قد اقتربت؟الحقيقة الثامنة :وفي نفس الوقت الذي سيطر فيه الحوثيون على اغلب اليمن اعلن ضم النخيب في العراق الى كربلاء وفصلها عن محافظة الانبار بعد ان اسست اسرائيل الشرقية قواعد عسكرية فيها قرب الحدود السعودية وانتشرت فيها بالاضافة للقوات الايرانية ميليشيات طائفية اخذت تهدد السعودية علنا بدخول اراضيها والسيطرة على الحرمين الشريفين وتم بالفعل قصف السعودية بالصواريخ. فما الذي تقوم به اي دولة تتعرض لحصار وتطويق من شمالها عبر العراق ومن جنوبها عبر اليمن وتبدأ عمليات عدوانية عسكرية ضدها؟الحقيقة التاسعة : قامت دول المنطقة والعالم بعمل دبلوماسي لمعالجة الازمة اليمنية وتجنب المزيد من التدهور وكانت السعودية من بين من ارادوا حلا سلميا لازمة اليمن وعقدت حوارات وطنية طويلة شارك فيها الحوثيون وغيرهم واتخذت قرارات كان يمكن ان تكون مدخلا ولو اعرجا للحل السلمي، لكن الحوثيين اصروا على التصعيد والعدوان ونفذوا انقلابهم الدموي والغوا الحوار واصدروا بيانا دستوريا يدعم انقلابهم ويعزل بقية الاطراف اليمنية باشتراطهم دعم خطة الحوثيين بلا تردد، ونشروا الارهاب والرعب. كل هذا حدث وامريكا تشجع الانقلابيين بصمتها وعدم ممانعتها التوسع الحوثي ولا لتهديداتهم لدول الخليج العربي وبالاخص للسعودية.في فترة ما قبل الانقلاب العسكري لم تكن السعودية في حالة مبادرة ولم تصبح طرفا في الصراع ولم تدعم طرفا ضد اخر لدرجة ان كثيرين انتقدها واعتبروا موقفها ضعيفا تجاه الحوثيين! ولكن عندما اصبح اليمن تحت الحوثيين مركزا لاسوأ انواع الاضطهاد والارهاب والفوضى والخراب والاخطر توجيه سهامهم ضد السعودية علنا تيقنت دول الخليج العربي بان هناك طبخة ايرانية امريكية ضدها كما حصل في العراق وسوريا وليبيا.الحقيقة العاشرة : السعودية تأخرت كثيرا وسمح التأخر للحوثيين بالتوسع في مناطق ليست لهم فيها ركائز سابقا ولكن الموقف الامريكي المتواطئ معهم نشر الارباك في الجيش والامن عبر ما قام به جمال بن عمر الذي كان يتلقى اوامره من السفير الامريكي وليس من الامم المتحدة. لقد وصل الحال الى اجهار العداء غير المبرقع لدول الخليج العربي وبالذات للسعودية فما الذي نتوقعه من رد فعل سعودي غير ابعاد النار الحوثية عن اراضيها؟الحقيقة الحادية عشر : وثمة امر له دور كبير جدا فيما حدث يمنيا وعربيا وهو ان امريكا بدعمها لاسرائيل الشرقية في العراق وسوريا والبحرين ثم اليمن قد اقنعت القيادات الخليجية كلها باستثناء عمان بان امريكا قد تخلت عن حمايتها لها، بل ان امريكا تتحرك وتتخذ مواقف علنية بطريقة تؤدي عمليا وبغض النظر عن كل التصريحات الرسمية الى خدمة الاهداف الايرانية في الاقطار العربية وليس دعم (حلفاءها) العرب التقليديين وكانت الاتفاقية النووية التي اعلن عن تبني مسودتها الانذار الاخير والاخطر لدول مجلس التعاون الخليجي كي تتحرك لانقاذ نفسها من مذابح غير مسبوقة.كل ذلك اقنع القيادات الخليجية بانها تواجه حتمية اسقاطها او خنقها تدريجيا عبر سيطرة اسرائيل الشرقية على اهم مضيقين ستراتيجيين يحيطان بالجزيرة العربية والخليج العربي وهما مضيق باب المندب اليمني ومضيق هرمز واقامة قواعد عسكرية ايرانية في شمال السعودية في مناطق وسط العراق خصوصا في النخيب القريبة من منطقة عرعر السعودية بالاضافة للخلايا النائمة في كافة الدول الخليجية والتابعة لفيلق القدس الايراني .الحقيقة الثانية عشر : من مبادئ الحرب الاساسية مبدأ السيطرة على المناطق الستراتيجية كوسيلة لكسب الحرب وخنق العدو ولهذا اعتبر تقليديا في المفاهيم العسكرية ان سيطرة طرف ما على مناطق ستراتيجية ليست له هو مقدمة حتمية لغزو قادم والدول الواعية لهذا الخطر تبادر فورا للقيام باجراءات عسكرية شاملة تصل حد تبني الحرب الاستباقية لمنع خنقها او اختراقها، ولدينا امثلة كثيرة منها ازمة الصواريخ الكوبية في الستينيات وازمة اوكرانيا الحالية التي كان سببها تقرب النيتو من حدود روسيا فبادرت الاخيرة للقيام بعمل استباقي اجهاضي في القرم واوكرانيا.لقد اوشكت اسرائيل الشرقية على السيطرة على مضيق باب المندب بوصول الحوثيين الى عدن وهي اصلا تسيطر على مضيق هرمز وبنت قواعد صواريخ متوسطة المدى في جبال صعدة الحوثية وقواعد ايرانية في وسط العراق قرب السعودية، وكانت كل واحدة من هذه الخطوات تكفي لتوفير مبرر قوي جدا لتقوم امريكا واسرائيل الغربية وبريطانيا وفرنسا وروسيا لو تعرضت لنفس التطويق بحرب اجهاضية ضد من قام بذلك استعدادا للحرب. فهل السعودية مستثناة من ممارسة اهم قواعد الحرب؟ اليس هذا ما فعلته السعودية بعاصفة الحزم دفاعا عن نفسها وبقية دول الخليج العربي وليس لتدمير اليمن؟ الم يفكر من دعم الحوثي بان ما قام به سوف يثير حتما رد فعل قوي قد تكون اليمن متضررة جدا منه؟عاصفة الحزم رد فعل على فعل وقع واخذ يتوسع وهي عملية اجهاض مسبقة لخطوات ايرانية لاحقة لتدمير امن السعودية ودول الخليج العربي انطلاقا من اليمن، وهذه الحقيقة تضع كل البيض في سلة من يدافعون عن الحوثي واسرائيل الشرقية ويدينون السعودية بحجة ضرب اليمن.الحقيقة الثالثة عشر : من يتحمل الكوارث الاضافية التي اصابت اليمن بعد عاصفة الحزم؟ السعودية ام اسرائيل الشرقية؟بالتأكيد اسرائيل الشرقية وليس السعودية فهي من قرر التوسع واحتلال مناطق ذات قيمة ستراتيجية كبيرة لاجل خنق السعودية ودول الخليج العربي، ولم تقم السعودية بهجوم على اليمن لا اثناء الحوارات اليمنية ولا بعدها بل انها سكتت طويلا بعد انقلاب الحوثي رغم كل ما اعلن ضدها من تهديدات ايرانية رسمية وحوثية لكن عندما وصلت السكين الايرانية الرقبة السعودية لم يعد هناك خيار سوى القيام بتعرض اجهاضي كبير يسحب الفرصة من الحوثيين للسيطرة على اليمن واستخدام اراضية لاختراق السعودية.ان مسوؤلية ما ارتكب من جرائم بحق الشعب اليمني خصوصا بعد الانقلاب العسكري الحوثي وما ترتب عليه من تطورات اقليمية خطيرة تتحملها اسرائيل الشرقية ونغولها الحوثيين فهم من مارسوا العنف في اقصى مدياته والارهاب المنظم والاقصاء وتدمير المؤسسات ونهبها والاستيلاء على المعسكرات والمعامل والوزرات وتلك الجرائم الخطيرة حصلت قبل التدخل السعودي وبعده، فلم يقوم البعض بالقاء اللوم على السعودية ومن يشارك معها في عاصفة الحزم ويحملها مسؤولية الخراب الذي حل باليمن؟ كان واجب من ينتقدون الان الموقف السعودي ان ينتبهوا الى ما سبق تعداده من جرائم حوثية وليس تجاهله والبدء من عاصفة الحزم وكأنها بداية كوارث اليمن!!!ولو اكمل الحوثيون سيطرتهم على اليمن، وهو ما منعته عاصفة الحزم وهذا اهم اسباب دعمنا لها، فسوف يحققون اهم اهداف الاستعمار الفارسي الستراتيجية وهي احكام قبضة اسرائيل الشرقية على الجزيرة العربية والخليج العربي وتعزيز استعمارهم للعراق وسوريا ونفوذهم في لبنان وغيره. فعاصفة الحزم بهذا الدور هي ليست خطوة صحيحة لحماية دول الخليج وعروبتها فقط بل هي أيضا توجه نتمنى ان يكون ضمن ستراتيجية قومية عامة هدفها ايقاف المد الفارسي في الوطن العربي، وقد اثبتت كل الاسابيع الماضية صحة هذا الموقف وعززته بقوة.الحقيقة الرابعة عشر : ومن منطلق حماية الكيانات الوطنية العربية بصفتها الاحجار الاساسية في كياننا القومي العربي العام فاننا نرى ان عاصفة الحزم، التي تأخرت كثيرا وكان يجب ان تتم قبل ذلك، لكي تنجح وتتحول الى عمل قومي حقيقي لابد ان تتخلص دول الخليج العربي من بقايا فكرة الاعتماد على امريكا وتنهي ترددها في دعم القوة الشعبية الاساسية القادرة على قلب موازين القوى الاقليمية وهي المقاومة العراقية.وكما ان كوارث العرب حصلت بعد انهيار السد العراقي فان الانقاذ العربي العام يأتي من عراق يستطيع اعادة اقامة السد المانع للتوسع الاستعماري الايراني. واذا كانت عاصفة الحزم مجرد رد فعل اني وبدون نظرة شمولية لكافة مكونات التامر فانها سوف لن تصل الى ابعد من هدنة او هدنات تعقبها حروب اشد ضراوة بعد ان تكشفت كافة اتجاهات المؤامرة ولم تعد هناك وجوه مخفية. يتبع.Almukhtar44@gmail.com5-8-2015شبكة البصرة
الاربعاء 20 شوال 1436 / 5 آب 2015
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس