عملية قطار أمستردام ـ باريس تؤكد مخاوف خبراء مكافحة الإرهاب من ظاهرة «الذئب المنفرد» وضعف التنسيق الأوروبي
حسين مجدوبي
August 23, 2015
مدريد ـ «القدس العربي»:خلّفت العملية الإرهابية الفاشلة التي نفذها مواطن مغربي يسمى أيوب الخزاني ضد قطار فرنسي كان مقبلا من هولندا ،يوم الجمعة الماضي، قلقا وسط خبراء الاتحاد الأوروبي بشأن خطورة المسلحين العائدين من سوريا وتنقلهم بين الدول الأوروبية دون مراقبة أحيانا، رغم وجود أسمائهم في لائحة المشتبه فيهم خلال السفر.
ووفق التحقيقات الأمنية الفرنسية والإسبانية والبلجيكية، فقد حاول أيوب الخزاني البالغ من العمر 26 سنة تنفيذ عملية إرهابية بفتح النار على ركاب القطار الذي كان قادما من أمستردام نحو باريس، مساء الجمعة الماضي، بعدما ركب من محطة بروكسل البلجيكية. ونجح جنديان أمريكيان ومواطن بريطاني في إفشال العملية الإرهابية بعد السيطرة على المشتبه فيه. وكان أيوب يعتزم فتح النار من بندقية كلاشنيكوف على المسافرين لتنفيذ مجزرة. وتدخل هذه العملية ضمن ما يسمى «إرهاب الذئب المنفرد»، وهي العمليات التي ينفذها شخص واحد لتفادي المراقبة الأمنية وضمان النجاح. ومن أبرز هذه العمليات تلك التي نفذها محمد مراح في فرنسا منذ ثلاث سنوات وتلك التي تعرضت لها تونس في بداية الصيف الجاري، وخلفت مقتل العديد من السياح البريطانيين.
وكانت إسبانيا قد نبهت فرنسا الى خطورة أيوب الخزاني الذي انتقل للعيش في الأراضي الفرنسية منذ سنوات، ويتوفر أيوب على بطاقة الإقامة القانونية في إسبانيا التي تخول له الانتقال في فضاء شينغن الأوروبي.
وتوجه من فرنسا الى سوريا عبر المانيا وتركيا، حيث يعتقد أنه كان في صفوف المتطرفين وتلقى تكوينا حربيا، وعاد مؤخرا عبر تركيا والمانيا وانتقل الى بروكسل وأخذ القطار لتنفيذ العملية الإرهابية التي فشلت.
وزودت إسبانيا كل الدول الأوروبية بتقرير حول خطورة هذا الشخص، لكنه دخل إلى المانيا عبر تركيا دون أن تنجح الشرطة الألمانية في رصده في المطار رغم وجود اسمه في اللائحة الأوروبية للأشخاص المتهمين بالإرهاب.
وتفيد الصحافة الإسبانية بالقلق المسيطر وسط الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وخبراء مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي بعد هذه العملية الفاشلة. ويعود القلق إلى صعوبة مراقبة لصيقة لأشخاص رغم خطورتهم لا يعتقد بارتكابهم عمليات إرهابية آنية لكنهم يفاجئون الأجهزة. وفي الوقت ذاته تكشف عملية القطار استمرار عدم فعالية كاملة للتنسيق بين الدول الأوروبية، إذ يقع خلل في التنسيق يؤدي الى انعكاسات سلبية. وأخيرا، تأتي هذه العملية لتؤكد خطورة ما يعرف بإرهاب الذئب المنفرد» في أوروبا، وهي التي أصبحت الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية بحكم سهولة رصد عصابة إرهابية وصعوبة رصد شخص واحد قادر على التخفي وخلق المفاجأة.
وكان تقرير أمني إسباني صدر الأسبوع الماضي قد حذّر من خطورة الذئاب المنفردة إرهابيا، وطالب بمراقبة فعالة لعمليات الاستقطاب الإرهابي في السجون الإسبانية والأحياء.
حسين مجدوبي