على مشارف العام الدراسي ..الكتب المدرسية تسرق من مخازن التربية و تباع على الارصفة
المدى/بغداد ـ قيس عيدان:ابو حسن عامل خدمة في مديرية ماء ومجاري الرصافة منذ الآن يعيش في قلق الكتب والمناهج الدراسية وتأخر توزيعه كما يحدث في كل عام، فهو والد لخمسة اطفال مقسمون على المراحل الدراسية الثلاثة، وكما عاهد نفسه ان يحصل كل واحد منهم على شهادة تؤهله ان يأخذ مكانته بالعمل والمجمتع.
في العام الماضي استلف ابو حسن مبلغا لشراء الكتب من الاسواق، بالاضافة الى شراء القرطاسية والحقائب والملابس، في هذا العام ونحن على مشارف العام الدراسي لا نرى بوادر توزيع الكتب والقرطاسية في المدارس، الامر الذي يجبر ابو حسن ان يستلف مبلغ شرائها هذا العام ايضا.
نشتري بفلوسنا
بداية جسر الشهداء والمدخل الرئيس لسوق السراي يقف عدد من اصحاب البسطيات يفترشون الارض بعدد كبير من المناهج الدراسية الخاصة بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة وتختلف الأسعار ما بين ثلاثة الف وخمسة الف دينار للنسخة الواحدة والتي تبدأ من كتاب القراءة للصف الاول.
المواطن مصطفى سلمان يوضح لـ(المدى) ان السبب الرئيس لشراء بعض المناهج المهمة للمرحلة الابتدائية هو لغرض تقوية قدرات اطفاله من خلال المذاكرة من الآن خصوصاً للصف السادس.مبينا: ان المضحك هنا أن جميع الكتب التي تباع هي مسروقة من مخازن وزارة التربية وهذا معلوم للجميع حتى بات الموقع مميزا ببيع الكتب المدرسية. المدى حاولت ان تحاور بعض اصحاب البسطيات لغرض الاستفسارعن كيفية الحصول على هذه الكميات لكن الاجابة نحن نشترى بفلوس ولم نسرق اي شي وهناك من يوصل لنا الكتب بأنواعها الينا .
اصحاب المطابع
سيف طلال عامل في احد المطابع في البتاويين يقول لـ(المدى) أن بعض العاملين في المطابع الاهلية يقومون ببيع الكتب الى اصحاب البسطيات والمكتبات وهذا لا يوثر على اموال الدولة او نقص في الكمية المجهزة الى التربية كون صاحب اي مطبعة يطبع اكثر من الكمية المقررة وعند تجهيز وزارة التربية بالكمية المتعاقد عليها بالعدد المطلوب تبقى بعض الكميات يقوم العمال او صاحب المطبعة ببيعها. داعيا الى ضرورة التشديد على المطابع وان تلزم الوزارة وضع شعار اين طبعت في حال التعاقد مع المطابع الاهلية كون هناك كتب تطبع خارج العراق وصيغة العقد هي التعاقد مع مطبعة اهلية.
إدارات المدارس
لطيف محمود (34) عاماً يروى لـ(المدى) اتسوق في بداية كل عام الحاجات الضرورية من القرطاسية لأطفالي الاربعة وهم في اعمار متفاوتة وهذا التسوق جزء بسيط وهناك طلبات اخرى سيتم شراؤها لاحقاً وهي طلبات المعلمين وربما نشتري كتبا مثل كل عام وهذا الامر يكلفني الكثير ولا أعلم لماذا لا توزع ادارات المدارس القرطاسية والكتب من الآن. لطيف بين ان ادارات المدارس تقوم بتوزيع الكتب والقرطاسية بعد اسبوع أو اسبوعين من بدء العام وهذا يؤدي بالطلبة احياناً الى شراء كتب من المكتبات وهي كتب توزع مجاناً من قبل وزارة التربية وتباع بشكل علني بالإضافة الى أن الطلبات الاخرى من ملابس وحقائب وغيرها من لوازم الدراسة التي باتت مرهقة للعائلة .
مديريات التربية ؟
ضياء صاحب بسطية قرب شارع المتنبي اختصاصه بيع الكتب المدرسية ابتداءً من الصف الاول وانتهاءً بمرحلة السادس اعدادي ، وعن طبيعة هذه الكتب ومن اين يحصل عليه؟. لم يجب ضياء على هذا السؤال لكنه اعطى اشارة الى ان هذه الكتب حديثة وتوزع من قبل ادارات المدارس والمخازن الخاصة بمديريات التربية تمتلئ بها. مشيرا: الى ان الشهر الحالي والقادم هو اكثر الاشهر مبيعاُ بسبب رغبة العديد من العوائل شراء الكتب المنهجية لغرض تدريس أبنائهم بوقت مبكر.
وعن طبيعة الاسعار وهل هناك تسعيرة يلتزم به جميع الباعة قال: ان الاسعار متفاوتة اذ يكون سعر كتاب مادة عن مادة يختلف لكنها بطبيعة الحال لا تتجاوز الخمسة الاف دينار لأي كتاب من كتب المناهج الدراسية.
التوزيع مبكراً
المواطنة حنان سعيد 36 عاماً توضح لا اعرف ما سر عدم توزيع وزارة التربية الكتب من الآن مع القرطاسية حتى نعرف ونختصر في عملية الشراء، وتعلمون جيداً أن الاطفال يتسابقون مع انفسهم لغرض تجليد الكتب والقرطاسية مع بدء العام الدراسي. مبينة: ان رب الاسرة يعرف تماماً الثقل الكبير للطلبات وقدرته على تلبية تلك الاحتياجات التي ترهق ميزانية الكثير من العوائل في ظل هذه الظروف الصعبة. ومطالبة: وزير التربية ان يعطي التوجيهات من الآن الى عموم مديريات التربية لغرض البدء في عملية التوزيع بالإضافة الى أن الاوضاع المادية للكثير من العوائل تختلف عن السابق .
سرقة الكتب
موظف مخزن في مديرية المناهج التربوية رفض الكشف عن أسمه يوضح لـ(المدى) ان المديرية تقوم سنوياً وقبل بدء العام الدراسي بتوزيع المناهج الى مديريات التربية وفق الحاجة الفعلية وعلى هذا الاساس يتم التجهيز لكن الذي يحصل هو أن ادارات المدارس تقوم باستلام الحصص المقررة وتبقي كميات كبيرة من بعض الكتب فائضة في مخازن المديريات وهناك تحصل عملية السرقة وهذا لا يعني ان البعض من كوادر مديرتنا نزيهين؟!.
الاقبال ضعيف
المواطن رافد نعمان ذكر لـ(المدى) ان الأسعار هذا العام طبيعية جداً وربما اقل من العام الماضي والاعوام السابقة ونشاهد أن جميع المعروضات في شارع المتنبي والمكتبات هي من العام الماضي ولاشي جديد ونحن هنا نتجول في شارع المتنبي والمكتبات نشتري القرطاسية أولاً مثل كل عام وربما تكون لنا زيارة اخرى بعد بدء العام الدراسي لغرض شراء الكتب المنهجية فربما لا توزع ادارات المدارس على الطلبة بسبب عدم وجودها للعام الدراسي الحالي. مشيرا: الى أن السوق والاسعار الموجودة اقل بكثير من الاعوام الماضية وهذا طبيعي بسبب الاوضاع المالية التي تعيشها العوائل العراقية وحالة التقشف التي تعصف البلد وأرى نوعاً من الانخفاض في الأسعار بالرغم من مختلف الأنواع والأشكال والصناعات والى حد ما فهي أسعار مقبولة جداً .
رافد دعا بل طلب (الرجاء) عبر (المدى) أن تتفهم إدارات المدارس ومدريات التربية بل حتى وزارة التربية الوضع المالي والمستوى المعيشي للعديد من العوائل والأوضاع التي تعيشها البلاد في الظرف الحالي وان تبلغ الهيئات التدريسية بضرورة مراعاة ذلك.
الفساد المستشري
نزار جاسم صاحب مكتبة يوضح أن المؤسف حقاً ان أشاهد أمّاً اوأباً يبحث في الاسواق عن كتاب لمادة ما ضمن المنهاج السنوي المقرر للطلبة بجميع المراحل وهذا يدخل ضمن موضوع الفساد المستشري في البلاد والمضحك المبكي للقضية ان الكتب المدرسية تباع بشكل علني وهي من اموال الدولة اذ تدفع وزارة التربية مئات الملايين سنوياً لأصحاب المطابع المحلية والخارجية لغرض توفير الكتب المدرسية مجاناً وهذه دعوة الى وزارة التربية الى متابعة عمليات السرقة النهارية التي يتم فيها بيع الكتب وسوقها معروف.
التوزيع في العطلة
فيصل عبود مهندس يوضح لماذا لا تبادر وزارة التربية و تقوم بتوزيع الكتب اولاً اثناء العطلة الصيفية حيث تستفيد العائلة من وقت الفراغ لغرض تدريس ابنائهم بعض الاساسيات من المواد وهذا سينعكس على فهم الطالب للمادة اثناء بدء العام الدراسي وهذه دعوة للمعنيين والمختصين في هذا المجال كون العديد من العوائل لها رغبة حقيقية بان ينشغل الطالب بالدراسة اثناء العطلة وهذا شى ايجابي والعديد من دول العالم لها تجربة في هذا المجال خصوصاً الكتب المدرسية وتوفيرها مع بدء العام الدراسي .
القديمة والجديدة
أعلنت لجنة التربية في مجلس محافظة كربلاء ، عن توزيع المناهج الدراسية للموسم الدراسي الحالي بنسبة (50%). وقالت رئيس اللجنة جنان الوزني إن مخازن تربية كربلاء باشرت بتوزيع الكتب الدراسية على المدارس، وحسب توجيهات وزارة التربية بتجهيز المدارس بالمناهج الدراسية بنسبة (50%)، مبينة ان النسبة المتبقية ستعتمد على رصيد المناهج المستعملة في مخازن المدارس. مشيرة إلى ان نسبة التجهيز وصلت (100%)، ماعدا المناهج المحدثة وهي دمج مادة القرآن والإسلامية في كتاب واحد.
مديرية تربية الزبير غربي البصرة هي الاخرى اعلنت عن تسليم المناهج الدراسية من مخازن التربية للموسم الدراسي المقبل 2016 بنسبة 50% والاعتماد على النسبة المتبقية من المناهج المستعملة والمتوفرة في مخازن المدارس. وقال مدير قسم تربية الزبير كاظم صابر المحمداوي في تصريح صحفي ان مخازن مديرية تربية البصرة باشرت بتوزيع الكتب الدراسية على المدارس وحسب توجيهات وزارة التربية على تجهيز المدارس بالمناهج الدراسية بنسبة 50% والاعتماد على رصيد المناهج المستعملة في مخازن المدارس.
من جهتها ذكرت وزارة التربية انها وجهت اعماما الى المديريات كافة في بغداد والمحافظات لغرض البدء بالاستعدادات المبكرة الخاصة بالعام الدراسي 2015 ــ 2016. مؤكدة على ضرورة توزيع المناهج الدراسية والقرطاسية .
وذكر المكتب الاعلامي ان الوزارة تعمل من خلال اللجان التي شكلت في مديريات التربية من قبل الاشراف الاختصاصي والتربوي على عملية توزيع المستلزمات المدرسية والمناهج الدراسية ذات الطبعات الجديدة لتكون عملية التوزيع بنسبة 100 بالمئة مطلع الشهر المقبل، موضحا ان نسبة التوزيع في بعض المحافظات وصلت لـ(50) % مابين قرطاسية ومناهج دراسية واثاث مدرسي مقاعد جلوس وسبورات وغير ذلك من اللوزام الدراسية.