الصوُرة التّي هَزّت ضميرَ العالم.. وَفضَحَتْ الطغاة قتلةَ شعوُبهم!
الصوُرة التّي هَزّت ضميرَ العالم.. وَفضَحَتْ الطغاة قتلةَ شعوُبهم!
مجلة الگاردينيا/ تقرير خاص:أدمت صورة الطفل السوري، الذي نزحه البحر بتركيا غرقًا، مشاعر الإنسانية، وعادت بالأذهان إلى أكثر الصور المبكية للأطفال، والتي كانت أغلبها في محيط وطننا العربي والعالم الإسلامي، بسبب ما تعانيه دول المنطقة من حالات ظلم واضطراب ،
فقد انتشرت خلال الايام الاخيرة صورة الطفل السوري الغريق (ئالان كردي) عبر مواقع الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن أغرقت الأمواج القارب الذي كان يقل الطفل مع أسرته المكونة من أب وأم وأخ يكبره ببعض سنوات، وعدد من أفراد أسرته، واستطاعت صورة ايلان أن تهز ضمير العالم بأكمله. تعود قصة الطفل السوري ئالان الذي أبكى العالم إلى أنه استقل مع أسرته قارب من أجل الهجرة إلى كندا هربا من الجحيم التي تعيشه سوريا، وكذلك لقت ريحان والدة الطفل وشقيقه حتفهم بعد انقلاب القارب الذي كان سيقلهم إلى السواحل اليونانية ومنها إلى كندا، كما تم العثور على والد الطفل مغشيا عليه وتم نقله إلى المستشفى.الجدير بالذكر أن عمة الطفل السوري ئالان كردي التي تعيش تعيش في مدينة فانكوفر الكندية، قد رأت اسم الطفل وصورته على المواقع الاجتماعية، وعلى الفور قامت بالاتصال بشقيقها الذي أخبرها بوفاة زوجته ووالديه.
كيف تناولت مواقع التواصل الاجتماعي الحدث؟انتشرت صور الطفل والجثث الأخرى سريعاً على موقع "تويتر" الذي أفرد روّاده تغريداتهم لنعيه تارة، وصب غضبهم على الأوضاع المأساوية التي يمر بها أبناء الشعب السوري تارة أخرى، بيد أن معظمهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن تغريداتهم ستذهب هباءً كما ذهبت مثيلاتها في ظروف غرق أو حرق أو هدم مشابهة لكارثة هذا الطفل السوري الغريق."لقد ترَكَنا ئالان واختار الجنّة موطناً"، بهذه الكلمات المؤثرة، نعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الطفل السوري "ئالان" الذي جرفته مياه البحر الأبيض المتوسط على شواطئ تركيا، مع 11 جثة للاجئين آخرين، غرقوا جميعهم أثناء محاولتهم التوجه من شبه جزيرة بودروم التركية إلى إحدى الجزر اليونانية، عبر قاربين، بحسب مواقع محلية تركية.الداعية السعودي "عائض القرني" غرد على حسابه الرسمي على "تويتر" قائلاً: غرق هذا الطفل السوري هارباً من الموت، شهادة على موت الضمير العالمي. وفي تغريدة أخرى، وجه الداعية الشكر للمستشارة الألمانية "ميركل "حيث قال: شكراً لـ "ميركل" و ألمانيا، لميركل باستضافة لاجئينا، تحية شاعر العُربْ المثالي.. "ولو أن النساء كمن عرفنا، لفضلت النساء على الرجالِ". صاحب الحساب، "بن أحمد" هاجم صمت دول العالم على ما يتعرض له الشعب السوري من ظلم فقال: في الحقيقة لم يغرق الاطفال السوريين وإنما غرق الضمير العالمي والعدل والإنسانية للأمم ذات القرار الفاعل. ونعى "جابر" غرق ئالان قائلاً: إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصومُ .. تخيل هذا خصم للطغاة. وأيدت "نحو الحرية" تغريدته فقالت: "هذا الطفل سيكون حجة على كل من خذل اللاجئين السوريين". بينما عبر "عبدالعزيز" عن غضبه من رد فعل العرب في مثل هذه الحالات فقال: كعادتنا نحن العرب سنحزن ونستنكر ونلقي اللوم على بعضنا ثم "سننسى"، لن نفعل غير هذا! حسبي الله ونعم الوكيل. وتحسّر "عبدالرحمن عبدالله" على صورة الطفل الغريق فغرّد: صورة مؤلمة هرب من جحيم النار وغرق في البحر، لا انسانيه ولا ضمير مات كل شيء وعجز الحرف عن التعبير. "رائدة البحرين" هي الأخرى قالت: لكم الله يا أطفال سوريا البراميل المتفجرة من أمامكم والبحر من خلفكم. "حمد" أحد رواد الموقع احتج قائلاً: التصرف الصحيح ليس في استقبال اللاجئين السورين بل في طرد بشار وإرجاعهم لبيوتهم هذا هو التصرف النبيل الذي يجب. واتفق معه "سلطان العبد" وأضاف: اذا لم يكن للعرب والمسلمين موقف حازم ضد بشار واعوانه بعد هذه الصورة فلن يحركهم أبداً أي موقف آخر."فهد العبد الله" حذر من السكوت عن مثل هذه المآسي فقال: "لم يبتلعه البحر ولم تأكله الأسماك، بل قذفه ليبقى شاهداً على الحال الذي وصلنا لها من جرم وخذلان". فيما هاجم "جراح الشامي" مجالس حقوق الإنسان وغيرها، لتهاونهم في إيجاد حل للاجئين السوريين فغرد: تحت قدميك تسقط مجالس حقوقهم، ويسقط الائتلاف، وتسقط تنظيماتهم، ويسقط تجار الدين وتجار الحروب. واستغاث "مهند الطحان" من الوضع في الداخل السوري وخارجه قائلاً: كنا ننقصف بكل صنوف القذائف داخل سوريا وهذه ليست المشكلة، الوضع معقّد داخل سوريا، طلعنا برا سوريا ومازال الموت يلاحقنا !! وأشعرت "مي أبو سنينه" للتعبير عن ألمها من الفاجعة فقالت: بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم، واليوم هم في البلاد عُدانِ .. لمثلِ هذا يبكي القلب من كبدٍ، أن كان في القلب روحٌ وإيمانُ. "فايز الشمري" اختار الشعر للتعبير عن المأساة فقال: دع الناس في حالهم وارتحل.. مكانك في جوف طيرٍ هناك.. دع الأرض للموتِ واصعد.. إلى سماء الحياة تجدْ مبتغاكْ.شكراً لحيوانات البحر التي لم تفترس ئالان:كتب احدهم على الفيسبوك: ((اتقدم بالشكر الجزيل لكل الحيوانات البحريه التي رفضت ان تلمس اي جزء من جسد هذا الطفل ...شكرا لك يا قرش ...شكرا لكم يا كل اﻻسماك ....شكرا ﻷنسانيتكم))..
وكتب آخر على موقعه قائلا:
الصورة التي هزت ضمير العالم....عدا العربي !!!!
يا أيها البحر لا تبكي وتبكينا واسحب دموعك إن الدمع يؤذينا
متى ستعرف أن الموج موطننا فليس من بلد في البر يأوينا
ياأيها البحر لا تبكي على شعب أبكى الصخور ولم يبكي السلاطينا
كل البلاد بوجه الضيف مقفلة إلا السماء أراها رحبت فينا
جدير بالذكر أن الأسابيع الماضية شهدت تزايداً ملحوظاً في أعداد اللاجئين السوريين والعراقيين المتدفقين على الشواطئ الأوروبية عبر البحر، هرباً من الوضع المأسوي في الداخل العراقي والسوري، عن طريق دفع أموال كثيرة للمهربين، للوصول عبر البحر من الشواطئ التركية الى جزيرة كوس اليونانية بزوارق صغيرة، فهذه النقطة هي الأقرب إلى السواحل الأوروبية ومنها ينتقلون مشيا على الاقدام او بركوب القطارات عبر دول اوربا الشرقية وصولا للنمسا ومنها الى باقي الدول الاوربية التي تستقبل اللاجئين العراقيين والسوريين لدواع انسانية.
ترى الم يستشعر الظلمة الطغاة المتحكمون في سوريا والعراق انهم السبب في وقوع هذه المآسي؟ وأن ظلمهم وطغيانهم هو الذي أوصل شعوبهم الى هذه النتيجة المأساوية.
[size=32]
شكرا ميركيل[/size]
موقف المستشارة ميركيل حفز باقي قادة دول الاتحاد الاوربي الى تغيير مواقفهم تجاه قبول اللاجئين من الدول المنكوبة بالظلم والطغيان، وكان الاجراء الرائع الذي اتخذته المانيا ميركيل بارسال سفينة كبيرة تتسع لنقل 3500 لاجيء سوري وعراقي من الاراضي التركية ونقلهم الى المانيا ليتم توزيعهم من هناك الى الدول الاوربية هذا الموقف الرائع فضح زيف الحكام الطغاة في عالمنا العربي وبالاخص في سوريا والعراق، والمفارقة المحزنة ان من يتحكمون اليوم بالعراق يدعون انهم هاجروا هربا من ظلم صدام لكونهم معارضين احكمه، واليوم ملايين العراقيين يهربون من ظبم هؤلاء الذين يدعون انهم كانوا معارضين لظلم صدام واثبتوا انهم اشد ظلما من كل طغاة الارض. وأخيرا:
يا صديقي:
لا تَسِرْ وحْدَكَ ليلاً
بين أنيابِ العَرَبْ..
أنتَ في بيتكَ محدودُ الإقامَهْ..
أنتَ في قومكَ مجهولُ النَسَبْ..
يا صديقي:
رحِمَ اللهُ العَرَبْ!!.
وصناديقُ الذَهَبْ.