في ذكرى الانقلاب العسكري على حكومة «محمد مصدق» في إيران
[size=32]تصادف يوم الأربعاء 19 اغسطس ذكرى الانقلاب العسكري في ايران الذي قاده الضابط فضل الله زاهدي عام 1953 بتخطيط اميركي للاطاحة برئيس الوزراء الايراني محمد مصدق واعادة البلاد لدكتاتورية قادها الملك الايراني الملخوع محمد رضا بهلوي واستمر لغاية 1979بانتصار الثورة الاسلامية، ونستعرض مقتطفات من الاحداث التي مرت بها ايران بذلك العهد.[/size]
[size=32]يعرف الانقلاب العسكري عام 1953 بالفارسية بانقلاب 28 مرداد والذي اطاح برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق.[/size]
ودبر الانقلاب عناصر المخابرات الأميركية بالتعاون مع المخابرات البريطانية حيث اعترفت بذلك عام 2013 ، واطلق على العملية أياكس او أجاكس.
وكان رئيس الوزراء[size=32] محمد مصدق قد جاء إلى رئاسة الوزراء وهو يطمح لاعادة دستور البلاد الذي أقر بثورة الدستور عام 1905 والذي يحد من سلطات الملك (الشاه) الى حيز التنفيذ ، وكان يرمي لتحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية أبرزها انتخاب اعضاء الحكومة والبرلمان عبر انتخابات حقيقية وليست صورية كما كانت في عهد الملك السابق رضا خان الذي أسس سلالة ملكية جديدة في ايران عرفت فيما بعد باسم بهلوي.[/size]ومصدق هذا قطع طريقاً طويلاً قبل أن يصل إلى مركز صنع القرار، حيث بدأ بنشاطاته السياسية وهو لايزال في ريعان الشباب وذلك حين انتخب نائباً عن أهالي أصفهان /وسط / في البرلمان الإيراني عام 1906وهو في الرابعة والعشرين.وأتيحت الفرصة له لاكمال دراسته في باريس ومن ثم تقديم أطروحة الدكتوراه في القانون الدولي في سويسرا؛ وشغل بعد ذلك منصب وزير المالية في حكومة أحمد قوام السلطنة 1921 ولاحقا وزيرا للخارجية في حكومة مشير الدولة 1923.وأعيد انتخاب مصدق نائباً في البرلمان، فكان أن ظهرت ميوله المعادية للعسكر والعسكرة بأن صوت ضد انتخاب قائد الجيش رضا خان ملكا على إيران عام 1925 والذي قاد انقلابا عسكريا في 1924 ادى الى الاطاحة بالسلالة القاجارية المتمثلة بآخر ملوكها الشاب احمد شاه قاجار الذي توفي فيما بعد عقب بمنفاه خارج البلاد.وأسس مصدق الجبهة الوطنية أو ماتعرف في ايران (جبهه ملي) مع زميله في العمل السياسي الدكتور حسين فاطمي الذي اصبح فيما بعد وزيرا للخارجية، و أحمد زراكزاده، و على شاكان، و كريم سنجابي.ووضع هذا الحزب هدفين اساسين له احدهما سياسي يتمثل باعادة دستور 1905 الى فاعليته حيث يتولى رئيس الوزراء الحكم عبر الانتخابات وحصر سلطات الملك في البروتوكولات الشكلية والمراسيم كما هو الحال في بريطانيا والآخر اقتصادي ويتمثل بتأميم النفط الإيراني واخراجه من هيمنة شركة النفط الأنجلو-إيرانية التي كانت تدار باشراف بريطاني منذ تأسيسها.ووقع الانقلاب على حكومة محمد مصدق يوم التاسع عشر من أغسطس عام 1953، بعد أن احتدم الصراع بين الشاه ومصدق في بداية شهر أغسطس من عام 1953، فاضطر الشاه إلى الهروب لإيطاليا عبر العراق وقبل أن يغادر وقع قرارين: الأول يعزل مصدق والثاني يعين الجنرال فضل الله زاهدي محله.وقام الاخير بقصف منزل مصدق وسط مدينة طهران في 19 آب/ أغسطس 1953؛ في حين قام كرميت روزفلت ضابط الاستخبارات الأميركي والقائد الفعلي للانقلاب الذي أطلقت المخابرات المركزية الأميركية عليه اسماً سرياً هو عملية أجاكس (en:Operation Ajax)، بإخراج "تظاهرات معادية" لمصدق في وسائل الإعلام الإيرانية والدولية.كما أوعز روزفلت إلى كبير زعران طهران وقتذاك المدعو شعبان جعفري بالسيطرة على الشوارع الرئيسية في العاصمة طهران، وإطلاق الهتافات الرخيصة التي تحط من هيبة مصدق.وشكلت اللجنة المسؤولة عن الانقلاب فرقة اغتيالات تطال القادة الرئيسيين للجبهة الوطنية التي شكلها مصدق مثل الدكتور حسين فاطمي الذي اغتيل بالشارع في وضح النهار. محمد مصدق خلال جلسة محاكمة عسكرية ويبدو نائما وهو يسند رأسه على كتف محاميه.
وبعد نجاح الانقلاب العسكري الذي قاده زاهدي سيق مصدق للمثول أمام محكمة صورية والتي وصفها محاميه جليل بزركمهر فيما بعد أنها لم تكن تتمتع بالحد الأدنى من شروط مواصفات العدالة والحيادية.
واصدرت المحكمة التي كان يشرف عليها نظام الشاه مباشرة حكم الاعدام على الدكتور مصدق ، ثم خفف الحكم لاحقاً إلى سجن انفرادي لثلاث سنوات؛ ومن ثم خفف الحكم الى فرض الإقامة الجبرية عليه لمدى الحياة في قرية أحمد آباد النائية ، الواقعة في شمالي إيران ليترك الدكتور مصدق نهبا لذكرياته.
ورغم عمرها القصير الا ان حكومة مصدق عدت تجربة لامكانية الانتفاض ضد حكم تسلطي ديكتاتوري فيما شكل فشلها مصداقا واضحا للتدخل الغربي في الشؤون الداخلية لدولة نامية حاولت اقامة تجربة ديمقراطية في الحكم.