لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80163 نقاط : 714033 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: الذكرى الخامسة والاربعين لاحداث ايلول الاسود! / برهان نهاد جرار الجمعة 18 سبتمبر 2015 - 0:05 | |
| الذكرى الخامسة والاربعين لاحداث ايلول الاسود! لايمر يوم على شعبنا الفلسطيني الا وبه ذكرى مجزرة او شهيد، ولايخلو يوم الا وبه ذكرى لأكثر من حدث، فهل هذا امتحان لنا انصبر ونقاوم أم نجزع ونستسلم؟؟ ففي مثل هذا اليوم السابع عشر من ايلول من عام 1970م وفي تمام الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس بدأ الجيش الاردني هجوما مفاجئا على جميع مراكز ومكاتب ومعسكرات الفصائل الفلسطينية على الاراضي الاردنية. رغم تلقي قيادة الثورة لتقارير تفيد بان الجيش الاردني قد اعد خطة للقضاء على تواجد الفصائل الفلسطينية على الاراضي الاردنية، الا انه لم تؤخذ الاستعدادات اللازمه للاعتقاد بان وحدة الدم التي تحققت في معركة الكرامة كفيلة بحماية الثورة كما حدث في أحداث شباط وحزيران من العام1970م حيث رفض ضباط وجنود الجيش العربي الاردني تنفيذ الاوامر الصادرة لهم بمهاجمة قواعد الفدائيين. ليس صحيحا ما قيل من ان السبب هو الفلتان الامني وتصرفات افراد وعناصر الفصائل الفلسطينية، مع انني لاانكر وجود بعض الحالات والتي كانت بغالبيتها من فعل عملاء كانوا قد زرعوا لتشويه صورة الفدائي الفلسطيني والذي احتل عقول وقلوب ابناء الامة العربية والإسلامية، بل وعلى دعم جميع حركات التحرر العالمية. لا أريد ان استعرض تاريخ الامة بمقال، لان ذلك يتطلب موسوعة من عدة مجلدات. كانت هنالك محاولات للقضاءعل الثورة قبل نكسة حزيران. وفي الخامس من حزيران كان العشرات من الفدائيين في السجون الاردنية واطلق سراحهم في الخامس من حزيران، حيث خرجوا من السجون واتجهوا الى الارض المحتلة وعملوا على جمع السلاح من ساحات المعركة حيث لم يكن لدى الثورة الا السلاح الفردي وغالبا رشاشات خفيفة مثل كارلو ستاف والسموبالات وكارلو بورسعيد والقنابل اليدوية. واصبح الفدائيون يتحركون يحرية تامة وقويت شوكتهم وصلب عودهم في ظل ضعف الجيش وحاجته الماسة لاعادة التأهيل بعد ماحصل في الخامس من حزيران. حاول الملك حسين إخراج الفدائيين من الاغوار وخاصة الكرامة،واجتمع عامر خماش رئيس هيئة الاركان بالاخوين ابوعمار وابو جهاد رحمهما الله وطلب منهما الانسحاب من الكرامة إلا أنهما رفضا البحث في ذلك .رغم انه حدد يوم الهجوم الاسرائيلي والمتوقع في(21)آذار وهوفعلا اليوم الذي حدثت به معركة الكرامة. شارك الجيش الاردني إخوانه الفداييين الفلسطينيين في معركة الكرامة حيث اتخذ الفريق مشهور حديثه واخوانه في قيادة الفرقة قرارهم بالاشتراك في المعركة رغم معارضة القيادة العليا. رغم ان الاخ ابوعمار رجاه ان لايتورط ولكنه قرر خوض المعركة مهما كانت النتيجة.فتحقق النصر بحمد الله. حضر الملك حسين الى الكرامة وصعد على ظهر الدبابة وخطب قائلا:- انا الفدائي الاول خذوني معكم ،كلنا فدائيون. التحق الآلاف من الشباب الفلسطيني والعربي في صفوف المقاومة واصبحوا يتحركون بحرية وفتحت امامهم جميع الحدود العربية، وحظيوا بمحبة ودعم الجماهير العربية. تم التخطيط لانهاء هذا الوضع والذي اصبحت الحكومة الاردنية لا تسيطر على الوضع الامني .حدثت عدة إشتباكات أولها كان مع فصيل (طاهر دبلان) والذي اعتقل واودع في سجن الجفر الصحراوي الى ان توفي داخل السجن. تجنبت فتح من الاشتراك في المواجهات وعاد الهدوء إلا ان تكررت المحاولة في شهر شباط وهنا تمكن الفدائيون من السيطرة على البلاد وحصر الاشتباكات وبمشاركة التنظيم السري داخل وحدات الجيش الاردني والذين رفضوا القتال. ومع مبادرات سيسكو وروجرز وموافقة مصر عليها اندلعت المظاهرات وحدثت اشتباكات في شهر حزيران1970م إلا أنه تم السيطرة على الوضع وخضع الملك لشروط منظمة التحرير القلسطينية وعرض على الاخ ابوعمار رئاسة الوزارة الاردنية،لكنه رفض وقال :- نحن طلاب وطن ولسنا طلاب كراسي.وعاد الهدوء ولكن هدوء يخفي بركانا قادم. تشكلت تنظيمات تتبع اجهزة المخابرات العربية وقام الشريف ناصر بانشاء تنظيم الفداء الشعبي والذي اخذ يفتعل المشاكل مع افراد الجيش العربي الارني اثناء اجازاتهم واخذ اسلحتهم،حيث صدر قرار بان يذهب الجنود والضباط الى بيوتهم باسلحتهم وبملابسهم العسكرية.وقد بلغ عدد التنظيمات ما يقرب من (72)تنظيما،تمكن الكفاح المسلح من اعتقالهم وحددت الفصائل الاساسية (فتح ،الجبهة الشعبية والديمقراطية والقيادة العامة وجبهة تحرير فلسطين والنضال الشعبي والهيئة العاملة ومنظمة الصاعقة السورية وجبهة التحرير العربية تتبع العراق).وتم تكليف الكفاح المسلح بالمحافظة على النظام وضبط التجاوزات.واجتمعت جميع التنظيمات تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. عمت المظاهرات مدينة عمان رافضة الحلول السلمية ورفعت الاعلام الحمراء على المساجد وعلقت صور الرئيس الخالد جمال عبدالناصر في رقاب الحمير. قامت المخابرات الاردنية بتصوير ذلك وذهب الملك حسين الى مصر واجتمع مع الرئيس عبدالناصر في قصر عابدين. وشرح له الموقف واقنعه بان هذه افعال الجبهة الشعبية واستطيع القضاء عليها في ستة ساعات حيث ان لي رجال متغلغلون في صفوفها ولن اشتبك مع فتح.وتم اخذ الضوء الاخضر من الرئيس جمال عبدالناصر. حدث ان قامت الجبهة الشعبية بخطف خمس طائرات أحضرت اربعة منها الى مطار الثورة بالقرب من المفرق.احتجزت الركاب وقامت بتفجير الطائرات. اعلن الملك حسين الاحكام العرفية واستقال الرفاعي رئيس الوزراء الاردني وعين عسكريا لرئاسة الوزراء وهو الزعيم محمد داود والذي قام بتشكيل الوزارة.إلا انه لجأ الى ليبيا وطلب حق اللجوء السياسي،ولم يعد الى الاردن. في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس السابع عشر من أيلول بدأت المدفعية الاردنية بقصف مدينة عمان من منطقة طبرور وتقدمت الدبابات الى جبل الحسين ومن منطقة الارسال باتجاه مخيم الوحدات والاشرفية ومن قصر رغدان. كما اشتعلت المعارك في الزرقاء وفي الشمال حول مدينة إربد. تجنب اهالي الجنوب والسلط اندلاع العارك ووقفوا سدا مانعا لها ولم تحدث بها اي إشتباكات،ولكن المعارك نشبت على الحدود السورية وأصدر الرئيس السوري اوامرة بالتدخل لحماية الثورة ووقف المعارك وتم اجتياح مدن الشمال مرورا بجرش وعجلون حتى مشارف عمان في صويلح.وقد رفض وزير الدفاع السوري حافظ الاسد الاشتراك ومنع مشاركة الطيران السوري مما جعل الجيش السوري المتقدم مكشوفا لسلاح الجو الاردني مما اوقع بعض الخسائر،وسقوط طائرتين اردنيتين. إستمر القتال الشرس لغاية27 ايلول 1970م حيث تدخل الحكام العرب وعقدوا مؤتمر قمة عربية وشكلت لجنة برئاسة الباهي الادغم وسميت لجنة المتابعة العربية. وما ان انتهى المؤتمر حتى اصاب الاعياء الرئيس المصري جمال عبدالناصر وسقط ارضا بعد وداع أمير الكويت.نقل الى المستشفى حيث فارق الحياة ولم يعد للامة راعيا وقائدا يجمعها ويدعم نضالها رحمه الله. تقرر إخراج الفدائيين من المدن الرئيسية إلى الاحراش والاغوار تحت رعاية لجنة المتابعة العربية. وتم نقل قواعدهم الى أحراش عجلون وجرش وتم إخلاء المدن. سرعان ما قام حافظ أسد بحركة سميت بالحركة التصحيحية وتم الزج بالرئيس السوري نورالدين الاتاسي بالسجن وبرئيس الاركان صلاح شديد وجميع من شارك في قيادة العبور للاردن وقادة منظمة الصاعقة السورية ضافي إجميعان وابومصطفى البرجي وحسن الخطيب وحكام الفايز وآخرين منهم من توفي بالسجن ومنهم من اطلق سراحه بعد موت الاسد. كما تم محاصرة الاحراش وتخلت اللجنة العربية عن تعهداتها وجرت معركة استمرت مع الحصار ما يقرب من شهرين قتل من قتل واسر من أسر وفر البعض إلى الارض المحتلة وتم انهاء الوجود الفلسطيني في الاردن وتركز بعد ذلك في الجنوب اللبناني ،إلى أن تم التآمر مرة أخرى وحدث الاجتياح الاسرائيلي للبنان في الخامس من حزيران عام1982م وخرجت الثورة للمنافي وترك الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان تحت رحمة القوات الصهيونية وعملائها من القوات اللبنانية الموالية لاسرائيل وارتكبت المجازر على مرآى العالم ولم يتحرك أحد. نتج عن معارك ايلول استشهاد ما يزيد عن (25)الف شهيد وآلاف الجرحى والأسرى حيث أسر في معرك الاحراش مايقرب من ثلاثة آلاف فدائي لدى الاردن والبعض لدى إسرائيل.بالاضافة إلى مئات الشهداء والذين لازال مصير جثامينهم مجهول وفي مقدمتهم العم ابوعلي إياد(وليد احمد نمر نصر الحسن)ومرافقه الاخ ابونوفل. كل ذلك جرى ولم تتحرك الجيوش المجحفلة كما نرى في اليمن وسوريا والعراق. ثمانية وثمانون يوما محاصرين في بيروت (ياوحدنا)والعرب يتابعون مباريات كأس العالم.فمتى تستيقظ الشعوب النائمة. إن من أهم أهداف الجامعة العربية أن تحافظ على الحدود القائمة،وليس هنالك أي هدف وحدوي ولو على مستوى سوق عربية مشتركة. إنها مفرقة الشعوب العربية وليست بالجامعة،قبحهم الله واراحنا منهم جواسيس الغرب وحماة إسرائيل.لم يرحموا شعبهم ودمروا بلادهم فهل سيعيرونا انتباههم خسئوا ولعنهم الله واحبط أعمالهم وجعل جهنم مثواهم. البيرة 17ايلول 2015م برهان نهاد جرار
| |
|