ـ أهلا !.. أتريدين العنوان؟ مهلا أرجوك … لماذا الآن ؟
لا أدري الساعة … أين أنا أوّ ما اسمي … أو من أي مكان؟
في صدري تبكي أطيار عطشى … في جمجمتي شيطان ..
***
((شيطان أنّى أو ذكر ..؟ شيطان (الأعشى) أو (حسان) ؟ ))
ـ خفق ناريّ يعزفني وصدى كأزاهير الرّمان
***
(هذي أعراض الشّعر كما جرّبت ولادات الوجدان)
(تغلي كربيع مخبوء يشتاق إلى لقيا البستان)
***
(الطّقس رديء ثلجي أحيانا … جمريّ أحيان)
(أخبار اليوم نفوا ، هجموا كسروا إحدى كتفي لبنان)
***
((ألديك جديد تنشدنا ؟)) ما زال جنينا … بل غثيان
((غدا المولود سنرقيه )) ـ تدرين مواعيد الفنان
***
((ما مطلعها ؟.. أقفا نأسى من ذكرى سينا والجولان))
كلّ الوطن الغالي (سينا) وجميع مدائننا (عمان)
((موشى)) ما عاد هناك … هنا وهنا ألفا ((موشى ديّان))
من ذا يقتاد سفائننا ؟ يا ريح … الموج بلا شطآن
أتعيد الريح دم القتلى وتشبّ شرايين الميدان؟
***
أترين مقابرا يوما تهتاج … فتقذفنا شجعان
ننهمي أمطارا … أو تهوي أشلاء … أو نمضي فرسان
((مغول … ما دمنا نشوى أن ينضجنا الألم الحرّان))
((أسخى الثورات جنى ولدت في المنفى أو خلف القضبان))
((أنسيت القهوة )) ـ فلتبرد ((بردت جدا سئم الفنجان))
***
((قل لي اقرأت مقالاتي )) ـ في أنقى ساعات الإمعان
وقصائدك الحلوات اضحى وغروب صيفي الأجفان
ديوان يبدو … لا أحلى منه إلاّ أم الديوان
((شكرا يا … )) وارتبكت ورنا من عينيها خبث فتّان
وتراءت كامرأة أخرى تلهو في داخلها امرأتان
فتناست لهجتها الأولى وتناغت كالطفل الجذلان
وتناغت النبرات على شفتيها كالفجر النّعسان
***
((ما يدء قصيدتك الكبرى؟ )) وأضاءت ضحكتها الفتان
ـ ما زلت أفتش عن صوتي وفي … في معترك الألحان
وأسائل عن وجهي عنّي عن يومي في تيه الأزمان
عن حرف حر الوجه له نفس غضبى وفم غضبان
((الشعر اليوم كما تدري ألوان … ليس لها ألوان))
((كل الأنفاس بلا عبق كلّ الأوتار بلا عيدان))
((زمن الصاروخ قصائده عجلى كالصاروخ العجلان))
***
((ولن تشدو … والقصف هنا وهنا … والعصر بلا آذان))
((أيديه فولاذ … فمه طاحون … أرجله نيران ))
((يرنو من خلف التيه كما ترنو الحيطان إلى الحيطان))
((أقراص النّوم تبيع له أهدابا … وهدوءا يقظان ))
***
ما أضيعنا يا شاعرتي في عصر الوزن بلا ميزان
في ظل الغزو بلا غزو في عهد البيع بلا أثمان
أموازنة القوّات سوى تجميل مناقير العدوان
***
((فلتسلم فلسفة الأيدي ولتسقط فلسفة الأذهان))
((كلّ الأوراق بما حملت تشتاق إلى ألفي طوفان))
****
ـ ما أتعبنا … يا أخت ، وما أقوى وأمرّ عدى الإنسان
((إدري إنّا لم نتغير مهما ((عصروا لون الطغيان))
((أترى القرصان وإن لبسوا أطرى الأشكال … سوى القرصان
((تدري … ما زلت لمولاتي نعلا … وأنا نعل السلطان))
((قل : لم نترك وثنا لكن … … في ؟أنفسنا أصلّ الأوثان))
((ما أضعفنا شيء إلا ما فينا من طين الإذعان))
***
((فلأذهب … عفوا طوّلنا )) ـ لم تذهب لقيانا … مجّال
((حسنا عنوانك )) … وابتسمت عيناها … كعشايا (نيسان)
ـ(صنعا) يا سلوى عنواني بيبي : في مزدحم الأحزان
عملي : عزّاف مبتده يبكي أو يشدو للجدران
صندوق بريدي … معروف برميل الحرق … أو النسيان
***
وهدأت برغمي وانصرفت ولبسنا الصمت على الأشجان
n]]الشاعر اليمني عبداللة البردوني[/b]