يا أمَّ خالدَ قولي ما الذي حَصَلا الشاعر العراقي عادل الشرقي
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يا أمَّ خالدَ قولي ما الذي حَصَلا
شبكة البصرة الشاعر العراقي عادل الشرقي يا أمَّ خالدَ أينَ الرمح قد رحلا؟
فالمقعدُ الآن من صوتِ العراق خلا؟
أين الذي كان أنّى رُحتِ نبصرُهُ
يشدُّ زندك مزهوا ومنجذلا؟
أين الذي كانَ لا تحلو لمقلتهِ
غير امّ خالدَ، يمشي قربها جبَلا؟
هل غابَ حقاً فما عادتْ له شفةٌ
تصيحُ باسمكِ، قولي ما الذي حصلا؟
أولاء أهلكِ ندري أنَّهم جلسوا
من حولكِ الأن شدّوا حولكِ المُقلا
إني أرى الحزنَ يبكي وسطَ أعينِهم
وأبصرُ الآنَ شيئاً صاعقاً جللا
لكنَّ من عطَّرَ الدُّنيا بأحرفهِ
أين اختفى وهو من أهدى لنا الخُيلا؟
هل غابَ حقّاً وقد سارتْ مراكبُهُ
لعالمِ الغيبِ، هل حقّاً قد ارتحلا؟
كأنني الآن في جنبيكِ أبصرهُ
يقولُ لا تُكثري الأحزانَ والوَجلا
يا أمَّ خالدَ إنَّ الحزنَ يؤلمني
لا تجعلي الدَّمعَ مسفوحاً ومنهملا
قولي لأهلي العراقيينَ ما برِحَتْ
عيونُهُ نحوكم ترجو لكم أمَلا
ولتكتبي فوقَ قبري ماتَ في شممٍ
وماتَ وهو يغني زحفَكم بطلا
قولي لهم إنَّ عيني لا تفارقهم
فهم سيبقونَ في أحلامِهِ مثلا
ستونَ عاماً وقلبي كان ينشدهم
قصائدَ الحُبِّ، بالترتيلِ ما بَخُلا
قولي لهم كلّ يومٍ كان يمنحُكم
أحلى المواويلِ مزهوّاً بما فَعلا
وكان يفضحُ من خانوا ومن سرقوا
ومن أشاعوا الأذى والقتلَ والدَّجلا
قولي لهم إنَّهُ من فرط لهفتِهِ
لكم فميزانُهُ في العشقِ قد ثقُلا
يا أمَّ خالدَ إني الآنَ أبصرُهم
في القبر ما زلتُ مهموماً ومنشغلا
أرنو لكلِّ عجوزٍ، كلِّ أرملةٍ
وكلِّ من في برايا أهلهِ ثُكِلا
قلبي عليهم، على طفلٍ طفولتُهُ
شابتْ وقد نالَ منهُ الحزنُ فاكتهلا
قولي لهم لم يزلْ حيّاً يغازلكم
حتى مع الموتِ لم يبخلْ بكم غزَلا
شبكة البصرة
الاثنين 25 صفر 1437 / 7 كانون الاول 2015
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس