«التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب» يمهد لتدخلات عسكرية برية في سوريا والعراق وليبيا بغطاء غربي
الإعلان تمّ في أول ظهور إعلامي لوزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان
December 15, 2015
الرياض ـ «القدس العربي» من سليمان نمر: في أول ظهور إعلامي علني له، أعلن ولي وليّ العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، فجر أمس الثلاثاء في الرياض، عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي جديد (يضم 34 دولة عربية وإسلامية) ضد «الإرهاب بمختلف اشكاله «.
وتشكيل هذا التحالف العسكري الذي ستقوده السعودية سيعني أن الدول ذات القدرات العسكرية القوية في التحالف (مثل تركيا ومصر والسعودية والأردن وحتى المغرب) ستقوم بعمليات تدخل عسكري مباشر ومشترك في بعض الدول التي توجد فيها «التنظيمات الإرهابية «مثل سوريا والعراق وليبيا.
وأشار إلى ذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات، يوم أمس في باريس، حين قال «لا شيء مستبعد فيما يتعلق بإرسال قوات برية لمقاتلة داعش».
ويذكر أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يوجد عسكريا في العراق وسوريا وفي بعض دول أفريقيا.
ويتوقع مراقبون عسكريون غربيون في الرياض أن تكون أول عمليات التدخل العسكري للتحالف الجديد في سوريا والعراق، لملاحقة تنظيم «الدولة» من خلال عمليات برية وتدخل سريع سيكون الدور الأكبر فيها لتركيا شمالا والأردن جنوبا، وذلك بالتنسيق مع قوات التحالف الغربي لاسيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي ستتولى دعم العمليات البرية بدعم جوي واستخباراتي، والأهم تأمين الدعم السياسي الدولي .
ويرى مراقبون ديبلوماسيون أن تدخل قوات عسكرية من دول التحالف العسكري الإسلامي في المعارك ضد تنظيم «الدولة» في العراق، لاسيما في الموصل والمناطق السنية سيمنع قوات «الحشد الشعبي» الشيعية من فرض سيطرتها على هذه المناطق.
أما التدخل العسكري المباشر للتحالف الجديد في سوريا ضد «الدولة الإسلامية» فسيعطي قوات المعارضة السورية قدرات أكبر على محاربة قوات النظام السوري .ويتوقع أن تعمل هذه العمليات العسكرية على إقامة «مناطق عازلة «على الحدود السورية مع تركيا والأردن. وسيتم التعاون في التدخلات العسكرية المباشرة مع قوات المعارضة السورية في سوريا، ومع قوات «البشمركة» الكردية في شمال العراق .
وإذا لم يجر تفاهم دولي (لاسيما بين الولايات المتحدة وروسيا على التدخلات العسكرية للتحالفين الإسلامي والغربي) فإنه من المتوقع ان تشهد المنطقة صراعات عسكرية حادة مع التحالف الرباعي الذي يضم روسيا وإيران والعراق والنظام السوري.
ويشير اشتراك مصر وتونس في هذا التحالف إلى أنه من الممكن أن تقوم قوات التحالف العسكري الاسلامي الجديد بالتدخل العسكري في ليبيا أيضا بالمشاركة مع قوات إماراتية بهدف محاربة «الدولة» والتنظيمات الإسلامية المتشددة التي تسعى للسيطرة على مناطق النفط في ليبيا، وسيكون هذا التدخل بمشاركة عسكرية جوية لبعض دول حلف الأطلسي (الناتو) لاسيما فرنسا وإيطاليا .
ولاشك أن اتفاق الأطراف الليبية الذي تم في روما الأسبوع الماضي بشأن حل الأزمة السياسية في ليبيا خلال 18 شهرا سيؤمن الغطاء الدولي للتدخلات العسكرية للتحالف الإسلامي في ليبيا، وكانت مصر تسعى للحصول على مثل هذا الموقف العربي والدولي من أجل التدخل العسكري المباشر في ليبيا لضرب التنظيمات الإسلامية المقاتلة هناك.
وجاء الإعلان عن التحالف الإسلامي العسكري الجديد، في وقت يوجد فيه حلف عربي بقيادة السعودية، وحلف ستيني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم «الدولة»، إلى جانب الحلف الرباعي الروسي الإيراني العراقي السوري.
والملاحظ أن بعض الدول المشاركة في التحالف هي عضو في تحالفات عسكرية أخرى، ولكن سيكون، كما أعلن الأمير محمد بن سلمان، هذا التحالف بمعزل عن التحالف الخليجي العربي الذي تشكل من أجل اليمن، كما أن منحه صفة الإسلامية يجعله مختلفاً عن الحلف الستيني بقيادة الولايات المتحدة.
ويضم التحالف العسكري الإسلامي الجديد معظم الدول العربية والإسلامية باستثناء عدة دول من بينها سلطنة عمان والعراق وإيران وسوريا والجزائر.
كما يضم الحلف العسكري الجديد، الذي لم يُعلن بعد وجهته الأولى في محاربة الإرهاب، دولاً إسلامية عربية هي، الأردن، تونس، السودان، فلسطين، جمهورية القمر، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن.
وضم التحالف دولاً إسلامية هي: تركيا، باكستان، بنغلاديش ، جمهورية بنين، تشاد، توغو، جيبوتي، السنغال، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا، كوت دي فوار، المالديف، جمهورية مالي، ماليزيا، النيجر، نيجيريا الاتحادية.
ويشير ظهور الرجل القوي الثالث في المملكة الأمير محمد بن سلمان لأول مرة في حياته في مؤتمر صحافي للإعلان عن التحالف العسكري الإسلامي، إلى أنه وراء إقامة هذا التحالف بتوجيهات من والده الملك، وأنه هو الذي سيقوده من خلال ما تقرر ان يتم في الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود .