بمناسبة أربعينية عبد الرزاق عبد الواحد
د.ضرغام الدباغ
منذ نحو أربعون يوماً غاب فيها فارس الكلمة والقافية ... العراقي الكبير ... عبد الرزاق عبد الواحد أمير الشعر، تاركاً ساحة الشعر حتى إشعار آخر إمارة بلا أمير.
عبد الرزاق عبد الواحد ... نجم لامع في سماء الشعر العربي. هذا دون ريب، فقصيدته مكتملة البناء في أركانها ... بأبعادها التكنيكية، وفي تكوينها البلاغي. وبمستواها الرفيع، وفي وظيفتها الشعرية. مكانة ليس من السهل أن يبلغها اليوم شاعر، مهمة شاقة حقاً بلوغ مكانة كالذروة التي يتربع عليها عبدالرزاق عبدالواحد. فقد حجز عبدالرزاق عبدالواحد مكانته في الصف الأول من شعراء الأمة في القرن العشرين / الواحد والعشرين، مقعداً بجانب العظام : أحمد شوقي، محمد مهدي الجواهري، بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، نازك الملائكة، محمود درويش، محمود البريكان، وبقية ثلة الشرف : نزار القباني، توفيق زياد، سميح القاسم، صلاح عبد الصبور، محمد الفيتوري وغيرهم.
وهنا أريد التنويه عن عبدالرزاق عبدالواحد الشاعر مقاتل الكلمة، المناضل الذي يمتشق سيفه ...! نعم هو شاعر يحلق في سموات غير فضاءات البشر، يرسم رؤى، ولكنه على الأرض مقاتلاً. هكذا كانت رؤية عبد الرزاق عبد الواحد لوظيفته الشعرية والثقافية والإنسانية والوطنية، عبد الرزاق عبد الواحد، ابتدأ حياته مناضلاً وختمها مناضلاً، منذ مقاعد الدراسة شاباً فتياً، والعراق همه وهاجسه، لا يرى الغد والمستقبل إلا من خلاله، إلى يوم غادرنا فيه، كان يحتل موقعه في قيادة الثورة العراقية يحتضن راية العراق ويهتف بملئ فؤاده وروحه هنيئاً لم لا يخون وطنه ...
يا عراق، هنيئا لمن لا يخونك
هنيئا لمن اذ تكون طعيما يكونك
هنيئا لمن وهو يلفض آخر أنفاسه
تتلاقى عليه جفونك.
هنيئاً لك أنت يا أبا خالد بالعراق .... وهنيئاً للعراق بك وبأمثالك ... نشهد أنك ولدت شريفاً ... وعشت مخلصاً ورحلت بطلاً مناضلاً، ومثلك ستخلده الأقلام والدفاتر والقرطاس والورق ... وسيكون لك في العراق الحر ذات يوم ما تستحق ... الوطن لا ينسى مقاتلاً، شيخاً ثمانينياً ما وهن ذراعه ... ولا ضعفت إرادته، ولم تنال منه الغربة، شامخاً منتصب القامة مضى يسير بهيبة النخلة ... أشهد أنه مضى ليومه بكبرياء القائد العراقي ... يفيض عزماً وقوة .... مخلصاً وفياً حتى النفس الأخير .... عبد الرزاق عبد الواحد قضى ويده على قبضة السيف ....
أتحدث عن عبدالرزاق عبد الواحد المناضل القائد ...
سلام عليك يا أبا خالد ..... وهنيئاً لك حب العراق والعراقيين ......