3 حشود تتحضّر لتحرير الموصل والاميركان ينهون تدريب فرقة عسكرية
10.01.2016
يؤكد محافظ نينوى نوفل العاكوب ان تحرير الموصل سيكون بـ"وقت قياسي وبلا قتال" لا سيما بعد هزيمة داعش في الرمادي. إلا ان العاكوب يشتكي من ضعف التسليح.
لكن مسؤولا كرديا يرجح ان توافق الحكومة العراقية على شروط أميركية مقابل الاسراع بتحرير الموصل، مؤكدا إن اللجوء للانزالات الجوية كتكتيك عسكري جديد كشف ظهر داعش.
في هذه الاثناء ستبقى فرقة عسكرية انهت تدريباتها على يد ضباط "مارينز" لوقت أطول قبل المشاركة بتحرير الموصل لخلافات بين الاقليم وبغداد.
وتنتظر تشكيلات من الشرطة المحلية، ممن تلقت تدريباتها شمال تكريت، ساعة الصفر للدخول الى المدينة.
وكرر رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، تأكيداته بان وجهة المعارك المقبلة ستكون الموصل بعد تحرير الانبار. كما توعد ان 2016 سيكون عام نهاية التنظيم المتطرف في العراق.
محاور إقتحام الموصل
ويرجح مسؤول محلي مهاجمة القوات المشتركة من محاور جنوب وغرب الموصل لاستعادة المدينة التي سيطر عليها "داعش" منذ حزيران الماضي. وستندفع البيشمركة، بحسب المسؤول الموصلي، من المحاور الاخرى في الشرق والشمال والتي تسيطر على أغلبها منذ اكثر من عام.
وتحدث عبدالرحمن الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى لـ(المدى)، عن "خلافات سياسية بين بغداد واربيل قد تعرقل تنفيذ تلك الخطط.
وأضاف الوكاع ان "قيادة فرقة العمليات في نينوى لاتتعدى سوى مقر في مخمور، جنوب شرق الموصل، وتملك فوج حماية واحد فقط".
وفي تشرين الثاني الماضي وافق اقليم كردستان، الذي تقع قيادة المقر في مناطق تحت سيطرته، على فتح مكتب لعمليات نينوى ونقل 200 جندي اليه.
وأشار الوكاع ان "الفرقة 16، والتي كانت تعرف في السابق بالفرقة الثالثة وانهارت بعد سقوط الموصل، انهت تدريباتها على يد ضباط اميركان كما تسلمت اسلحة منهم وباتت مستعدة للقتال".
لكن عضو مجلس محافظة نينوى يتوقع تمديد فترة التدريب حتى نهاية كانون الثاني لحين إيجاد تسويات بين الاقليم وبغداد.
مقابل ذلك يتوقع المسؤول ان تعاد الفرقة 15 -الاسم الجديد للفرقة الثانية التي انهارت بعد سقوط الموصل، الى الموصل بعد ان تم سحبها للمشاركة بالقتال في الرمادي، لا سيما بعد إنتهاء الجزء الاكبر من معارك المدينة.
بدائل مكلفة
وفي حال استمرار الخلاف بين بغداد واربيل بشأن عملية تحرير الموصل، فان على القوات العسكرية ستكون ملزمة باللجوء الى طريق اخر لكنه قد يكون مكلفاً للغاية.
ويقول الوكاع "هناك محور بيجي – الشرقاط بدلا عن الخط القديم الذي ينطلق من مخمور ثم القيارة". لكنه يوضح "سيكون على القوات السير لمسافة 200 كم على أقل تقدير قبل الوصول الى جنوب الموصل".
وسيجعل الطريق البديل القوات المشتركة بحاجة الى عناصر اضافية للامساك بأراض شاسعة وغير ستراتيجية، الامر الذي سيعرض الجيش للانهاك.
تحرير بلا قتال!
لكن محافظ نينوى نوفل العاكوب يرجح ان يتم تحرير الموصل "بلا قتال"، نظرا لحجم الخسائر التي تعرض لها داعش في الرمادي.
ويقول العاكوب، في اتصال مع (المدى)، "لسنا بحاجة الى قوات كبيرة. داعش سيهرب بلا قتال من الموصل بعد هزيمته في الرمادي".
ويكشف العاكوب عن "وجود 3 ألوية للشرطة الاتحادية (72،37، 92) بالاضافة الى 7 آلاف شرطي محلي الى جانب 1300 مقاتل ضمن الحشد الشعبي الخاص بالموصل سينضمون الى جهود تحرير المدينة".
لكن المحافظ يشتكي من ضعف مستوى التسليح المقدم للمتدربين، لافتا الى ان "بغداد وعدت بتحقيق مطالب المقاتلين".
ترتيبات أميركية للموصل
لكن مسؤول بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل يجد ان "عملية تحرير الموصل بحاجة الى تنسيق عال بين القوات المشتركة والتحالف الدولي مع الاكراد".
ويقول رشاد كلالي، في حديثه لـ(المدى)، ان "الولايات المتحدة تعد خطة لتحرير الموصل ولن تكون بأمد قصير".
ويتوقع كلالي ان تفرض الولايات المتحدة شروطا سياسية على بغداد مقابل تسريع عملية التحرير تتضمن "الاستمرار بالشكل التوافقي للعملية السياسية وعدم استفراد جهة بالحكم في العراق".
القيادي الكردي المتواجد في مخمور اعتبر عمليات الانزال المتكررة في الحويجة والموصل بانها "طريقة لاستمكان القوات من مواقع متميزة في المدينة قبل تحريرها"، مشيرا الى ان العمليات "جعلت المسلحين غير مطمئنين الى الجهات الخلفية في المناطق التي يسيطرون عليها".
ويرى القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ان "تكتيك الانزال الجوي نجح في أكثر من بلدة في العراق، وسيعتمد بشكل أوسع في المرات المقبلة".
وقتلت القوات الاميركية قيادات من "داعش" وحررت عددا من المعتقلين في 4 عمليات انزال متفرقة جرت خلال العام الماضي ومطلع 2016 في الموصل والحويجة. وطالب مسؤولو الانبار بتنفيذ انزالات جوية مشابهة في المحافظة على غرار ماحدث في تلك المناطق.
بعشيقة وحشد الموصل
في غضون ذلك لازال التواجد العسكري التركي في معسكر بعشيقة يثير المخاوف من عرقلة عمليات تحرير الموصل. لكن العاكوب يقول ان "القيادة العسكرية لن تلتفت لذلك المعسكر وستمضي بعملية التحرير".
ويوافقه عبدالرحمن الوكاع الذي يستبعد تأثير الاتراك في بعشيقة على جهود تحرير الموصل. ويقول "المتدربون هناك لايمكنهم ان يعرقلوا تحرير الموصل. هم أقل من ان يسيطروا على قضاء واحد".
ويؤكد مجلس محافظة نينوى دعم تركيا للمعسكر، الذي اكتشف بعد إقاله النجيفي ان الاخير أنفق 4 مليارات دينار عليه.
ويرى الوكاع ان "المبلغ الذي انفق على المعسكر لايتناسب مع حجم ما موجود هناك"، مرجحا ان "تكون تركيا من دعمته بالاموال".
بالمقابل يشير إبنيان الجربا، العضو الاخر في مجلس محافظة نينوى، الى ان "المجلس لازال يحاول اقناع بغداد بضرورة ضم معسكر بعشيقة الى وزارة الدفاع وتحت إشراف الحكومة المحلية".
وكشف الجربا، في اتصاله مع (المدى)، عن "وجود حشدين في جنوب الموصل من قبائل الجبور والسبعاويين مستعدين للقتال مع القوات المشتركة لتحرير الموصل"، وأضاف "ربما الشبك ايضا سيحاولون تشكيل فصيل من أبناء الكون على غرار قوات سهل نينوى للمسيحيين المشكل للشأن ذاته".
لكن عبدالرحيم الشمري، النائب عن نينوى، يؤكد ان "تلك الاعداد ستتضاعف وربما تنقل تجربة الحشد في الانبار الى الموصل لأنها نجحت فيها".
وأشار الشمري، في حديث لـ(المدى) ان "إقرار موازنة 2016 أنهى عقدة توسيع عدد المقاتلين المحليين في الموصل".
وزادت الحكومة في موازنة العام ميزانية الحشد الشعبي الى 3 ترليونات دينار بعد ان قرار تخفيض رواتب الموظفين والمتقاعدين بنسبة 3%.
عشتارتيفي كوم- المدى/
بغداد / وائل نعمة