هل يعبد المسيحيون والمسلمون الإله نفسه؟
كريسلام،
حركة دينية جديدة تجمع بين المسيحية والإسلام
27 فبراير,2016
صدق أو لا تصدق! فهناك حركة دينية اسمها “كريسلام” انطلقت من نيجيريا في ثمانينيات القرن الماضي في محاولةٍ لتعزيز السلام بين المسيحيين والمسلمين من خلال جمع العناصر الخاصة بالإسلام والمسيحية. ويشدد أتباعها على العناصر المشتركة بين الديانتَين ويعترفون بالقرآن والإنجيل نصوصاً مقدسة.
وعلى الرغم من انتشار الحركة خارج أفريقيا إلا انها لا تزال حركة صغيرة. ويقلل أتباعها من قيمة الاختلافات الكامنة بين المسيحية والإسلام ويطلقون على أنفسهم لقب “أهل الكتاب” وأتباع “ديانة ابراهيم”. ويستندون الى طقس وحيد ألا وهو الحوار لاعتباره حسب ما يعتقدون السبيل لبناء جسور بين الديانتَين ويُعيرون من يرفض هذا المسار بالمعادي للاسلام أو المسيحية.
ويميل الكاثوليك بصورة خاصة نحو الكريسلام إذ يعتبر عدد كبير منهم ان المصالحة بين الاسلام والكاثوليك ممكنة. وهم يفتخرون بالقول اننا “نعبد جميعاً الإله نفسه” ويستشهدون بمقطع من التعليم المسيحي الكاثوليكي القائل ان المسلمين يعبدون معنا إلهاً رحوماً واحداً (٨٤١) وبأنهم يحترمون يسوع ويكرمون العذراء ويثمنون الأخلاق.
وفي حين أنه من المعلوم ان باستطاعة المسيحيين التعايش مع المسلمين، قد لا يزال الأمل ببناء برج بين الديانتَين بعيداً.
تعتبر الكنيسة ان كل الطيبة والحقيقة الموجودة في الديانات الأخرى ليست سوى تحضيراً للإنجيل وبأن يسوع هو مصدر نور البشرية لتحيا. ومن الواجب قراءة المقاطع المتعلقة بالاسلام (٨٤١) في سياق الحديث عن اللّه الذي لا يزال غير معروف. وباختصار، فإن كل الطيبة والحقيقة الموجودة في الإسلام لا تأتي من خلال اللّه إنما من من يٌنير كل البشر. ويؤكد المقطع ٨٤٥ على ان الخلاص يأتي من خلال يسوع وكنيسته المشير الى ان مصير الكنيسة ظهر جلياً من خلال سفينة نوح إذ وحده اللّه خلصها من الفيضان.
وقد يحصل أيضاً على الخلاص الأبدي من لا يعرف إنجيل المسيح بغير خطأٍ منه ولا يعرف الكنيسة إنما يحاول البحث عن اللّه بقلب طاهر فتحركه النعمة ويحاول العمل حسب ما يقتضيه ضميره.
إن اللّه الذي يصفه القرآن مختلف عن إله الإنجيل في أكثر من أمر والاختلاف جذري لدرجة انه من الخطأ اعتبارهما الإله نفسه. لكن، وعلى الرغم من ذلك، لا يزال من الممكن القول ان المسلمين يعبدون الإله الواحد طالما انهم يبحثون عنه بقلبٍ صادق ويحاولون تحقيق مشيئته حسب ما يمليه ضميرهم.
كما ومن الممكن انطلاقاً من هذا التأمل طرح أسئلة من قبيل “هل من خلاص خارج الكنيسة؟” والجواب هو ان الخلاص يأتي من المسيح ومن خلال الكنيسة التي هي جسد المسيح. وتكمن المشكلة هنا في أن السواد الأعظم من الناس يميل الى فهم العقيدة بطريقة حرفية وضيقة ولذلك، وعبر التاريخ، فسر عدد كبير من الكاثوليك ذلك معتبرين ان المنتسبين الى كنائس اخرى يذهبون مباشرةً الى الجحيم.
وقد تكون مشكلة الصياغة قد انسحبت أيضاً الى الفقرة ٨٤١ المتعلقة بعلاقة الكنيسة بالمسلمين فالتباس كبير يلف الجملة “نعبد معاً الإله الرحوم نفسه”. اعتبر عدد كبير من الكاثوليك بالتالي ان إله القرآن هو نفسه إله المسيحيين. فهل هذا صحيح أم يحتاج الكاثوليك الى تفسير أوضح؟
يُعوض عدم الوضوح المسيطر على الفقرة ٨٤١ الى حدٍّ منا في الفقرات الأخرى فهناك بعض العناصر التي تنم الى الخير والحقيقة في الاسلام إلا أنها بعيدة كل البعد عن كمال الحقيقة الذي تقدمه لنا الكنيسة. وتذكرنا الفقرة ٨٤٨ بأن لا مجال للمساواة بين المسيحية والديانات الأخرى لأنه وعلى الرغم من امكانية توجيه اللّه لمن يجهلون الإنجيل إلا ان على الكنيسة واجب وحق مقدس في تبشير الجميع. ننصح، على ضوء ما تقدم، جميع الكاثوليك بقراءة مقاطع التعليم المسيحي المتعلقة بغير المسيحيين.
Sharon Kimble
crisis magazine/ترجمة خاصة بموقع أليتيا
Lik