في أعقاب الحرب السورية تحول الحزب من منظمة لحرب العصابات إلى جيش نظامي / عاموس هرئيل[size=36]جيش الإحتلال الصهيوني وحزب الله
[/size]
في أعقاب الحرب السورية تحول الحزب من منظمة لحرب العصابات إلى جيش نظامي
عاموس هرئيل
MARCH 4, 2016
منذ ثلاث سنوات ونصف في صيف 2012، حزب الله يشارك بشكل فعال في الحرب الاهلية السورية، يدافع عن مخازن السلاح الخاصة له في الاراضي السورية ويقوم بحماية ممتلكات حيوية لنظام الاسد. وبشكل تدريجي انتقلت المنظمة اللبنانية إلى مواقع متقدمة أكثر. في كل لحظة يوجد في سوريا 5 آلاف مقاتل وهم يشكلون ربع القوة النظامية لحزب الله.
في حالات كثيرة قاد مقاتلوه الهجمات على المتمردين. وقد دفع ثمن ذلك حيث قدر جيش الإحتلال الصهيوني في بداية 2016 أن 1300 مقاتل من حزب الله قتلوا في الحرب السورية وأصيب حوالي 5 آلاف.
جهات استخبارية إسرائيلية تتساءل حول تأثير الحرب السورية على حزب الله. الحرب الشديدة والضحايا أوجدا مشكلة تآكل المنظمة التي تعرضت للانتقاد الشديد في الداخل بسبب ارسال الشبان الشيعيين من اجل الموت في سوريا، فقط لانقاذ الديكتاتور في دمشق. حزب الله يمتنع عن نشر عدد قتلاه وبعضهم تم دفنه في الليل من اجل التغطية الإعلامية.
أمين عام المنظمة، حسن نصر الله، يضطر إلى التفسير مرة تلو الاخرى بأن المعركة في سوريا حيوية من اجل انقاذ العالم الإسلامي من القاعدة وداعش وغيرهما. ويجد حزب الله صعوبة في تقديم نفسه على أنه يدافع عن لبنان، لا سيما عندما قام انتحاريون من السنة بتفجير أنفسهم في لبنان ردا على مشاركة حزب الله في الحرب السورية.
إن النار السورية، حسب رئيس الاركان السابق بني غانتس، وصلت إلى عباءة نصر الله. لكن التحول الذي أحدثه تدخل روسيا في صالح الاسد، يحمل في ثناياه مكاسب لحزب الله.
حزب الله ينتمي الآن للمعسكر المسيطر في هذه الحرب. العمل الدائم للقادة الإيرانيين وكذلك ضباط روس في الآونة الاخيرة، عمل على تحسين قدرة حزب الله الحربية، حيث راكم تجربة ذات قيمة عالية. ففي سوريا شارك حزب الله للمرة الاولى بالحرب إلى جانب طائرات وقاذفات ودبابات وقدرة استخبارية متطورة.
صحيح أنه لا توجد للمنظمة طائرات ودبابات تخصها، لكن من جميع النواحي الاخرى فان قدرتها لا تقل عن قدرات جيش بمستوى متوسط. فهي لديها 45 ألف مقاتل منهم حوالي 21 ألف نظاميين وأكثر من 100 ألف صاروخ منها بضعة آلاف بمدى متوسط وبعيد ومستوى دقتها في تحسن مستمر. من خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الهيئة العمومية للامم المتحدة في تشرين الاول تبين أن حزب الله نجح في تهريب وسائل قتالية متطورة من سوريا إلى لبنان تشمل صواريخ ارض ـ ارض دقيقة وصواريخ مضادة للطائرات من طراز اس.إي 22 وصواريخ شاطئ ـ بحر من طراز يحونت. إن السلاح النوعي اضافة إلى التجربة التي اكتسبها في سوريا منحت حزب الله قدرة استقلالية في مجالات حيوية مثل حرب القوات الخاصة واستخدام الطائرات بدون طيار، بما في ذلك الطائرات الهجومية.
في منتصف التسعينيات وفي الوقت الذي تصاعدت فيه الحرب في الشريط الامني في جنوب لبنان، كان رئيس الاركان امنون لبكين شاحك هو الذي قال إنه يجب التعاون مع حزب الله كمنظمة لحرب العصابات وليس كمنظمة مخربين أو خلايا إرهابية. على خلفية الحرب السورية يهيء جيش الإحتلال الصهيوني نفسه على اعتبار أن الخصم اللبناني تحول إلى جيش بكل معنى الكلمة. في مقال نشر قبل عامين في مجلة الجيش «معرخوت» وضع ضابط في الاستخبارات العسكرية نوايا حزب الله المحتملة في الحرب القادمة ضد إسرائيل: هجوم مفاجيء على طول الحدود ستحاول فيه قوات خاصة تابعة للمنظمة السيطرة على مستوطنة أو معسكر صغير من اجل فتح المواجهة مع انجاز معنوي ستجد إسرائيل صعوبة في تجاوزه. هذا هو المغزى الحقيقي لتهديدات نصر الله حول «احتلال الجليل»، كما قال الضابط.
ومنذ ذلك الحين اتضحت الامور قليلا. اليوم يمكن القول إن المنظمة تطمح إلى الحصول على قدرة للهجوم على عدة مناطق ومعسكرات على طول الحدود عند اندلاع الحرب. هذه الخطة إذا نجحت ستُمكنه من التشويش على تحرك جيش الإحتلال الصهيوني في الحدود وتُصعب على تجنيد الاحتياط. خط الحدود مع لبنان يمر في مناطق حرجية معقدة. الطوبوغرافيا تمنح المهاجم افضلية المفاجأة، الامر الذي يلغي الحاجة إلى حفر الانفاق الهجومية.
لقد كُتب أكثر من مرة أن حزب الله غير معني الآن بالحرب لأن رأس نصر الله غارق في مكان آخر، في سوريا. ولكن في ظل تقديرات الاستخبارات العسكرية عن انخفاض احتمالات الحرب، تم طرح تقديرات عن اندلاع الحرب نتيجة عدم وجود الاتصالات إلى المستوى المتوسط. الجيش مهيأ بشكل مماثل ـ مختبرات هندسية على طول الحدود تهدف إلى منع دخول قوات هجومية وتعزيز الغطاء الاستخباري لنشاط حزب الله وكذلك المناورات والتدريبات.
في جميع الاحوال هناك حاجة إلى تنسيق التوقعات بين الجيش الإسرائيلي والجمهور. ما يسميه الضباط ـ كل حرب اخرى في الشمال ستتسبب بقتلى كثيرين في جيش الإحتلال الصهيوني وأن الصواريخ التي سيطلقها حزب الله على مناطق الحدود تتطلب اخلاءً جزئيا للسكان وأن اصابة الصواريخ في مركز البلاد ستكون أصعب كثيرا من الحروب السابقة في لبنان وغزة ـ من المشكوك فيه أن المواطن العادي قد استوعب ذلك بعد.
اذا اندلعت الحرب ستضطر إسرائيل إلى استخدام قوة غير مسبوقة في لبنان. لن يكفي القصف الكثيف من الجو. سيحتاج جيش الإحتلال الصهيوني إلى الدخول البري من اجل تدفيع حزب الله الثمن. وفي نفس الوقت، تحت ضغط الجمهور الشديد، ستفحص الحكومة امكانية قصف البنى التحتية المدنية في لبنان في محاولة لوقف اطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية في أسرع وقت ممكن. في الشمال يوجد تحدٍ غير مسبوق للجيش الإسرائيلي ـ وهذا سبب آخر بالنسبة لإسرائيل للحفاظ على الوضع الراهن مع حزب الله وابعاد الحرب القادمة قدر الامكان.
هآرتس 4/3/2016
عاموس هرئيل