سواها ، حلوة أطرى وهات زجاجة أخرى
وثالثة واربعة وأنت بعادتي أدرى
***
لسؤول ملاييني أعدوا السهرة الكبرى
لأمّي ـ للحم الناس من كل المدى ـ أقرى
مزاج السيّد البرميل ضار ، يعشق الأضرى
فهاتوا الأغنج الأقوى وهاتوا العانس الشعرى
وهاتوا الأرشق الطولى وهاتوا الأسمن الصغرى
لأن حقائب السلطان من حلواتنا أغرى
ومن أجسادنا أملى فمن بجلودنا أخرى ؟
***
لأنّ بلاده جربى بدون إرادة ، أثرى
فأمسى الوحش ، في (المبغى) وفي المذياع ، ما أبرى
***
وكانت تلبس اللحظات نهرا طائرا المجرى
وكان اللّيل يستلقي كسقف الحانة السهرى
وكانت غرفتي العطشى بأظفار الأسى شجرا
كعصفور بلا لون يجيء الحلم والذكرى
كأشلاء من الأحجار تكبر ، ترتدي تعرى
كشرطين يقتسمان فخذ أجيرة سكرى
وكان السوق سيّافا حصانا ، من حلى كسرى
وبحرا ، يمتطي مهرا ومهرا ، يمتطي الصحرا
وللأبواب أنفاس كسجن ، يطبخ الأسرى
وكانت أنجم تدنو تواسي الحانة الحسرى
***
وشاب الليل ، والسلطان في بوابة المسرى
يغوص بعمق رجليه من اليمنى ، إلى اليسرى
ومن كبش ، إلى شاة ومن أهنا ، إلى أسّرا
لها ترتجيه (القدس) يرفع بيرق البشرى
من ذا هنا يقتلني ؟ ماذا هنا أقتله ؟
لا شيء غير ميت وميت يحمله
***
الوقثت لا يمضي ولا يأتي خوت أرجله
أقدامه رؤوسه رؤوسه أسفله
أمامه وراءه … آخره أوّله
لا ينهي لغاية لأنّ لا بدء له
***
ماذا أقول يا هنا ؟ وما الذي أعمله ؟
ماذا ؟ ومثلي ميت هذا الذي أسأله
الشاعر اليمني عبد اللة البردوني