بكائية على جسر العودة / د. لطفي الياسيني
——————————————————————
يا جسر عودتنا اتوق…. اليك من بعد السفر
من يوم هجرتنا الوب.. يلوك اضلاعي الضجر
التاع في هذا الوجود…. اعيش عمري في خطر
وانام ملء جوانحي……… مأساة تاريخي الأمرّ
( ميدوزا) ما عادت ولا ( هيرا) و( دفني) لا أثر
(سقراط) راوده العياء……. تناول السمَّ انتحر
و(ابولو) من فرط الهوى امسى فما نال الوطر
و(بوسيدون) بلا مُنى…ولّى و(ايزيس) انشطر
والجسر يبكي عابريه …. فلا رسالة … او خبر
يا جسر عودتنا تجمّد … دمع عيني…كالحجر
لا الدمع يشفي ما أعاني….كاد قلبي ..ينفطر
من كثرة الأحزان عندي صرت جلمودا…صخر
رفقا بقلبي يا زمان ………..فان قلبي ينصهر
وأبي هناك على الموائد ……..كالضمير المستتر
وعروس قريتنا هنا…………فوق الهوادج تنتظر
ملت ملابسها وشاخ الرأس ……صارت تحتضر
مسكينة أرضي غدت ….تحت الحصار مع التتر
يا لائمي في بلوتي…. هل عشت مثلي في القفر
أم أنت مثل سحابة تأتي … …….ويتبعها المطر
قلي بربك هل غفوت على الحصاة…… أو الجمر
مثلي وهل واكبت ..مأساة الأسير …..مع القدر
شتّان ما بيني وبينك ………أنت من أهل الدُّرر
أمّا أنا…… يا حسرتي ….أصلي فقيرٌ …..مندثر
ما لي سوى نعشي هنا…..وتراب أرضي والشَّجر
أبكي وما جدوى بكائي؟؟!…. آل دمعي.. ينهمر
حريتي مفقودة………وكرامتي صارت ….هذر
أنا لست أملك ما أريد …..من السعادة للبشر!!
يا قريتي…… إنّي يئستُ ….فشيِّعيني…..للقبر
كيلا أرى هذا الجراد…… بأمّ عيني…….ينتشر
أنا زائر عبر الحياة……..زيارتي ……….لا تُعْتبر
فخذي بطاقة رحلتي ……..ما عاد يطربني الوتر
وربابتي خرست فما……..عادت تشاركني السمر
أنا لست إلاّ طائراً…… شلّوا الجناح……..وافتقر
فنُّ العلوِّ إلى العنان……..طوال عمري في الأسر
اشكو همومي للسَّواقي ……للبحار ……وللنهر
كنزي غنائي في الصباح…… وفي الأصيل المنتحر
وفجر عمري للزَّوال…….. يحثُّ خطوي…للقبر
لا فِلْسَ في جيبي سوى…… قلمي وأوراق الشعر
عشرات مجموعات شعر ……..لي تخلِّدني الدهر
إنّي أتوق الى الإياب ……….لمسقط الرأس الِبِكر
تلك المشاهد راسخات….. في النُّهى منذ الصِّغر
فيها درجتُ على الملاعب…. مع أُصَيْحابي الكُثُر
واليومَ لا مأوى ولا ……….. أكْلٌ ولا قطْرُ المطر
أقضي سُويْعاتي هنا…..وحدي بشطحات الفِكَر
يا هاضماً حقي لو انَّك…. في مكاني …تستجِر
لكن قلبك لا يرقُّ….. علامَ تبقى….. في الخدر
انظر بعينيك اللَّتيْن…. تُحَدِّقا..بي …….كالشَّرر
أطلقْ سراحي يا عدوي…… حان لي فعل الأمر
انا ما سلبتك لذَّةَ النوم القرير……. على السُّرُر
ما انت الا زائل …….حان الرحيل……ستندثر
اما انا فالأرض لي ……… لاحت تباشيرُ النصر