يوم العمال العالمي.. الدم الذي صنع عيدا
[size=32]ملايين المؤسسات ومئات الملايين من العمال لا يعتبرونه يوم عيد وإجازة، إنما هو مناسبة للإضراب والاحتجاج على الظروف والأحكام المجحفة بحقهم.[/size]
أبو ظبي – عبدو حليمة:بعنوانه العريض هو عيد للعمال، ولكن في مراجعة بسيطة إلى تاريخ إقرار هذا العيد كمناسبة عالمية، نجد أن دماء العشرات من العمال الذين قتلوا في حركة الثمان ساعات الشهيرة في ولاية شيكاغو الأمريكية عام 1886 كانت السبب الرئيسي فيما بعد لإقرار يوم خاص للعمال.
وكأن في ذلك ترضية مغمسة بالدماء. إلّا أن ملايين المؤسسات ومئات الملايين من العمال لايعتبرونه يوم عيد وإجازة، إنما هو مناسبة للإضراب والاحتجاج على الظروف والأحكام المجحفة بحقهم.
بدأت فكرة “يوم العمال” في أستراليا، عام 1856. ومع انتشار الفكرة في جميع أنحاء العالم، تم اختيار الأول من مايو ليصبح يوما لإحياء ذكرى الاشخاص المشتركين في قضية “هايماركت” التي وقعت نتيجة للإضراب العام في كل من شيكاغو وإلينوي- حيث شارك فيها عموم العمال، والحرفيين والتجار والمهاجرين.
حيث فتحت الشرطة النار على أربعة من المضربين فتم قتلهم في شركة “ماكورميك” للحصاد الزراعي، وتجمع حشد كبير من الناس في اليوم التالي في ساحة هايماركت.
وظل الحدث سلمياً إلى أن تدخلت الشرطة لفض الاحتشاد، فألقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطة، وأدى انفجار القنبلة وتدخل شرطة مكافحة الشغب إلى وفاة ما لا يقل عن اثني عشر شخصاً بينهم سبعة من رجال الشرطة، وتلا ذلك محاكمة مثيرة للجدل، حيث تمت محاكمة ثمانية من المدعى عليهم بسبب معتقداتهم السياسية، وليس بالضرورة عن أي تورط في التفجير.
وقد أدت المحاكمة في نهاية المطاف إلى إعدام عام لسبعة من المضربين.
حادث “هايماركت” أدّى إلى غضب الناس في أرجاء العالم. وظلت ذكرى “شهداء هايماركت” في الذاكرة ضمن العديد من الإجراءات والمظاهرات الخاصة في الأول من مايو.
في عام 1889، أعلن مؤتمر الأحزاب الاشتراكية العالمية الذي عُقد في باريس تأييده لمطالب حركة العمال في الولايات المتحدة الأمريكية التي نادت بتحديد وقت العمل بثمان ساعات فقط. واختار المؤتمر أول مايو 1890 لتنظيم مظاهرات تأييداً لهذا القرار. ومنذ ذلك التاريخ أصبح الأول من مايو إجازة باسم عيد العمال في كثير من دول العالم.
وتقوم الحكومات ومنظمات العمل بتنظيم استعراضات وإلقاء خطب وأنماط احتفالية أخرى فيه تكريماً للفئات العاملة. ولهذا اليوم أهمية خاصة في الدول الاشتراكية والشيوعية.
وعلى الرغم من أن عيد العمال هو ذكرى لحادث وقع في الولايات المتحدة، فإن الكونغرس خصص الأول من مايو كيوم للوفاء عام 1958.
ونظراً للتقدير الذي حظي به هذا اليوم من قبل الاتحاد السوفييتي، فإن الاحتفال بعيد العمال في أمريكا يصادف أول يوم اثنين من شهر أيلول/سبتمبر.
وتأخذ الاحتفالات أشكال النزهات، وحفلات الشواء، وعروض الألعاب النارية، والرياضات المائية، والفعاليات الفنية العامة.