تنظيم «الدولة» يعرقل تقدم القوات العراقية في جنوب الفلوجة
علاوي ينتقد الحملة العسكرية ويقول إن مآلها الفشل
Jun 01, 2016
الفلوجة ـ بغداد ـ عواصم «القدس العربي» ووكالات: بدا أمس أن عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» المدافعين عن الفلوجة نجحوا في وقف تقدم القوات العراقية الساعية إلى السيطرة على المدينة. وأقر ضباط عراقيون بأن أولئك «قاتلوا بشراسة أثناء الليل لصد حملة الجيش على حي الشهداء في جنوب شرق المدينة وتعرضت قواتنا لكثافة نارية كبيرة».
كما قال متحدث باسم «الحشد العشائري» إن تنظيم «الدولة» غمر أراضي في مناطق في جنوب الفلوجة بالمياه من أجل منع تقدم القوات العراقية فقام بإطلاق مياه الآبار والمشاريع الزراعية نحو منطقة البوسواري، الواقعة بين جسر التفاحة وأماكن القطعات العسكرية وأطراف مدينة الشهداء جنوب الفلوجة، لإغراق المنطقة ومنع تقدم القطعات العسكرية والعجلات والمدرعات».
وعلى الصعيد السياسي رأى إياد علاوي نائب رئيس الجمهورية العراقية، رئيس الوزراء الأسبق أن معركة تحرير الفلوجة «تحمل، بالطريقة التي تدار بها، بذور فشلها». وأبدى خوفه من «النتائج التي ستسفر عنها والتي ستشكل خطراً كبيراً على العراق».
واعتبر في لقاء مع «القدس العربي» خلال زيارته للبنان، أن هناك «إدارة خاطئة لمعركة الفلوجة، إذ أن توجّه حيدر العبادي، رئيس الوزراء والقائد الأعلى للقوات المسلحة، يقتصر على الجهد العسكري فقط، من دون السياسي».
وترافق كل هذا مع تصاعد القلق العميق من «كارثة إنسانية» في المدينة في ظل عدم قدرة السكان (أكثر من 50 ألف مدني) على الهرب من أتون الحرب بين الطرفين، في أحوال تفتقر للموارد المائية والغذائية الكافية والرعاية الطبية. ويذكر أنه لا توجد منظمات إغاثة دولية في المدينة ولكنها تقدم المساعدة لمن يتمكن من الخروج منها والوصول إلى مخيمات النازحين.
وأوردت الأنباء أيضا أن غارات الطيران العراقي وطيران التحالف قتلت عدداً من كبار قادة «الدولة» في قضاء القائم، غربي محافظة الأنبار، إضافة إلى إحراق كميات كبيرة من أمواله. وذكر بيان عسكريّ أن أبرز عناصر التنظيم الذين أصيبوا في العملية هم «وزير الحرب في التنظيم، ووالي ولاية الفرات سابقا، ومسؤول الأمن واﻻستخبارات العام، وأحد أهم مساعدي أبو بكر البغدادي» زعيم تنظيم الدولة.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الصناعة والمعادن العراقية إبرامها مذكرة تفاهم مع إيران لإنشاء خطوط إنتاج في الصناعة الحربية العراقية. وقال بيان للوزارة إن «مذكرة تفاهم تم توقيعها بين وفدين من الصناعات الحربية في البلدين لإيجاد آليات مناسبة للتعاون المشترك في هذا المجال».
وعبر المراقبون العسكريون في العاصمة العراقية عن خشيتهم من أن يكون التعاون العسكري في مجال الصناعات العسكرية بين البلدين بابا جديدا لزيادة نفوذ إيران على الشأن العسكري العراقي، خاصة مع وجود علاقات متميزة بين «التحالف الوطني» الشيعي الحاكم وإيران، ومع وجود العشرات من الميليشيات العسكرية الصديقة لإيران، ومئات المستشارين الإيرانيين في «الحشد الشعبي»، مما سيزيد من التوتر الأمني والطائفي الذي ابتلي به العراق منذ عام 2003. (تفاصيل ص 2 و3)