المالكي يستحضر “بعبع” صدام لتخويف معارضة النفوذ الإيراني بالعراق
الاعتراف الأمريكي الخجول بالفظائع التي ارتكبتها مليشيات الحشد الشعبي في الفلوجة، جاء بالتزامن مع التأكيدات العراقية الرسمية لمشاركة قاسم سليماني، في الحملة العسكريّة المدينة.
بغداد - إرم نيوز:جاء الاعتراف الأمريكي الخجول بالفظائع التي ارتكبتها مليشيات الحشد الشعبي في الفلوجة، بالتزامن مع التأكيدات العراقية الرسمية لمشاركة قائد فيلق القدس الإيراني في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في الحملة العسكريّة المفتوحة على مدينة الفلوجة، كمستشار عسكري لدى الحكومة العراقية.
كما تزامن الاعترافان بتزايد الاحتكاكات داخل المنظومة الشيعية العراقية، وسط اتهامات وتهديدات متبادلة غير مسبوقة.
اعتراف أميركي خجول
وفي التفاصيل، التي دققت المصادر المتابعة في قراءة ما بين سطورها، فقد حاول مبعوث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما للتحالف الدولي ضد داعش التقليل من أهمية التقارير التي تحدثت عن انتهاكات وفظائع ارتكبها عناصر بقوات الحشد الشعبي في الفلوجة، خلال العمليات التي تقوم بها القوات العراقية والميليشيات الشيعية لاستعادة المدينة. قائلا إنها “انتهاكات فردية ارتكبها متطوعون في الحشد وجرت مراجعتها مع الحكومة العراقية”.
الحرس الثوري يقود
ومقابل هذا الموقف الأمريكي المتردد توالت التأكيدات العراقية الحكومية للدور الإيراني في قيادة المليشيات والإشراف على عملياتها.
وكان التأكيد الأوضح قد صدر قبل أيام عن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري الذي قال إن قاسم سليماني يعمل في العراق مستشارا عسكريا بعلم الحكومة العراقية. حيث تشير المصادر هنا إلى أن أقوال الجعفري التي جاءت في هذا الوقت الحسّاس، كانت بمثابة رسالة مقصودة الوصول إلى الجهات الداخليّة والخارجيّة، مفادها أنّ الأمر والنهي في العراق هو لإيران.
وتعتقد المصادر أن الاعتراف الأمريكي” المخفف “بجرائم المليشيات التي يقودها سليماني وتأكيدات الحكومة العراقية لدور سليماني يبرر معاودة طرح التساؤل عن حجم التنسيق والتعاون الإيراني الأمريكي على أرض العراق والّذي لم ينقطع منذ شهر مارس 2003.
وتربط المصادر هنا الاستقواء الذي تمارسه بعض أطراف المنظومة الشيعية بالدور الإيراني، على اطراف أخرى أقل حظوة بالرضى الإيراني وما تشهده الساحة الشيعية من تصعيد متبادل.
الحرس الجمهوري وبعبع صدام
وفي حين واصل مناصرو مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الضغط على مقرات الأحزاب التي وصفها بالفاسدة، استحضر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والذي أصبح قائد إحدى المليشيات التي تديرها إيران، ما يرضي طهران من تعبيرات، حين شبه ما تعرضت له مكاتب ومقرات الأحزاب السياسية الموالية لطهران، على أيدي أنصار الصدر في بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب، بما كان يقوم به الحرس الجمهوري وفدائيو صدام إبان الحقبة البعثية.
واستذكرت المصادر هنا الموقف القديم المتجدد للصدر من المالكي الذي كان قد وصفه بـ”الديكتاتور” و”الطاغية” المتسلط “باسم الشيعة والتشيّع”.
كما تحدث الصدر في حينه عن الدور الإيراني في العراق الذي قال “إنه محكوم بثلة جاءت من خارج الحدود، وتمسكت بالكرسي باسم الشيعة والتشيع” على حد قوله.
ولاحظت المصادر أن المالكي المتهم صدرياً بالولاء المطلق لإيران، حاول الرد بالمثل قائلا “إن الاعتداء على مكاتب حزب الدعوة الاسلامية الذي تصدى للنظام البعثي يشكل خطوة جديدة لإثارة الفوضى والاضطراب استغلالا لعنوان الإصلاح وخدمة لأجندات خارجية بالتزامن مع ما وصفه بتصدي الحشد الشعب لتنظيم داعش” دون أن يوضح ماهية هذه الأجندات الخارجية.
وفي ضوء هذه الشبكة من التعقيدات التي يمر بها المشهد العراقي على وقع معارك الفلوجة وتداعياتها، والاحتكاكات المتصاعدة داخل المنظومة الشيعية نفسها، تعتقد المصادر أن التحكم الإيراني بالمشهد العراقي الداخلي سيظل ممكنا طالما أن الموقف الأميركي من هذا التدخل على حاله الموصوف بتمنع الراغب المتردد باستمرار الوجود الإيراني في العراق.