إيران تؤكد إعدام «لجنة الموت» لآلاف من سجناء «مجاهدي خلق» في 1988 بأمر من خميني
محمد المذحجي
Aug 20, 2016
لندن ـ «القدس العربي»: رداً على تسريب تسجيل صوتي للنائب السابق لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيراني، حسين علي منتظري الذي تم عزله بسبب معارضته القوية لتغيير حكم السجن لأعضاء منظمة مجاهدي خلق إلى الإعدام وتنفيذه من قبل «لجنة الموت» في الجمهورية الإسلامية، صرح ولأول مرة عضو هيئة الرئاسة لمجلس خبراء القيادة الإيراني وعضو جمعية مدرسي حوزة قُم الشيعية وإمام جمعة طهران، أحمد خاتمي، أنه تم إعدام سجناء منظمة مجاهدي خلق خلال صيف 1988 بتهمة «محاربة الله ورسوله» وعلى أساس الأمر الذي أصدره مؤسس الثورة، روح الله خميني.
ووفقاً لوكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، أكد أحمد خاتمي أن إعدام الآلاف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق في صيف 1988 الذين حكمت عليهم محكمة الثورة الإيرانية بالسجن خلال السنوات الأولى بعد انتصار ثورة 1979، تم على أساس الأمر الذي أصدره مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيراني، ووصف خطوة روح الله خميني بأنها تطبيق لأحكام القرآن والفقه الإسلامي وعمل ثوري خدم الإسلام والشعب الإيراني.
وقال إن أعضاء منظمة مجاهدي خلق في السجون الإيرانية، كانوا يؤيدون آلاف الاغتيالات التي نفذتها المنظمة ومشاركتها في حرب الـ8 سنوات ضد البلاد ولصالح العراق، وإن روح الله خميني أصدر أمراً بإعدام السجناء الذين لا يزال كانوا يؤيدون فكرة المنظمة، بالإشارة إلى السياسة التي اعتمتدها الجمهورية الإسلامية لإقصاء منظمة مجاهدي خلق التي لعبت دوراً أساسياً في انتصار ثورة 1979 ورئيس المنظمة كان مرشحاً لأول انتخابات رئاسية بعد الثورة. وأوضح أن نية هؤلاء السجناء المعدومين كانت على أساس محاربة النظام الإسلامي والشعب الإيراني، فنظراً لنيتهم كان من الواجب إعدامهم، وهو ما فعله مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال حكمته العالية وبُعد نظره.
وأكد خطيب جمعة طهران أن أمريكا والسعودية تحاولان إحياء منظمة مجاهدي خلق واصفاً إيها بالإرهابية، واستخدامها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن عليهما أن يدركا أن هذه الجثة تحتضر تماماً ولا يمكن إحياؤها.
وزعم «قد أبرم بينها وبين نظام آل سعود السفاك صفقة تعاون بالمليارات، ونتيجتها أنهم لابد أن يتجسسوا لصالح هذا النظام ليحصلوا على المال».
ولفت إلى ممارسات منظمة مجاهدي خلق قائلاً إن ما نسمع هذه الأيام عن «داعش»، انما هو الجيل الثاني والثالث، لأن هذه الممارسات كانت ترتكبها منظمة «مجاهدي خلق» في عامي 80 و81 في إيران.
واتهم عضو هيئة الرئاسة لمجلس خبراء القيادة الإيراني منظمة مجاهدي خلق بأنها تحارب جنباً إلى جنب مع «تنظيم الدولة» الإرهابي، وأن أعضاءها تحولوا إلى عملاء الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، وأنهم يحاربون إلى جنب الإرهابيين في سوريا و العراق ويقتلون المسلمين، على حد زعمه، مشدداً على أن منظمة مجاهدي خلق تحمل صفة المحارب والمتمرد.
وأثار نشر نجل نائب مؤسس الثورة الإيراني المعزول، أحمد منتظري، تسجيلا صوتيا للقاء «لجنة الموت» في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع حسين علي منتظري، ضجة واسعة في الأوساط الإيرانية، إذ كان يشرح أعضاء «لجنة الموت» له دليل إدانة، وإعدام آلاف من سجناء منظمة مجاهدي خلق في عام 1988.
وردا عليهم قال منتظري إنه لا يجوز لا شرعياً ولا أخلاقياً ولا إنسانياً قتل أولئك الذين حكمت عليهم المحكمة بالسجن سابقاً، نظراً لنياتهم، وإنهم لم يرتكبوا جرماً جديداً وإنهم يقبعون في السجن.
وأكد أعضاء «لجنة الموت» لمنتطري حينها أنه يجب إعدام هؤلاء السجناء لأنهم لا يزال يؤيدون منظمة مجاهدي خلق.
وكان أهم أعضاء «لجنة الموت» في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مصطفى بور محمدي وهو الآن يشغل منصب وزير العدل في حكومة حسن روحاني، وإبراهيم رئيسي وهو ممثل الولي الفقيه، ورئيس منظمة إدارة ضريح الإمام الـ8 للشيعة في مدينة مشهد شمال شرقي إيران حالياً، وحسين علي نيري، نائب رئيس المحكمة العليا الإيراني.
وتجدر الإشارة إلى أن تقارير الأمم المتحدة أكدت حينها إعدام إيران لما لا يقل عن 3600 شخصاً من سجناء منظمة مجاهدي خلق في سجون مدينة طهران، ومشفت تسريبات أمنية أخرى في عام 1999 أن «لجنة الموت» في الجمهورية الإسلامية أعدمت 30410 من اعضاء مجاهدي خلق في جميع أنحاء إيران، فضلاً على إعدام 3500 من سجناء الأحزاب اليسارية الذين كانوا يقبعون في السجون منذ السنوات الأولى لانتصار ثورة 1979.