هل يمنح “داعش الشيعي” رئاسة إيران للجنرال قاسم سليماني؟
كان لسليماني هذا العام الكثير من المواقف والآراء في القضايا غير العسكرية مثل امتداحه في فبراير الماضي لحكمة المتحدث البرلماني، وذلك قبيل إعادة تشكيل المجلس في انتخابات جديدة.
المصدر: رانيا رفاعي - إرم نيوز:تزايدت التكهنات حول نية الجنرال الإيراني المثير للجدل قاسم سليماني الترشح للرئاسة الإيرانية في الانتخابات المرتقبة في البلاد خلال أقل من عام.
وازدادت شعبية سليماني بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة في بلاده، بدفع من الماكينة الإعلامية الإيرانية التي روجت له باعتباره بطلاً لا يشق له غبار، بعد أداء الميليشيات التابعة له في العراق وسوريا رغم أنها في نظر كثيرين جماعات طائفية ارتكبت فظائع بحق آلاف المدنيين بحسب مهدي خزعلي نجل أحد زعماء التيار الإيراني المتشدد، والعضو السابق في مجلس صيانة الدستور الإيراني.
ووصف الخزعلي فيلق القدس التابع لسليماني بأنه “داعش الشيعي”، معتبرا أن سوء إدارته أدى إلى ظهور تنظيم داعش.
ورغم ذلك فقد أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا أن سليماني من بين أكثر الشخصيات التي تحظى بثقة الإيرانيين حاليا.
ويسعى الجناح المتشدد في النظام الإيراني للتوافق على مرشح، للإطاحة بالرئيس المحسوب على التيار المعتدل حسن روحاني قبيل الانتخابات التي لم يبق لها سوى ثمانية شهور فقط.
وعلى الرغم من أن مستشار الرئيس الإيراني حسام الدين أشنا حث على عدم الزج بسليماني في اللغط السياسي، إلا أن المحلل الإصلاحي صادق زيباكالام يرى أن سليماني أحد أهم الوجوه التي يمكنها الوقوف أمام الرئيس الحالي روحاني بجدية بحسب ما ذكرت وكالة بلومبيرغ الأميريكية.
ومن المرجح أن يفوز روحاني بولاية رئاسية ثانية في مايو المقبل بعدما نجح في ولايته الأولى في إنهاء العزلة المفروضة على إيران سياسيا واقتصاديا، وذلك وفقا لتوقعات سوزان مالوني الأستاذة بمعهد بروكينجز واشنطن.
لكن مالوني ترى أن ثمة انقساما واضحا في النظام الإيراني، مشيرة إلى أن أحد الأسباب التي أشعلت هذا الانقسام هو تأخر ظهور المكافآت الاقتصادية الموعودة من الاتفاقية النووية التي أبرمت العام الماضي. كما أن المتشددين داخل النظام يلقون باللائمة على الرئيس في تقديم الكثير من التنازلات للغرب.
ومني المتشددون في النظام بخيبة أمل بعدما تلطخت سمعة منافس محتمل لروحاني، عمدة طهران، محمد باقر كاليباف، الذي حصد أكبر عدد من الأصوات بعد روحاني في الانتخابات الماضية في العام 2013، لكنه واجه بعض الاتهامات مؤخرا بالحصول على ممتلكات بأسعار خاصة ومخفضة من أعضاء مجلس المدينة.
ووفقا لاستطلاع رأي أجراه في إيران مؤخرا معهد الدراسات العالمية والأمنية التابع لجامعة مريلاند، فإن سليماني يحظى بـ 86% من تفضيلات الإيرانيين، مع الأخذ في الاعتبار أن أكثر من نصفهم قالوا عنه إنه مرشح “مفضل جدا”. بينما لم يحصل روحاني سوى على 38% فقط من تفضيلات الإيرانيين في هذا الاستطلاع.
ونفد الكتاب الذي ألفه سليماني من خطبه وذكرياته على مدى 20 عاما كاملة، من المكتبات بعد أسبوع واحد فقط من صدوره.
وكان لسليماني هذا العام الكثير من المواقف والآراء في القضايا غير العسكرية مثل امتداحه في فبراير الماضي لحكمة المتحدث البرلماني، وذلك قبيل إعادة تشكيل المجلس في انتخابات جديدة.
و بعدها بأربعة شهور وجه تصريحا معاديا للبحرين في أعقاب سحبها الجنسية من رجل الدين الشيعي عيسى قاسم.
وفي تعليق له مؤخرا على التكهنات بشأن ترشحه للرئاسة، رد الجنرال الغامض بتصريح موارب يترك الباب مفتوحا أمام كل الاحتمالات قائلا: “أنا جندي للولاية (ولاية الفقيه) ولدي نظام الجمهورية الإسلامية، ولدي الأمة الباسلة التي هي عندي أغلى من حياتي الشخصية”.
وتابع: “إن شاء الله سأظل جنديا حتى الموت”.
وسيظل باب الترشح مفتوحا حتى قبل إجراء الانتخابات بشهر واحد، لاسيما أن المرشحين يجب أن يعاينهم أولا مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المتشددون.