بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الشاعر الجزائري الكبير المجاهد صالح خباشة في ذمة الله شبكة ا
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الشاعر الجزائري الكبير المجاهد صالح خباشة في ذمة الله
شبكة البصرة ا.د. عبد الكاظم العبودي نعى الشعراء الجزائريون الإخوة سليمان جوادي وعز الدين ميهوبي والأسرة الأدبية الثقافية في عموم الجزائر والوطن العربي صباح اليوم 18/9/2016 الشاعر الجزائري الكبير... صاحب ديوان الروابي الحمر صالح خبَّاشة. وبفقده عن عمر 86 عاما تودع الجزائر شاعرا ومجاهدا ومثقفا كبيرا قدم إسهاماته للثقافة العربية وللشعر العربي على مدى عقود طويلة، وكان بمصاف الرواد الكبار للشعر الجزائري من أمثال مفدى زكرياء ومحمد العيد آل خليفة وأبو القاسم خمار ومحمد الصالح باوية. عرفته عن قرب منذ التسعينيات من القرن الماضي بعد شروعي بجمع قصائد الشعر الجزائري حول العراق، فاكتشفت فيه من العراقية والحميمية البغدادية ما لم أجده بكثير من العراقيين. كان فخورا جدا انه خريج كلية الآداب بجامعة بغداد 1961، تلك الجامعة رحبت به ضمن بعثة طلابية جزائرية وصلت إلى 120 طالبا، بمختلف التخصصات العلمية والأدبية، والى جانبهم (وصل 40 طالب جزائري تخرجوا من الكلية العسكرية العراقية برتبة ملازم ثان، إضافة إلى 27 طالب آخر التحقوا بكلية القوة الجوية العراقية، تخرج منهم 5 من أمهر الطيارين الجزائريين، ومنهم التحقوا بأسراب القوة الجوية العراقية، انتظارا لعودتهم إلى أرض الجزائر المستقلة). شهدت تلك الفترة التي قضاها الراحل صلاح خباشة في العراق أياما حافلة بالمجد والفخر عندما كانت بغداد والعراق بأجمعه ساحة تظاهر ونصرة وتضامن سخي وبلا حدود مع الثورة الجزائرية. كانت إذاعة بغداد تخصص برنامجا يوميا خاصا بالثورة الجزائرية بعنوان "كلمة الجزائر"، تطور إلى إذاعة لاحقا تبث برامجها باسم "صوت الجزائر" بإشراف مكتب الاستعلامات للحكومة الجزائرية المؤقتة في العراق، وكان صوت صالح خباشة متميزا في الإعداد والخطاب والإلقاء الحماسي دعما للثورة والتعريف بالقضية الجزائرية. التحق المرحوم صالح خباشة حال انتهاء دراسته ببغداد بمؤسسات الثورة الجزائرية في تونس، حيث شارك في تثقيف شباب جبهة التحرير الوطني، كما عمل أستاذاً بعدها في المرحلة الثانوية ومعاهد تكوين المعلمين، ومنها معهد دار المعلمين في بوزريعة، وساهم في تكوين أساتذة المرحلة الإعدادية منذ 1967 إلى أن تقاعد 1991. ومن دواوينه الشعرية: الروابي الحمر 1971، إضافة إلى عشرات القصائد المنشورة التي لم يتسن للشاعر جمعها في ديوان واحد. في تلك المرحلة كان هناك جيل كامل من الشعراء والمبدعين بدار المعلمين والذين ذاع صيتهم في ما بعد، من بينهم الشاعر المرحوم جمال ألطاهري (شارك في ديوان أم المعارك بقصيدة "أحرار إنا نعرفكم" ص 71 وقصيدة "من بغداد إلى بوش" ص 74)، والشاعر سليمان جوادي (له العديد من الدواوين الشعرية، شارك بمهرجان المربد وزار مع وفد ثقافي جزائري هام بغداد، واستقبلهم الرئيس الراحل صدام حسين)، والقاص محمد الصالح حرز الله (روائي وإعلامي كتب كثيرا وساهم في نصرة العراق)، والشاعر محمود بن مريومة (شارك في ديوان أم المعارك بقصيدة " رسالة إلى مهرة عراقية" ص 298)، والناقد عثمان بيدي وغيرهم كثيرون. شارك الراحل صالح خباشة في الكثير من المنتديات الأدبية والثقافية والتربوية وزار بغداد غير مرة، وألقى قصائده في مهرجانات الشعر العربي. كان من أوائل الأدباء الجزائريين الذين هبوا لنصرة العراق، معبرا عن مواقفه الجريئة من أنظمة الخيانة العربية بقصيدته "تيجان الخزي" التي ألقاها في مهرجان شعبي تضامني مع العراق، بحضور أعيان ووجهاء وادي ميزاب في مسقط رأسه "مدينة القرارة" بولاية غارداية، كان حريصا ومتابعا على نشرها مع قصيدته الثانية "أخي في العراق" وضمهما إلى كتاب "أم المعارك في ديوان الشعر الجزائري الصفحات نشرتا في الصفحات 132 إلى 134" مسجلا في إجابته على سؤال لي عن وصف مشاعره أثناء كتابة تلك القصائد، فكتب لي: (... أخي د. عبد الكاظم العبودي: ستجد الجواب في الإنتاج نفسه الذي ينفجر غيضا وحنقاً على "تيجان الخزي" ودمى الغرب الحاقد على الإسلام والعروبة، كما أشيد ببطولة العراق الشقيق). ظل الشاعر الراحل متواصلا معي، رغم بعد المسافة بين وهران والقرارة، وكان أول المنخرطين في مشروع لتأسيس [الرابطة الجزائرية لخريجي الجامعات العراقية]، مباركا لها تأسيسها، وظلت حلما له حتى لحظة وفاته. حالت ظروف القضية العراقية على مدى 25 عاماُ الأخيرة، من الحصار الظالم إلى الغزو والاحتلال الأمريكي. هذه الرابطة لم تر النور بعد، رغم حماسة وانضمام العشرات من الإخوة الجزائريين إليها ومن مختلف الأجيال، ممن سبق لهم أن تكونوا ودرسوا في جامعات العراق، منذ زيارة الشيخ البشير الإبراهيمي للعراق في 12/6/1952، فاتحا الطريق بعدها لوصول البعثات الطلابية الجزائرية إلى العراق وتصاعد الدعم العسكري والمالي الكبير للثورة الجزائرية عبر ممثلي جبهة التحرير ومكتبها ببغداد، حال إعلان بيان ثورة نوفمبر 1954 المباركة. تيجان الخزي
قصيدة الشاعر الراحل صالح خباشة نقلا من ديوان (أم المعارك في ديوان الشعر الجزائري) ص 132 و133: معلقا عليها انه كتبها في جانفي 1991 أيام الهجوم الجهنمي الشرس على عراقنا العملاق من قبل قوى الشر والعدوان من صليبيين وصهاينة وعملاء. جف الكلام وهان الشعر والخطب
"عباسنا" و"الحسين" الشعر والخطب
قد أرهفت سمعها الدنيا بأجمعها
لما تفجر من بغدادنا الغضب
فألقت تل أبيب النار صاعقة
فمادت الأرض وارتجت بها "النقب"
فزرعت في سما" حيفا" رواجمنا
فولول القوم في الأعماق وانتحبوا
فسارعت أمريكا الغدر ناصبةً
قلاعها ربما "العباس" ينسحب
وإنما اخترقت رأس "الحسين" يهودا
ذاهلة فما أجدى الذي نصبوا
وللبطولات "صدام" يفاجئهم
بروعة القصف والأعداء تلتهب
سلوا الصواريخ عن صهيون كي قضوا
ليالي الرعب خوف الموت تحتجب
كلاب غدر بأفواه مكممة
لا نوم خامرهم لا صبح مقترب
وكلهم في زوايا الرعب جاحظة
عيونهم والقلوب السود تضطرب
وراغ ضرباً على العربان من عرب
يمين ربك حنث إن هموا عرب
تيجان خزي بها ناءت رؤوسهم
وفي العمالات للغازي لهم قَصَبُ
إن أصدرت أمريكا الأمرَ في صلف
إذن تبصبص من عرباننا الذنب
كأمنا العرب ألأجداد من ذهب
وهؤلاء الرعاة القش والحطب
التائهون بساح الغرب في لهث
الهائمون وشوق الفسق ملتهب
في كل حان له ذكرى معربدة
في كل خان لهم في غيدها عجب
فالغانيات يجئن "الوكر" مقفرةً
وينسحبن وهن الدر والذهب
عصابة جاوزت في اللهو غايتها
أصابها في اقتناص اللذة الكَلبُ
وكلهم برداء "البيت" معتلق
وكلهم لرسول الله ينتسب
وفي المزاد حمى الإسلام مرتخص
ووجه كعبتنا بالهول مكتئب
وحول "مكة" صلبان مُصهينة
غزاة بيت وشهر إنه رجب
مرابع الوحي قد ديست كرامتها
بمن نهى الله أن يدنو ويقترب
وذاك أن "أبا رغال" قادهمُ
فبأس جالبهم حقداً ومن جلبوا
من كل فج سعى الحمال محتطباً
سيصطلي باللظى الحمال والحطب
وفي الجوار حكومات خيانتها
عن ذكرها تعجز الأقلام والكتب
أشقة السوء قد باعوا شقيقهمُ
وللغزاة حسان الغيد قد وهبوا
أين المروءة يا أهرام؟ أين حجاز
الفاتحين وأين العز يا حلب
وفي العراق لهيب دك ظاهره
وباطنه كلما في الأرض يلتهب
إلا عزيمة شعب صامد أبداً
وإن توالى عليه البطش والرهب
صمودك النصر يا عملاق تنقشه
في صفحة الدهر تتلو سفرك الحقب
سيهزم الجمع مذموماً وإن كثرت
أحزابه وتنام الجيش والجلب
فموجة تنقضي في إثر سابقها
إلى التلاشي وطود الحق منتصب
سيعلم الظالم الجبار مصرعه
وأي منقلب يوماً سينقلب
أخي في العراق
قصيدة الشاعر الراحل صالح خباشة نقلا عن ديوان (أم المعارك في ديوان الشعر الجزائري) ص 134، كتبها بعد عام وفي ليلة 17/01/1992 في ذكرى العدوان الثلاثيني على العراق. أخي في العراق تحد الزمانا
وحز رغم أنف العدى والرهانا
وشق الطريق عنيداً قوياً
فلست ضعيفا ولست جبانا
وما خار عزمك رغم الجحيم
وأي ابن آدم مثلك عانا
وما خنت يوماً بلادك حتى
وإن كان جارك ولى وخانا
عصابة سوء إلى أمريكا
تولت تصلي لبوش افتتانا
وتحرق أحمد، تبقر هند
وترضي "شامير" و"موشي" ديانا
أحبوا اليهودَ وودوا النصارى
فبيع الشعوب لذلك هانا
وأهدوا الحريم إليهم حلالاً
وأهدوا الحرام إليهم مجانا
فتبت يدا كل حاكم سوء
يباح حماه فيرضى ألهوانا
رعى الله ليث العراق هصوراً
يغالب رغم الخطوب عدانا
فلا يأس من رحمة الله قط
ولسنا نرى لليأس مكانا
ألا أيها الشبل في الرافدين
تحدى الصعاب، تحدى ألزمانا
جهادك عين جهادي هنا
سيحرز نصراً مبيناً كلانا
سلام على الرمز "صدام" فهو الزعيم
العظيم.. ويبقى رجانا
سلام على كل شبل عراقي
دماؤك في النائبات دمانا
فما دام بين الجوانح نبض
فلن يستطيب الغزاة حمانا
شبكة البصرة
الاثنين 18 ذي الحجة 1437 / 19 أيلول 2016
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس