في ذكرى وفاته.. الشابي صوت يتردد في صدور الثوار
يعتبر الشابي أحد أبرز شعراء العصر الحديث إذا الشعب يوماً أراد الحياة * * * فلا بد أن يستجيب القدر الخليج اونلاين:يا لهذا البيت الشعري! الذي حفظه صغار العرب وكبارهم؛ في دلالة على أن تلك الكلمات كأنها خرجت من صدور جميع العرب، وكانت خلاصة ما يعتمل في دواخلهم.
ذلك هو البيت الذي ما ذُكر شاعره أبو القاسم الشابي إلا وذُكِر، وما ذُكِر هذا البيت إلا وذُكر الشابي، كأنهما صنوان لا يفترقان، وكأن الشابي لم يقل شعراً غير هذا البيت، بل كان يكفي الشابي لو قال هذا فقط، على الرغم من كونه شاعراً مجيداً، وأحد أبرز شعراء العصر الحديث.
وأبو القاسم الشابي، المولود في تونس ببلدة توزر عام 1909، الذي لقب بشاعر الخضراء؛ نسبة لتونس، خَلَّف الكثير من الدواوين الشعرية التي ما زالت تشكل أهمية كبيرة جداً بين دواوين الشعر الحديث وقصائده.
وعرف والد الشاعر رجلاً صالحاً، يقضي معظم أوقاته في المسجد والمحكمة والمنزل، وهو ما طغى على شخصية أبي القاسم.
تخرج أبو القاسم في جامعة الزيتونة، أعرق الجامعات العربية، ثم علم بمرض قلبه، خاصة في عام 1929، عندما ظهرت عليه مظاهر المرض والألم.
تزوج أبو القاسم على الرغم من رفضه لذلك خوفاً على صحته، فقد استشار بعض الأطباء ونصحوه بعدم التعرض لأي نشاط أو مجهود، إلا أنه نفذ رغبة والده في الزواج، وبالفعل تزوج وعقد قرانه.
تعرض الشابي لتدهور في صحته بسبب تطور المرض وعوامل أخرى نفسية، مثل موت محبوبته الصغيرة، وزواجه على الرغم من نصيحة الأطباء له بعدم التعرض للنشاط البدني أو الفكري.
شهرة أبي القاسم الشابي الواسعة جلبت له الثناء والإشادة من الأدباء والنقاد.
وللشاعر الكثير من القصائد المغناة، منها: نشيد الجبار، قصيدة إرادة الحياة التي غناها عدد كبير من الفنانين، وأيضاً جزء من هذه القصيدة تم غناؤه ضمن النشيد الوطني التونسي، قصيدة إلى طغاة العالم، قصيدة عذبة أنت، قصيدة اسكني يا جراح.
- وفاته
استمر مرض أبي القاسم الشابي لسنوات عدة حتى أعياه، ودخل على إثره إلى مشفى الطليان في تونس، ولم يلبث فيه غير أيام حتى توفي بسبب تغلب مرض القلب عليه في 9 أكتوبر/تشرين الأول 1934، فدفن في توزر وأقيم له ضريح تخليداً لذكراه.
- متحف الشابي
الأحد الماضي (10/9)، الذي وافق ذكرى وفاته، أعلن وزير الشؤون الثقافية التونسي محمد زين العابدين، النية لإنشاء متحف للشاعر أبي القاسم الشابي، وذلك على أنقاض منزله الذي هدم بمدينة توزر التونسية؛ تكريماً له في ذكرى وفاته الـ 82، ولإعطائه المكانة التي تليق به، وبما يليق كذلك بمدينة توزر كمركز إشعاع ثقافي وقوة مبادرة واقتراح للعمل الثقافي الفكري.
82 عاماً على رحيله، لكن الثورات العربية على مر العصر الحديث، كان أصحابها يلهجون ببيت الشعر الخالد، الذي تركه الشابي رمزاً لطالبي الحرية، وبذلك أصبح الشابي الصوت الصارخ الذي يتردد على لسان الثائرين، بل إن ذاك البيت صار يمثل قاعدة الانتماء إلى الوطن، فمن يريد الحياة عليه أن يكسر القيود، لا أن يقف عاجزاً خلفها.