السرقات الأدبية : :"منقول بتصرف من عدة مقالات / الاستاذ مصطفى العجان - سوريا

السرقات الأدبية : :"منقول بتصرف من عدة مقالات / الاستاذ مصطفى العجان - سوريا
-------------------------------------------------------------------------------------
شعراء قلائل تركوا بصمات واضحة من بينهم الشاعر الأخطل الذي يروي لنا الأصمعي أنه كان "يقول تسعين بيتاً ثم يختار منها ثلاثين فيُظهرها"، وأجزم أن الذي يجتهد للتخلص من ثلثي عدد أبيات قصيدته في صورتها الأولية قادر على وضع بصمة مُميزة لأن القصيدة ستخرج في صورة نموذجية وستكون جديرة بالحفظ والرسوخ في الأذهان.
الكم الهائل من الشعر والعدد الكثير من الشعراء يمكن سرقته وانتحاله وتضمينه وتقليده واقتباسه إلى درجة الفقد والاستيلاء عليه نصاً ومضموناً وفكرة وصوراً وتعبيراً دون أن ينتبه أحد غير صاحبه إلى قائله الأول، أو الإشارة إلى أي دلالة على صاحبه، ولأن بعض الشعراء ولو كان متمكناً ومكثراً من القصائد، إلا أن شعره لا يحمل بصمته، فلا يعني جودة القصائد احتواءها على بصمة الشاعر.
والعكس أيضا، فهناك من الشعراء من هو مقل في القصائد، ولكن تبقى قصيدته تحمل بصمته ولهذا فلا نستغرب أن يكون هناك أبيات شعرية لا يمكن سرقتها، ولو سرقت لأعيدت إلى صاحبها، أو بقيت تبحث عنه، ولو ضمنت قصيدة أخرى لم تتجانس معها بحال من الأحوال .لا نستغرب هذا القول كثيرا، أن يكون هناك أشياء لا يمكن سرقتها، ما دام لصاحبها تواجد داخل صنعته من خلال الإبداع المتميز الذي يكون من خلاله ارتباطا وثيقا بينه وبين ما منتجه أيا كان هذا المنتج، وهو هنا الشعر.
وقدماء الشعراء حين عنوا بحفظ حقوق الآخرين لم يغفلوا عن حقوقهم فقد كانوا سباقين إلى مهر قصائدهم بأسمائهم منذ بدايتها توثيقاً لها ومنعاً لضياعها أو سرقتها
وعلى هذا الأساس تغيرت مراتب الشعراء وتباينت مستوياتهم فصارت أشعار بعضهم مفخرة، يتم الاقتباس من معانيها بل وجزءاً من أبياتها، أي حتى الأسلوب واللفظ، وقد كان سائداً في الفترة السابقة هذا اللون من التقليد أو الاستعارة أو الاقتباس أو بالأصح التكامل والتمازج لأسباب عدة أهمها: الاعتراف من الجميع لأنفسهم بأنهم يقولون شعراً جيداً يأخذ من الحكم والأمثال السائدة والمتداولة مادة يرتكز عليها، كما أن معظم شعرهم يسير في اتجاهات متقاربة ويصب في نهاية شبه موحدة.
ورغم تشابه العديد من القصائد على امتداد التاريخ والمدة الطويلة بينها والتي تصل إلى عشرات بل مئات السنين إلا أن كل واحدة من القصائد تحتفظ بطابع يميزها ويبقي للشاعر استقلاليته وإبداعه وتفرده ووضوح بصمته في أسلوبها وألفاظها ومعانيها لتدل عليه وتؤكد وجود تلك الاستقلالية وهذا التميز، ولنسميه اليوم حق الامتياز له بما قدم فيها وضمنها من سبق واختيار.
وأما اليوم فنحن في زمن العلم والتوثيق والتقنية والاتصال فالقصيدة التي تقال في الشرق تصل إلى الغرب في دقائق معدودة بل تصل إلى العالم بأسره فيجب على كل شاعر محدث أن لا يستغفل الناس ويلتزم بما تمليه عليه الأمانة العلمية ولا يزعم أنه أتى بما لم يستطعه الآخرون قبله وهو قد استلبه استلاباً مكشوفاً وليعلم أن الكلام بعضه من بعض كما قال صاحب العقد الفريد.. "وأكثر مايجتلبه الشعراء ويتصرف فيه البلغاء فإنما يجري فيه الآخر على سنَن الأول. وقلَّ ما يأتي لهم معنى لم يَسبق إليه أحد، إما في مَنظوم وإما في مَنثور؟لأن الكلام بعضه من بعض، ولذلك قالوا في الأمثال: ما ترك الأول للآخر شيئاً ألا ترى أنّ كعب بن زُهير، وهو في الرَّعيل الأول والصدر المتقدم،قد قال في شعره:

ما أرانا نقول إلا مُعاراً
و مُعاداً من قولنا مَكرورا
نبذة من سرقات الشعراء :
فمن ذلك قول قيس بن الخطيم وهو شاعر الأوس وشجاعها
( وما المال والأخلاق الا معارة ... فما استطعت من معروفها فتزود )
وكيف يخفى ما أخذه مع اشتهار قصيدة طرفة بن العبد
( لعمرك ما الأيام الا معارة ... فما استطعت من معروفها فتزود )
ومن ذلك قول عبدة بن الطيب
( فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما )
أخذه كمن قول امرىء القيس
( فلو أنها نفسي تموت شريتها ... ولكنها نفس تساقط أنفسا )
ويقال من سرق شيئا واسترقه فقد استحقه وهو أن يسرق الشاعر المعنى دون اللفظ فمن السرقة الفاحشة قول كثير في عبد الملك بن مروان
( إذا ما أراد الغزو لم يثن همه ... حصان عليها عقد در يزينها )
أخذه من قول الحطيئة ولم يغير سوى الروي
( إذا ما أراد الغزو لم يثن همه ... حصان عليها لؤلؤ وشنوف )
وجرير على سعة تبحره وقدرته على غرر الشعر وابتكار الكلام نقل قوله
( فلو كان الخلود بفضل قوم ... على قوم لكان لنا الخلود )
من قول زهير وهو شعر مشهور
( فلو كان حمد يخلد المرء لم يمت ... ولكن حمد المرء غير مخلد )
وقد قال الشماخ
( وأمر ترجي النفس ليس بنافع ... وآخر تخشى ضيره لا يضيرها )
وهو مأخوذ من قول الآخر
( ترجي النفوس الشيء لا تستطيعه ... وتخشى من الأشياء ما لا يضيرها )
وأبو تمام مع قوته وقدرته على الكلام يقول
( وأحسن من نور تفتحه الصبا ... بياض العطايا في سواد المطالب )
أخذه من قول الأخطل
( رأيت بياضا في سواد كأنه ... بياض العطايا في سواد المطالب )
ملاحظة :"منقول بتصرف من عدة مقالات
حول الموضوع "

السرقات الأدبية : :"منقول بتصرف من عدة مقالات / الاستاذ مصطفى العجان - سوريا 13260264_1714455325496818_5464570127281879387_n

السرقات الأدبية : :"منقول بتصرف من عدة مقالات / الاستاذ مصطفى العجان - سوريا 13260264_1714455325496818_5464570127281879387_n

تحية الاسلام والعروبة ابرق اليكم تحية خاصة من مسرى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن مهد السيد المسيح عليه وعلى امه افضل الصلاة والسلام ان كل مفردات ثقافتي والمعاجم قاطبة لا تفيكم حقكم من الشكر والاحترام والاكبار لكم مني عاطر التحية واطيب المنى ودي قبل ردي باحترام المناضل الجريح د. لطفي الياسيني

» حــــنــــيــــن / للاستاذ الشاعر السوري مصطفى العجان
» اهداء ارتجالي الى شقيق الروح الاستاذ الشاعر مصطفى العجان / د. لطفي الياسيني
» اهداء الى شقيق الروح الاستاذ الشاعر السوري مصطفى العجان / الدكتور لطفي الياسيني
» رداً على شيخ المجاهدين والشاعر الدكتور لطفي الياسيني / للاستاذ الشاعر السوري مصطفى العجان
» كرسي الاعتراف الحلقة السادسة مع الشاعر السوري الاستاذ مصطفى العجان/ اجرى الحوار د. لطفي الياسيني

صفحة 1 من اصل 1