عاجل / بيــان رقـم ( ١٢٩ ) صــادر مــن القيــادة العــامــة للقــوات المسلحــــة
شبكة ذي قار القيادة العامة للقوات المسلحة
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾ ( أل عمران )
صدق الله العظيم
القيادة العامة للقوات المسلحة
بيان رقم ( ١٢٩ ) يا ابناء شعبنا العراقي العظيم
ايها الاحرار في امتنا العربية المجيدة
ايها المقاتلون البواسل من ابناء جيش العراق العظيم والقوات المسلحة الباسلة ومن رفاق العقيدة والسلاح حياكم الله اينما كنتم .. وبعد ... منذ عدة اشهر انطلقت مايسمى عملية تحرير نينوى تحت مسمى ( قادمون يانينوى ) من مايسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) والذي تمكن من الاستيلاء عليها وعلى مدن عراقية اخرى في منتصف العام 2014 في معركة سريعة ستبقى تثير الالاف من الشكوك والشبهات وعلامات الاستفهام الكبرى ، عندما تمكن عدد من المقاتلين لايتجاوز عددهم في اعلى التقديرات على الف مقاتل من المتطرفين من الاستيلاء على مدينة الموصل ، يقابلهم من القوات الحكومية المكلفة بالدفاع عن المدينة بمختلف مسمياتها مايقارب ( 60،000 ) مقاتل لديهم مختلف الاسلحة من الطائرات والدبابات والناقلات والمدفعية والهاونات والاسلحة المتوسطة والخفيفة الاخرى ، حيث لم تتمكن هذه القوات الحكومية الكبيرة من ادارة معركة دفاعية حتى ولو لساعات محدودة فلم نرى اي شكل من اشكال المعركة الدفاعية التي تعرفها جيوش العالم ولم تظهر اي من معالم المعركة سواء في معارك القطعات الساترة او معارك المواضع الرئيسية او معارك الهجمات المقابلة أو اي مسمى عسكري أخر ينطبق عليه وصف الدفاع ، بل حتى ان القطعات الكبيرة لم تتمكن من الانسحاب وتامين مواضع دفاعية اخرى بالعمق سواء على المانع المائي الرئيسي نهر دجلة الذي يقسم المدينة الى نصفين ولا حتى في مواضع اخرى خارج المدينة او على اطرافها او في اقضيتها و نواحيها ،، وهنا كان الاداء العسكري في حالة من التخاذل والانهزام في اداء لم يشهده تاريخ الجيش العراقي منذ تأسيسه وحتى ذلك اليوم ،، ويعلم الجميع ان السبب الرئيسي في تلك النكبة تتحمله القيادة السياسية والعسكرية العليا للجيش والقيادة العسكرية الميدانية وكل ضمن واجباته التي تفرضها المناصب المكلفة بادارتها.
ايها الاحرار في كل مكان وفي هذه الايام التي تذبح فيها مدينة الموصل واهلها النشامى الميامين بحجة التحرير وترتكب فيها المجازر الكبرى وبالذات في الساحل الايمن من قتل المواطنين الابرياء وتدمير الممتلكات وهدم المعالم الاساسية لهذه المدينة لابد لنا ان نذكر ببعض الحقائق المهمة امام شعبنا وقواتنا المسلحة ولكل الاحرار في العالم ومنها:
1. ان التأخير المتعمد لتحرير مدينة الموصل ولاكثر من سنتين كان هدفا سياسيا قبل ان يكون عسكريا ويهدف الى تدمير المدينة العربية الاصيلة واذلال اهلها النشامى بسبب انها قارعت قوات الاحتلال الغازية ولم يستسلم اهلها ولم يرضوا بقوات الاحتلال ولا الحكومات التي اسسها بعده حالها كحال العديد من المدن العراقية الاخرى التي كان لها موقف مشابه .
2. ان التجاهل الواسع والمقصود في عدم اشراك ابناء هذه المدينة في عملية التحرير كان ايضا هدفا سياسيا، حيث تضم هذه المدينة بين جنباتها خيرة قادة الجيش العراقي وكذلك كفاءات سياسية واقتصادية واعلامية واجتماعية مهمة وبالتالي فان هنالك غاية وهدفا في تحميلهم الذنب في فقدان المدينة ظلما وبهتانا وايضا لمحاولة اذلالهم والانتقاص من كرامتهم.
3. ان اطلاق التسمية الرمزية لعمليات التحرير ( قادمون يا نينوى ) ياتي ردا على الشعار الذي اطلقه ابناء الموصل الذين ثاروا وتظاهروا واعتصموا تحت شعار ( قادمون يابغداد ) بسبب الظلم والتهميش والاقصاء والاهمال لهذه المدينة من الحكومة المركزية في بغداد ،، وان هذا الشعار يذكي روح الثار والعداء والانتقام من اهالي المدينة الذين رفعوا شعارهم للمطالبة بحقوقهم المهضومة.
4. كان الجميع يظنون أن المعارك التي جرت في الساحل الايسر رغم بعض الاخفاقات التي رافقتها ستتكرر في الساحل الايمن حيث كان هنالك نسبة من الحذر والاستخدام المقنن والعقلاني للسلاح وبما يناسب الاهداف المتوخاة اضافة الى التروي وعدم التعجل في الاندفاعات السريعة التي قد تسبب خسائر اضافية ، كما ان تهيئة حجم ملائم من القطعات المدربة ساهم في تحقيق الانجاز في معارك من هذا النوع.
5. الا ان معارك الجانب الايمن من الموصل لم تكن بنفس المستوى بل ومنذ اللحظات الاولى لانطلاقها سادتها المخاوف والاخطاء وارتكبت فيها القطعات العديد من الخطايا ومنها :
أ. لم تكن القطعات المخصصة للمعركة بالحجم الكافي اضافة الى تدني مستوى تدريبها واعدادها ، وبالذات قوات الشرطة الاتحادية والتي حذرنا منها سابقا وبكل الوسائل وهي ذات سمعة السيئة و ينخرها الفساد ويقودها ضباط فاشلون وطائفيون حيث اشارت التقارير السابقة الى اختراق تنظيماتها من الميليشيات المجرمة وتزويدها ببعض الصواريخ ذات التاثير والتدمير العالي ، كما ان الارهاق الكبير الذي اصاب قوات جهاز مكافحة الارهاب بسبب مشاركته المستمره في المعارك السابقة ساهم في التاثير على مستوى اداء منتسبيه.
ب. ان بقاء الاسناد والجهد الجوي وكذلك الجهد الاستخباري بيد قوات التحالف ساهم الى حد كبير في زيادة نسبة الخسائر وكذلك ساهم الى حد كبير في هيمنة قوات التحالف الامريكي على ادارة المعركة وساهم في عدم تامين وحدة القيادة والسيطرة على القطعات.
ت. ان تعدد محاور ومقتربات الهجوم يساهم في تشتيت جهد العدو الدفاعي وتوزيع قطعاته المهمة ، وان هذا الجانب لم يتحقق في معركة الجانب الايمن في الموصل.
ث. في كل النظريات العالمية والخطط التعبوية والعملياتية يتحدد الى حد كبير جدا استخدام اسلحة المدفعية والهاونات وكذلك الصواريخ والقوة الجوية في قتال المدن وخاصة عندما يتواجد فيها السكان المدنيون ، الا ان هذا المحذور الخطير والمعروف لم يلتزم به تماما في معركة الجانب الايمن للموصل.
ج. قد يكون بالامكان استخدام طيران الجيش في قتال المدن لواجبات تامين الاسناد القريب بالرشاشات تجاه القناصين والاهداف التي يصعب تحصيلها من القوات الارضية وكذلك تامين المراصد الجوية الضرورية في هذه المعارك ، الا ان استخدام القوة الجوية سيبقى محدودا جدا الا في معالجة بعض الاهداف الصعبة والتي يتعذر معالجتها بالوسائل الاخرى.
ح. لم تكن مسالة تامين الممرات الامنة لخروج السكان المدنيين من الاهتمامات الرئيسية للقطعات ولم يجري تامين مستلزماتها سواء من العجلات او المثابات او تامين وسائل اسناد اولية كمياه الشرب او الاسعافات الاولية الضرورية او الأدلاء او القطعات المخصصة لحمايتها وكان ذلك سببا رئيسيا في معانات الاهالي والنازحين ، كما ان التعليمات الحكومية والعسكرية بالطلب من الاهالي البقاء في منازلهم سببا اضافيا في زيادة نسبة الخسائر ، وان ذلك يشير الى التخبط الكبير في اعداد الخطط وعدم احكامها.
6. ومن خلال متابعتنا ومراقبتنا لما يسمى بمعارك تحرير المدن والقصبات من تنظيم داعش الارهابي نلاحظ وبما لايقبل الشكل ان التعامل القاسي والتدمير الممنهج كان ملازما للمناطق التي كانت قلاع للمقاومة الوطنية التي قارعت الاحتلال الامريكي والايراني ونعتقد ان الامر لايحتاج الى تحديدها لكل متابع ومراقب، وبالتالي فأن ابناءها واهلها كان من المخطط ان يدفعوا ثمن موقفهم سواء بالقتل اوالتدمير او التهجير او النزوح الى اماكن اخرى.
7. ان القيادة العامة للقوات المسلحة وهي تدين وتستنكر المجازر التي ترتكب بحق اهالي واحياء الساحل الايمن لمدينة الموصل ، فأنها تحمل التحالف الدولي والحكومة العراقية وقيادة العمليات المشتركة المسئولية عن هذه الجرائم ، كما انها تطالب باعتبارها جريمة حرب واحالة مرتكبيها الى الجهات الدولية المختصة. عاش جيش العراق الباسل المجيد صاحب المآثر والبطولات
عاش شعبنا العراقي الأبي شعب الأحرار والثوار
والمجد كل المجد لشهداء العراق العظيم والموصل الحبية وقواتنا المسلحة في ملاحمة الوطنية المباركة
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم
القيادة العامة للقوات المسلحه
بغداد المنصوره باذن الله
أواخر أذار ٢٠١٧
الاحد ٢٨ جمادي الثانية ١٤٣٨ هـ ۞۞۞ الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠١٧ م