الصين وروسيا تطلقان مشروع صناعة طائرة ركاب كبيرة تنافس «بوينغ» و«إيرباص»
May 23, 2017
شنغهاي – أ ف ب: أطلقت روسيا والصين أمس الإثنين مشروعا طموحا لكي تطورا بشكل مشترك طائرة ركاب قادرة على القيام برحلات طويلة، لمنافسة شركتي «بوينغ» الأمريكية و«أيرباص» الأوروبية، بعد أسبوعين فقط على الرحلة التجريبية الناجحة لأول طائرة ركاب كبيرة مصنوعة بالكامل في الصين.
وأعلنت الشركة الصينية للطائرات التجارية «كوماك» والشركة الروسية المتحدة لصناعة الطائرات «يو.آي.سي» انه قد تم تأسيس الشركة المشتركة التي أعلن عنها سابقا في شنغهاي.
وكان مخطط صناعة طائرة بجسم عريض قد كشف عنه في يونيو/حزيران الماضي، عندما التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ في بكين. ونقلت وسائل اعلام صينية عن مسؤولين رسميين ان كلفة المشروع تراوح ما بين 13 و20 مليار دولار.
وقال جين جوانغلونغ، رئيس «كوماك»، في بيان «تأسيس الشركة المشتركة يرمز إلى التقدم المهم الذي تم تحقيقه في مشروع طائرات الركاب الصينية الروسية ذات المدى الطويل والهيكل العريض». وأضاف «سوف نتعامل بإخلاص مع الشركة الروسية ونتوحد كشركة واحدة ونجهد لجعل المشروع نموذجا للشراكة الصينية الروسية».
وحققت الصين في بداية هذا الشهر تقدما رئيسيا في مشروعها الطموح لمنافسة الشركات الرائدة في صناعة الطائرات في العالم، مع نجاح الرحلة التجريبية في شانغهاي للطائرة الصينية «سي919 « ذات الجسم الضيق،
التي تتسع لـ168 راكبا، وهي مخصصة للرحلات القصيرة الفرعية.
وقد استغرق الوصول إلى انتاجها عقودا من العمل ونفقات كبيرة بعد تكليف حكومي لشركة «كوماك» بضرورة أنتاج طائرة محلية الصنع لتقليص الاعتماد على طائرات «بوينغ» و»أيرباص».
وتسيطر الشركتان الأوروبية والأمريكية على السوق الصيني لطائرات الركاب، الذي ينمو بشكل هائل مع تزايد الطلب على الرحلات من المستهلكين الصينيين.
ويعترف محللون في مجال الطيران بأن طائرة «سي919» الجديدة الصينية تشكل علامة فارقة تقنيا، لكنهم حذروا من ان الصين تواجه مهمة صعبة في منافسة شركتي «بوينغ» و»أيرباص» المتجذرتين في الأسواق، واللتين لهما تاريخ الطويل في الأداء الناجح.
انطلاق قطاع الطيران الصيني
لكن مع طائرة الركاب الصينية الروسية الجديدة، والتي تقول وسائل الاعلام الصينية انه سيطلق عليها اسم «929»، فإن بكين سوف تستفيد من خبرة الشركة الروسية المتحدة «يو.آي.سي»، وهي الشركة الأم لـ»سوخوي» وغيرها من العلامات التجارية الروسية في عالم الطيران.
وقال بيان «كوماك» ان الطائرة سوف تتسع لـ280 راكبا، بمدى 12 ألف كلم، وهذا يضعها في منافسة مباشرة مع «بوينغ787» وأيرباص «آي350».
وقالت صحيفة (غلوبال تايمز) الصينية أواخر العام الماضي نقلا عن يوري سليوسار رئيس الشركة الروسية المتحدة ان المشروع سيكلف ما بين 13 و20 مليار دولار وستكون المساهمة مناصفة بين البلدين. وقال سليوسار في بيان أمس ان المشروع «شهادة على تصميم الصين وروسيا للانخراط في شراكة طويلة المدى».
وذكرت «كوماك» العام الماضي ان الطائرة ستقوم برحلتها الأولى بعد سبع سنوات، والتسليم يبدأ بعد ثلاث سنوات على الرحلة الأولى.
وعانت مشاريع الصين في مجال الطيران من فترات تأخير طويلة.
ومن المتوقع ان تصبح الصين أكبر سوق للطيران في العالم خلال عدة سنوات، وأكد الرئيس الصيني على أهمية ان تتولى الطائرات الصينية الصنع جزءا كبيرا من حركة الرحلات المتنامية هذه.
وقدّرت «إيرباص» ان الصين سوف تحتاج إلى ما يقارب ستة آلاف طائرة جديدة قيمتها 945 مليار دولار في العقدين المقبلين، إلا ان توقعات «بوينغ» جاءت أكثر تفاؤلا وتحدثت عن أكثر من تريليون دولار.