بيان الجبهة الوطنية العراقية حول مجزرة الناصرية مجزرة ذي قار استذكار لمكر تاريخي فارسي ام دموع تماسيح بعيون ولاية الفقيه ودواعشه ومواعشه اهتز الضمير الانساني مستنكرا جريمة يوم 13 ايلول 2017 الدامي بكل صورها البشعة، وطريقة تنفيذها المرعبة ، والتي تكشف عن مدى الاستهتار بحياة شعبنا عن طريق ادوات ومليشيات وعصابات النظام الصفوي الايراني. ذي قار الشهيدة لن تنحني وكذلك محافظات العراق الابية من اقصى شمال الوطن الى جنوبه، وهي تعيش مستهدفة بكل اشكال الجريمة، وشعبنا كله يقف متضامنا مع اهلنا في محافظة ذي قار واهالي الشهداء والضحايا ، لهذا يعيش شعبنا حالة حزن وغضب اليوم مشاركا بحداد العراق كله، وحينما يجدد القتلة وميليشيات العملية السياسية المنحرفه، المعلن عنها والمستتر، تنفيذ جريمة اخرى، استمرارا لمسلسل جرائمهم بحق الشعب العراقي، المبتلى بعصابات الاجرام، التي اوجدها المحتل لتقود العراق الى كواليس جحيم ديمقراطيتهم الزائفة. كانت سلطات محافظة ذي قار في اوج استعداداتها الامنية بمناسبة استقبال حيدر العبادي لها، وبعد يوم واحد فقط من زيارته ، استكمل الجناة عرسهم الدموي، ففي ساعات منتصف النهار، ومع صلاة الظهر، حضرت ثلاث عجلات "بيك اب" تستقلها مجموعة مسلحة ، متسترة، بزي الشركات الامنية ، ومرت امام كل السيطرات بلباسها المرقط العسكري، وترجل منها خمسة اشخاص مسلحين بأسلحة " البي كي سي" وقد مروا علنا، وعلى رؤوس الاشهاد نحو ناحية البطحاء ، غربي مدينة الناصرية، وقاموا بفتح نيران اسلحتهم الثقيلة والخفيفة وبكثافة اطلاق نيران رصاصهم الغادر، وبشكل اجرامي منظم نحو اجساد الضحايا الابرياء، المتواجدين في مطعم "فدك " ولن يسلم منهم حتى الاشخاص والاطفال في الحمامات والساحة المقابلة للمطعم ، حيث تمت تصفيتهم جميعا بدم بارد وبحرفية عالية،و استمرت الجريمة ، وحسب شهادات متطابقة ممن تبقوا على قيد الحياة، لمدة ربع ساعة. ورغم الاتصالات بالسلطات الامنية لم يستجب احد حتى انجز المجرمون مهمتهم الدنيئة، لينسحبوا بكل ثقة وامان ، حيث كانت تحرسهم مجموعة اخرى غادرو المكان بأتجاه البصرة ، ادعت السلطات الرسمية كذبا، بأن القتلى بلغ عددهم 44 شخصا ، ولكن واقع وهول الجريمة يكذب ذلك، فحسب الناجين، ان الضحايا بلغوا المئات من الجرحى والشهداء، من ضمنهم عدد كبير من الاطفال وعوائل ابيدت بكاملها ، لان هذا المكان عبارة عن محطة استراحة ، يتوفر على موقف للسيارات و للعابرين يتواجد خلال الخط السريع ، وفيه مطاعم ومصلى٠ والاكثر من ذلك وبعد ان عمت الفوضى فان الجرحى لم يجدوا من ينقلهم الى اقرب المستشفيات، ومن وصل منهم لم يجد العلاج الصحيح ، اضافة الى عدم توفر الدم وانعدام ابسط اجراءات العلاجات الجراحية المطلوبة، مما ادى الى وفيات مضافة ٠ ان شعبنا المظلوم المفجوع يوميا، يقف امام كارثة جديدة من كوارث ما يسمى بالعملية السياسية ، وها هو يواجه المجهول في ما بعد مرحلة داعش، خصوصا ما تكشف منها بعد توفير ظروف انسحاب الدواعش من لبنان وسوريا وتلعفر وغيرها وتوجيههم نحو ملاذات آمنة جديدة لهم ولعوائلهم ، برعاية ايرانية وحماية من حزب الله والحكومة العراقية، وليس من المستبعد وكما ورد في تصريح وكيل وزير الداخلية السابق المجرم عدنان الاسدي عبر قناة الشرقية، فانه لا يستبعد ومن خلال اعترافه الصريح تشكيل عصابات قتل ونهب طائفي جديدة ومن خلالها تنفذ مرحلة عهر سياسي جديدة، تمهيدا لتنفيذ حمامات دم وارهاب في جنوب العراق خاصة، وفي ظل التغطية على الجدل القائم المحتدم حول مصير استفتاء الاقليم، وما زيارة حيدر العبادي قبل تنفيذ الجريمة بيوم واحد وتوقيتها المشبوه ، وتوجهه الى محافظة ذي قار، وظهوره في احد المشاحيف في جولة سياحية في منطقة الجبايش الا محاولات للتضليل وتوجيه الانظار الى غير محلها ولاهداف تبدو مبيتة، لم تفسر بشكل مقنع عن تواجد حيدر العبادي المفاجى في مدينة الناصرية. كما ان الحملة الاعلامية المفاجئة والمتصاعدة حال تنفيذ الجريمة، بدأت تطالب باعدام السجناء والمعتقلين المحتجزين في سجن الناصرية ، مما يثير المزيد من الشبهات بين وجود حيدر العبادي في الناصرية وتنفيذ الجريمة البشعة، وتزامن تصعيد المطالبة بتنفيذ المزيد من احكام الاعدام بحق عدد من المعتقلين والسجناء، واتهام عدد من السجناء بالارهاب والمطالبة بعقابهم قصاصا على جريمة الناصرية. اننا كجبهة وطنية عراقية، نطالب بالتحقيق الشامل والشفاف لكشف دوافع الجناة وتوقيت ومكان الجريمة ، وهناك من الدلالات المريبة في هذا الحدث ان حشر النظام الايراني نفسه فيها مدعيا وجود عدد من القتلى الايرانيين وجدوا في عين المكان، وهي حجة مبيتة وخبيثة، ستكشف عنها الايام مدى المكر الفارسي وتورطه المبيت والمكشوف في تفاصيل هذه الجريمة النكراء،واننا نناشد شعب العراق وقواه الوطنية الشريفة بتراص الصفوف والعمل دون تأخر لمواجهة تداعيات الفترة القادمة. ان عراقنا الصابر وشعبنا المكلوم قد وصل الى طريق مسدود ووطننا بات مهددا بالتقسيم، ويزداد التدخل الصفوي الفارسي في كل شؤون العراق، حيث تحتل ايران، عبر وكلائها، وتستثمر نفط العراق وتهريبه عبر منافذ وباساليب عدة، وتديرعصابات المافيا السياسية والطائفية ملفات العراق الاقتصادية والامنية بكل اشكالها ، وجنوبا تم منح الكويت امتيازات التحكم في خور عبدالله ، وشمالا يعبث الاتراك بمنطقة الحكم الذاتي، بلا رقيب وهم يهددون علنا مع ايران، في اصطفاف اقليمي مشبوه، بالتدخل العسكري في العراق، استغلالا للنتائج المرتبطة بالاستفتاء المزعوم في 25 ايلول وما سيظهر من خطوات تحقق مرامي واهداف اصحابه والساعين الى تنفيذه . من هنا نناشدكم باسم العراق ، كلكم معنيون بمصير العراق، فيا احرار العراق وابنائه من شيوخ ورجال دين ومثقفين وكسبة مسحوقين ان تنهضوا بوقفة رجل واحد ، وتردوا كرامة ارضكم وشرفكم ولتخليص شعبنا من شرور هذه الحيتان وافاعي وعقارب الزمن الرديء. ولكم من العراق وطنكم، ذمة في اعناقكم لانكم اصحاب قضية حق، وانتم مطالبون بتحريره وانقاذه وحمايته وبنائه واستعادته الى اهله وامته دولة وشعبا وترابا موحدا . الرحمة والخلود لشهداء العراق
الامانة العامة للجبهة الوطنية العراقية ١٥ / أيلول / ٢٠١٧
|