البارزاني يلمح لتمرد دفع البشمركة للانسحاب من كركوك
العبادي يعلن أن استفتاء الانفصال أصبح من الماضي داعيا اربيل للحوار تحت سقف الدستور العراقي.
ميدل ايست أونلاين
تقدم عراقي حاسم يجهض الأطماع الكردية
أربيل/بغداد – ألقى رئيس إقليم كردستان العراق المنتهية ولايته منذ 2005 مسعود البارزاني مساء الثلاثاء باللائمة على جهة سياسية داخل الاقليم لم يذكرها بالاسم، كانت وراء انسحاب قوات البشمركة من مدينة كركوك، في تصريح يعكس وجود تمرد كردي على قرارات البارزاني والموالين له.
وقال في رسالة وجهها لسكان الاقليم، إن انسحاب قوات البشمركة من مدينة كركوك (شمال) وانتشار القوات العراقية، كان نتيجة "قرار فردي اتخذه أشخاص يتبعون جهة سياسية داخل الإقليم "وانتهت نتيجة هذا القرار بانسحاب البشمركة بهذا الشكل والطريقة التي رآها الجميع".
وتابع البارزاني الذي كان المحرك الأساسي لاستفتاء الانفصال "نؤكد أننا سنبذل كل جهدنا وسنفعل كل ما هو ضروري من أجل الحفاظ على مكتسباتنا وحماية الأمن والاستقرار لشعب الإقليم".
واختتم رسالته بالقول إن "شعب الإقليم سيصل إلى مبتغاه وإرادته ومطالبه عاجلا أم آجلا، وعلينا اليوم أن نؤكد على ثقتنا بقوة شعبنا ووحدة صفه".
واستعادت القوات العراقية السيطرة على مدينة كركوك ومناطق شاسعة جنوبي وغربي المدينة وعلى المناطق النفطية خلال عملية عسكرية بدأتها فجر الاثنين، وانتهت بانسحاب البشمركة من المنطقة دون مقاومة تذكر.
وكانت البشمركة تسيطر على المناطق المتنازع عليها في محافظات كركوك ونينوى (مركزها الموصل) وديالى وصلاح الدين عقب انسحاب الجيش العراقي أمام اجتياح تنظيم الدولة الاسلامية لشمالي وغربي العراق صيف 2014.
ودعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى حوار عاجل بين الحكومة المركزية في بغداد وقيادة إقليم كردستان لحل الأزمة التي سببها إجراء استفتاء الانفصال.
ومعصوم كردي يتولى منصب الرئاسة الشرفي إلى حد بعيد في الدولة العراقية حيث تتركز معظم السلطات في يد رئيس الوزراء الذي ينتمي للأغلبية الشيعية.
أصبح من الماضي وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الثلاثاء إن الاستفتاء الذي وصفه بالباطل والذي أجري الشهر الماضي بشأن انفصال إقليم كردستان شمال العراق "انتهى وأصبح من الماضي".
وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي دعا العبادي إلى "حوار تحت سقف الدستور العراقي"، مجددا التأكيد على أن بغداد "لن تدخل في اقتتال داخلي".
وحذر "أي جماعة من القيام بأعمال تخريبية في كركوك والمناطق المتنازع عليها"، مضيفا أن "أي اعتداء على مواطن في كركوك هو اعتداء علينا".
كما نفى نفيا قاطعا وجود أي اتفاق على تشكيل اقليم جديد داخل اقليم كردستان يضم السليمانية وكركوك وحلبجة.
ووكان نائب كردي قد تحدث عن اتفاق مع بغداد على اقامة اقليم جديد يضم المدن الثلاثة أفضى لانسحاب قوات البشمركة وانتشار القوات العراقية.
وتأتي دعوة العبادي للحوار بينما واصلت قوات البشمركة الكردية الانسحاب من عدة مواقع كانت قد انتشرت فيها منذ العام 2014، دون مقاومة، فيما أعلن قيادي في قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل شيعية مسلحة موالية لإيران، أنه جرى التفاوض مع القوات الكردية لتأمين انسحابها دون قتال.
وقال أبو آلاء الولائي في بيان تناقلته مواقع اخبارية عراقية الثلاثاء، إن تفاوض الحشد مع البشمركة أفضى إلى انسحابهم إلى حدود 2003 وتسليم سد الموصل لإدارة عراقية.
وأعلنت وزارة البشمركة في حكومة اقليم كردستان الثلاثاء في بيان، أن خطوط التماس بين قوات البشمركة والجيش العراقي سيعاد تنظيمها وفقا للاتفاق الذي جرى بين الجانبين العام الماضي، لافتا إلى أن الجانبين سيعودان إلى مناطق التماس قبل يوم واحد من تلك الاتفاقية.
وأشارت مصادر عراقية إلى أن البشمركة انسحبت الثلاثاء من عدة مواقع كانت منتشرة فيها عقب تحريرها من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية.
وحسب المصادر ذاتها انسحبت القوات الكردية إلى حد الآن من سنجار ومخمور والكوير وطوزخورماتو وداقوق.
وأكد النائب أحمد الجبوري أن قطعات البشمركة انسحبت من معسكر الكسك واسكي موصل وقرى شندوخة وتل الريم والقادسية باتجاه ناحية زمار شمال غرب الموصل.
وفي تطور آخر نفى مسؤول في معبر برويزخان الحدودي بين العراق وإيران، ما تردد حول سيطرة قوات الحشد الشعبي على المعبر في وقت سابق الثلاثاء.
وأفاد المسؤول الإعلامي في المعبر أرام سايهان في بيان بأن الجيش العراقي والحشد الشعبي لم يسيطرا على المعبر الحدودي.
وأضاف أن الجانب الإيراني يغلق المعبر الحدودي أمام التجارة والمسافرين منذ ثلاثة أيام.
ومعبر برويز خان يقع على بعد نحو 20 كلم من قضاء كلار التابع لمحافظة السليمانية بإقليم شمالي العراق.
وفيما لم ترد معلومات عراقية رسمية عن وقوع قتلى في أحداث كركوك، قال الجيش الأميركي الثلاثاء إنه تلقى روايات متباينة تفيد بمقتل ما بين ثلاثة و11 شخصا في اشتباك وقع الاثنين بين القوات العراقية والقوات الكردية.
وأقر الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بمحدودية قدرة الولايات المتحدة على جمع معلومات ميدانية بشأن المواجهة بين الطرفين الحليفين لواشنطن.
وأضاف أيضا أنه ليست لديه معلومات عن وجود وحدات للحرس الثوري الإيراني داخل مدينة كركوك العراقية وحولها على الرغم من تقارير من كردستان العراق تفيد بذلك.