عودة اول مسيحي للموصل القديمة وجثث الدواعش تملئ منزله المدمر
«
في: اليوم في 07:44 »
عنكاوا كوم/ الغد برس/
عاد المواطن المسيحي ابو توني البالغ من العمر 68 عاما، الى المنطقة القديمة بأيمن الموصل، لغرض اعادة تأهيل منزله، لكن المنزل لم يكن خاليا على ما يبدو.
وقال ابو توني لـ"الغد برس" ان "اقامتي طيلة الفترة الماضية في اربيل، ولكن اصراري على العودة للمدينة الام وبالتحديد منزلي جعلني اشاهد العديد من الاشياء المفاجئة".
واضاف انه فوجئ عندما شاهد الجثث لكنه اصر على ضرورة ان ترفع الجثث، مبينا انه ليومين ظل يبحث عن الكوادر البلدية والدفاع المدني لرفعها، خوفا منه انها قد تكون لمدنيين قضوا خلال الحرب.
واشار الى ان "التنظيم خيرهم بين ثلاث اما الاسلام او دفع الجزية او الرحيل وحددت جمعة 18 من تموز 2014 يوما لرحيلهم".
وبين ابو توني ان "خرج من الموصل برفقة عائلته والجيران في محاول للوصول الى قرقوش معقل المسيحيين في نينوى لكنه اجبر على التوقف في الحي العربي بالجانب الايسر في الموصل، عند حاجز للتفتيش وضعه الارهابيون في تنظيم داعش انذاك"، موضحا انه "اجبر على نزع الصليب من رقبته وكذلك عائلته كما صودرت جميع الاموال التي معهم وتقدر بنحو 30 الف دولار ومصوغات ذهبية قبل ان ينقلوا بعجلات التنظيم الى اطراف قرقوش".
ولفت الى ان "اسعار الايجار انهكت عائلته كما اثر عليهم وقف دعم الكنسية الذي توقف بعد تحرير الموصل، ورحل الكثير من اقاربه الى خارج العراق ما دفعه بالبحث بين بقايا قديمة الموصل عن منزله وكنيسته التي يرتادها".
هناك لم يجد المسن المسيحي سوى الخراب وجثث داعش لكنه اصر على الشروع بأعادة ترميم منزله ليسجل سابقة كأول مسيحي يعود الى دياره في الموصل القديمة.
وقال دريد حازم وهو مسؤول رفع الجثث في القديمة الذي يعود اداريا لبلدية الموصل لـ"الغد برس"، انه "يوميا يعود السكان وعادة ما يعثرون داخل منازلهم على جثث او قنابل، رغم ذلك نحن نعمل معهم على العودة".
وبين ان "اول مسيحي عاد الى الموصل وجد امامه الجثث، نحن كحكومة محلية من واجبنا رفعها وتوفير كل ما يحتاجه الناس هنا، رغم معداتنا ومواردنا المحدودة لكننا نتعاطى مع الجميع خصوصا السكان المسيحيين الراغبين بالعودة".
وسجلت الموصل عودة 70 عائلة مسيحية لكنه لم تفضل السكن هناك لاحقا وعادت الى قرقوش او اربيل، لكن لا زالت تتوصل مع الموصل، فالكثير من العائلات لديها طلبة في جامعة الموصل او موظفيين حكوميين لذلك قرروا البقاء خارج المدينة.
ويقول الاب حنا بولس لـ"الغد برس"، ان "الكنيسة باتت مؤمنة بضرورة عودة المسيحيين الى ديارهم لكن الكثير منهم لا يزالون يتخوفون حيث لا تواجد بوادر حقيقة لاعادة حقوق المسيحيين او مساعدتهم على عبور الازمة".
واضاف ان "كل الكنائس خصوصا المهمة والقديمة في ايمن الموصل لا زالت مدمرة ومنسية".
وقال محافظ نينوى نوفل العاكوب لـ"الغد برس" انه "ندعو كافة المسيحيين للعودة ليس فقط الى سهل نينوى (قرقوش، برطلة، بعشيقة، تلكيف) وانما الى جميع مناطق مدينة الموصل، وستقدم الحكومة المحلية لهم كل ما يحتاجون".
وفي قرقوش او كما تعرف بالحمدانية عادت الاف العائلات لكنها لا تزال تجد صعوبة بالتعايش هناك خوفا من وقوع اعمال مشابهة للتي يشنها المتطرفون ضد الاقليات.
كنائس قرقوش هي الاخرى عادت بشكل افضل من كنائس الموصل رغم الحرائق التي لا زالت اثارها شاخصة على الجدران.
ولكن بضع مقاهي ومحال ونوادي ليلة افتتحت هناك، كما هو الحال في بعشيقة وبرطلة وتلكيف التي تسكنها الاقليات.
وتضم الموصل القديمة كنائس واديرة ابرزها كنيسة الساعة التي تمتاز بساعتها، لكن التنظيم حول دور العبادة المسيحية الى سجون ومراكز لامنية التنظيم.
وتعاني الموصل من نقص كبير في تقديم الخدمات، وتعزو السلطات المحلية الامر لعدم جدية
الحكومة الاتحادية في دعم المحافظة، وهو ما يجعل الكثير من المسيحيين يفضلون البقاء في اربيل او دهوك بأقليم كردستان رغم شح الموارد المادية عدهم.
260K Google +6092 6097 2335 2889 906
54ams1l.jpg (73.58 كيلو بايت, 674x393 - زيارته 4167 مرات.)