الرسائل الإلكترونية المتبادلة مع هانس بلكس لمناسبة مرور خمسة عشر عاما على احتلال وتدمير العراق
[size=32]الرسائل الإلكترونية المتبادلة مع هانس بلكس لمناسبة مرور خمسة عشر عاما على احتلال وتدمير العراق [/size]
محاضرة هانس بلكس في جامعة أوبسالا السويدية
يوم 21 مارت 2018
[size=32]هل العالم متجه الى الحرب ام السلم؟ [/size]
حينما ننظر الى العالم اليوم نشعر بعدم الأمان, فالحروب مستعرة في سوريا, افغانسنان, صوماليا, سودان, كونغو, وأوكرانيا. مع التوترات في كوريا ومياه جنوب الصين... وفي أماكن متعددة يستمر التسليح على قدم وساق بأسلحة متطورة في الميادين والفضاء. يضاف اليها مشكلة المناخ, فحينما يذوب الثلج في الشمال يصاحبه غازات نتيجة ابار النفط المستعملة والمسببة الى ارتفاع غاز ثاني أوكسيد الكاربون. وفي هذه الأوقات الحزينة الكئيبة نتساءل ونقول هل الإنسانية العالمية في طريقها الى الانتحار السريع بواسطة الحرب الذرية؟ أم البطيئة في الانتحار بواسطة المناخ الحار؟؟ إنه لمن المنطق هو أن الحل في أيدينا لتجنب فواجع الحرب والمناخ , لكن السؤال الجوهري المهم هو هل ان لدينا القابلية من العقل والأدراك والجمعيات التي تؤيد وتنفذ ذلك؟؟
هناك بعض من بصيص الأمل نراه في معاهدة باريس للمناخ مع الصين والهند لكن هناك الكثير من العلامات التي لأ تبشر بالخير ومنها خروج الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة باريس. انها حقائق مرة تفرض ارادتها في السياسة والجمهور المتمثلة في سياسة الرئيس ترامب. ان عدم الاكتراث لإيجاد الحلول والتشخيص يثير التساؤل:
كيف نستطيع إيجاد العلاج الصائب؟ هذه الأفكار تأخذني مباشرة الى حرب العراق التي جرت قبل خمسة عشر عاما: لقد تجاهلوا تقارير المفتشين في هيئة الأمم المتحدة واعلنوا الحرب بأكاذيب وتزوير منافية للعقل والمنطق: -- نريد القضاء على أسلحة الدمار الشامل -- التي لم تكن موجودة.
-- نريد القضاء على القاعدة الإرهابية – وهي أيضا لم تكن موجودة في العراق ولكنهم جيئ بهم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق.
-- سنقيم الديمقراطية التي ستكون النموذج الأمثل في الشرق الأوسط – لكنهم جاؤا بالفوضى و ISIS (داعش) بدلأ عنها.
قد يكون من الجائز أن بعض القادة من ألأمريكيين اعتقدوا بذلك أو أنهم أرادوا تصديق ذلك لكن القادة الأمريكيين المسيطرين على قرار الحرب كان لهم شان اخر. قد يكون من الجائز ان السبب هو أنهم استغلوا الغضب العارم الذي شعروا به بعد احداث 11 أيلول على برج التجارة العالمي وواشنطن. الولايات المتحدة الأمريكية التي ربحت الحرب الباردة وأصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم شعرت بطعنة نجلاء بعد الأحداث فأرادت ان تُظهر قوتها وجبروتها بعقاب شديد صارم. فبدأت بدعم دولي بعقاب حكومة أفغانستان التي سمحت للقاعدة ان تعمل من اراضيها وكان بمقدور الولأيات المتحدة الأمريكية ان تبقى في افغانستان للقضاء المبرم على حكومة طالبان لكنها اثرت استمرار الحرب فقط. في أفغانستان.
العراق, ايران وكوريا الشمالية- ثلاثة دول لم تكن مطيعة الى الولايات المتحدة فاعتبرها بوش مارقة محور الشر وبدأت واشنطن منذ بداية عام 2002 تهدد بإزاحة صدام حسين بالقوة العسكرية وابداله بحكومة عراقية مطيعة الى أمريكا. لقد قيل ان جون بولتون, المعروف من الصقور والذي عينه ترامب الأن في منصب المستشار الأمني قال : أولأ نذهب الى بغداد وبعدها الى اليمين....نعم بغداد احتلت عام 2003 واليوم هو السؤال هل ان الاتجاه سوف يُصِوًبْ الى ايران ؟...وماذا بعد مع البلد الثالث في محور الشر...كوريا الشمالية؟ هل سنذهب في حرب ام سلأم؟؟ 11 أيلول تشير الى الحرب !!
سأعود الى كوريا الشمالية لكنني اولأ اعود الى بوش حينما قدًم الحرب على العراق بانها حرب على الشر البلد الذي لا يريد التعاون مع الخير. أعتقد وارى ان التدخل الأمريكي في العراق كان حربا للسيطرة الدائمة والتظاهر لما وصلت اليه أمريكا من نفوذ في الشرق الأوسط والعالم. لقد كان من الطيش جعل السبب 11 سبتمبر. كيف يكون واقع الحال مع هذه السيطرة الأمريكية في وقت تتنامى فيه قوى أخرى خاصة الصين التي تتنامى لتصبح قوة فاعلة أساسية ذات تأثير في حفظ السلأم العالمي؟
خلال فترة الحرب الباردة من سنة 1945 والى 1990 كان العالم يتمتع بقطبين اقتصاديين بقيادة الولأيات المتحدة الأمريكية وموسكو ولكن بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1990 وما تبعه اصبح العالم ذو قطب واحد. لم تكن الصين قد قويت بعد وروسيا كانت تحت حكم يلسن الفوضوي مع حرية الصحافة وتقلص القوة العسكرية وتخفيضها مما جعل بوش الأب وجَورباشوف يتفقان على تخفيض التسلح.
خلأل التسعينيات أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القطب المهيمن الأوحد في العالم، الأمر الذي جعلها تستطيع ان تقود الحرب مع تكاليف التسلح الباهظة. كانت بوادر التسوية مع كوريا الشمالية قد لأحت في الأفق خلأل الأشهر الأخيرة من عهد كلنتون, لكن بوش رفضها في بداية عام 2001 رغم ان وزير خارجيته كولن بأول كان راغبا بها.
خلال نهاية التسعينيات كان القصف مستمرا في يوغوسلافيا دون موافقة محلس الأمن أدى الى تدخل روسيا. تدخل الناتو الذي بدأ عام 1999 واستمر 2001 اتار الأنزعاج والغضب في موسكو واثار الشكوك في التدخل الغربي. وبعد تسلم بوتن الحكم بدأ التسلح في روسيا يزداد وفي مجلس الأمن كان التعاون بين روسيا وامريكا خلأل اكثر سني التسعينيات واضحا لكن الحرب على العراق واحتلاله عام 2003 أعطت الدليل القاطع ان أمريكا كانت مستعدة لتجاهل روسيا والبلدان الأخرى التي جميعها كان لها الحق في استعمال حق الفيتو كالصين وفرنسا. ورغم محاولة أوباما لردء الصدع مع روسيا الأ أن العلأقة بقيت باردة وباردة.
هناك الكثير من التعليقات حول حرب العراق عام 2003 أولها ان الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها كانت تنقصهم موافقة مجلس الأمن وقوانينه وان الأكثرية كانت تطالب باستمرار التفتيش لمعرفة الحقائق, لكن ذلك لم تعره أمريكا اهتماما, على عكس انكلتره – بلير الذي كان قلقا لأنه لم يكن في حرب بعد بل كان همه وانشغاله هو اظهار قوته في محاربة الدكتاتور القاسي إضافة الى انه أراد اثبات تأييده وتضامنه مع أمريكا وجائزا إمكانية فرض التأثير والنفوذ.
كيف نفسر ان الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أعلنوا انفسهم حماة (شريف) للعالم دون موافقة هيئة الأمم المتحدة؟
في إنكلترا نفسها شاهدنا الأغلبية كانت سلبية. لكن في أمريكا كان الأمر مختلفا ما بين الدمقراطيون والجمهوريون. ففي الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2004 أي بعد حرب العراق قال جون كيري, الذي كان مرشحا للدمقراطيين, اذا لم يكن الأمر للدفاع عن النفس فإنه ا من الحاجة الى نوع من شراكة المجتمع الدولي – اختبار عالمي – لكي يُستعمل السلأح. أجابه الجمهوريون في الحال بان يضعوا شروطا – ورقة رخصة او ترخيص – للوقاية من الهجوم على الأمريكيين. هذا الطريق سار عليه الجمهوريون لعدة أيام وبعدها قال المندوب الأمريكي في هيئة الأمم المتحدة نكي هالي: اذا لم يكن مجلس الأمن مستعد لمعاقبة نظام دمشق لاستعمالهم الغاز فإن أمريكا مستعدة لذلك.
رب سائل يقول: اليس من الصواب ان أحدهم يتدخل ضد الجرائم التي تحصل ضد الشعوب في وقت تكون فيه هيئة الأمم المتحدة مشلولة عن عملها؟ من الجائز ان البعض يؤيد ذلك لكن اذا كان الأمر كذلك دون حساب أو رقيب فأن أمريكا تستطيع بكل حرية وكما تريد ان تقرر بنفسها بضرب من يخالفها في الرأي وكذلك الأمر بطبيعة الحال عند الأخرين الأمر الذي يجعل قوانين هيئة الأمم المتحدة في النزاعات الدولية لنيل الحقوق خارج عملها.
كمثال نتذكره ان هيئة الأمم المتحدة لم تتدخل لإيقاف القتل الجماعي في راوندا عام 2005 الأمر الذي جعلها في حرب العراق أن تقرر بالأجماع اصدار قرارها R2P ومعناه الحق في الحماية والوقاية: وللإيضاح ان الدول المستقلة التي لأ تستطيع حماية رعاياها فالواجب على هيئة الأمم المتحدة القيام بذلك” استنادا الى قوانينها”. أي أنها تفتح باب الحوار, ولكن في حالة ان يتطلب الأمر الى استعمال القوة فيجب الحصول على موافقة مجلس الأمن أو جماعة مختصة من هيئة الأمم المتحدة للموافقة على ذلك. كما يتطلب أيضا وجود بعض الدول الراغبة في ارسال قواتها المسلحة. خطر الشلل يبقى موجود.
الحالة الوحيدة في استعمال قرار R2P في هيئة الأمم المتحدة الذي فشل هو مسرحية الناتو في ليبيا 2011 الذي أدى الى سقوط القذافي واندلاع الحرب الأهلية التي مازالت قائمة. هذا يؤكد بعد الخبرات من حرب العراق انه من الحماقة والجنون ان التدخل العسكري من الخارج حتى بموافقة محلس الأمن يأتي بالأمان والدمقراطية.
هذا الفهم والأدراك مهم, فمن اجل الرغبة في احتلال وتدمير بلد الذي كان تاريخيا سببا الى الحرب يجعلنا ان ناخذ العبر من الكويت والقرم التي أصبحت نادرة وبدلأ عنها نرى اليوم انه بدلأ من الاحتلال المباشر يحل محلها التدخل الداخلي في فترات قصيرة محدودة كالمطالبة في ابدال الحاكمين غير المرغوب فيهم باخرين مؤيدين.
أوباما الذي كان معارضا الحرب على العراق 2003 رأى على حد سواء الخطر من التدخل العسكري المباشر وأخطار المواجهة مع روسيا والصين. وكما اراه انا فقد اختار سياسة وطنية مفادها الاحتفاظ بالقيادة ألأمريكية بقدر المستطاع وبأقل كلفة من استعمال الأسلحة. لقد كان دبلوماسيا مع الصين ولكنه بنفس الوقت اخذ يقوي علاقاته مع الهند, استراليا, اليابان, وجنوب كوريا كوقاية من الصين. لقد تجنب بجعل أمريكا كلاعب رئيسي في ليبيا وكذلك اكثر اشتراكا مباشرا في سوريا 2011 حينما احتج الدمقراطيون ضد نظام الأسد. لقد انتقدوه في أمريكا لكن اذا كانت بلدان أخرى كالسعودية, دول الخليج وايران أيضا متحفظة كذلك فان الأوضاع لأ تتطور الى ماهو عليه الأن من الحروب الأهلية المستمرة.
كذلك السؤال المتعلق ببرنامج ايران النووي الذي توصل أوباما الى حله بالطرق السلمية وتجنب التدخلات. لم يتجه الى اليمين من بغداد. بعد مفاوضات طويلة وصعبة نجحت أمريكا ومعها الدول الكاملة العضوية في مجلس ألأمن ومعهم الاتحاد الأوربي وألمانيا 2015 على توقيع معاهدة مع ايران (JCPOA) تتعهد بكل جدية قوية ان تتخلى عن برنامجها النووي وتسمح المراقبة من المفتشين الدوليين IAEA. أوباما كما أعتقد يستحق جائزة نوبل على ذلك.
الشيء المرعب الأن هو ان الدروس المحزنة من المغامرات في العراق 2003 خفًت وطأتها في واشنطن, لكن بضغط كبير من إسرائيل- حزب الليكود واللوبي الصهيوني في امريكا يعطي الانطباع على ان رغبة ادارة ترامب هي الغاء معاهدة ايران بالتخلي عن برنامجها النووي التي صادقت أمريكا عليه مع مجلس الأمن وكذلك الاتحاد الأوربي. كيف ستتطور الأمور؟ الجواب: لأ نعرف ذلك ! أننا نلاحظ بكل وضوح أن ترامب ليس ك أوباما مهتما بأن يستعمل الدبلوماسية ليحتفظ بالنفوذ الأمريكي. إنه يتحالف بكل قوة مع إسرائيل, العربية السعودية ودول الخليج وانه يتظاهر بكل سرور بقوة أمريكا العسكرية سواء كان ذلك في استعراض شارع بنسلفانيا في واشنطن او في قصفه اهداف في مناطق أسد في سوريا وكذلك حاملة الطائرات والطائرات المقاتلة قريبا من كوريا. هل يوجد في قيادة ترامب البعض ممن لهم مرونة؟ أين يكون موقعه في السؤال عن شمال كوريا؟ لقد تحدث ترامب بسخاء وأعطى إشارات الى كوريا الشمالية على انه راغب للتحدث معهم عن كيفية التخلص من سلاحهم النووي مع الصواريخ. كان الجواب من كوريا الشمالية انهم راغبون بسخاء التحدث الى أمريكا عن كيفية الاعتراف أن كوريا الشمالية أصبحت دولة تملك السلأح الذري .كيف ستتطور الأمور من هذه البداية والى النهاية؟ في وقت يفكران الطرفان في القضاء على الأخر؟
-القضاء على السلاح النووي والصواريخ بعيدة المدى لكوريا الشمالية لإعادة الثقة.
-الأمان الى كوريا الشمالية تجاه أي اعتداء والتوقف عن العقوبات والمقاطعة. استنادا الى ما يضمره ترامب وادارته تجاه ايران تجعل من الصعوبة الاعتقاد ان كوريا الشمالية تشعر بالثقة والاطمئنان الى ما يقرره ترامب من تعهدات على الورق, وبالمقابل فرغم الاتفاق السري بين كوريا الشمالية مع أمريكا وكوريا الجنوبية في إمكانية التنقيب على اليورانيوم فإن أمريكا ليس لها الثقة العمياء بتعهدات جديدة من كوريا الشمالية من أنها سوف تتخلى عن برنامجها النووي مع الصواريخ الموجهة.
- المخرج الوحيد من الأزمة الحالية المقلقة هو التفاهم والاتفاق الذي قد لأ يحتاج الى ان يكون مكتوبا او مراقبا هو ان كوريا الشمالية تتعهد بالتوقف عن اجراء مزيد من تجاربها النووية مع الصواريخ الموجهة وتسمح بلم الشمل للعوائل الكورية في الجانبين وبالمقابل تتوقف أمريكا من تهديداتها ومنوراتها العسكرية وتخفف من حصارها على كوريا الشمالية.
-هناك صعوبة أخرى من ان ترامب ربما يريد مفاوضات يترأسها بنفسه تنتهي الى مضاربة ليس فقط في إيقاف خطر الحرب المهددة. وهكذا فإن هناك الكثير من الغموض رغم المحاولات المضنية في استوكهولم، نيويورك وفي أماكن أخرى فما زلنا غير متأكدين أن لقاء ترامب مع كيم يونكَ اون سيتم.
من المحتمل ان هناك مشكلة في المجتمع يعرفها ترامب جيدا أن الشعب الأمريكي سئم ويقف سلبيا ضد المغامرات الحربية وكذلك ان هناك انتخابات قادمة لإختيار أعضاء الكونجرس في الخريف القادم.
هناك مشكلة أخرى مع ترامب، كما هو الحال مع الدول الأخرى التي تملك السلاح النووي, كما أعتقد, وهوانه حتى لو أراد ترامب ان يُذكًر العالم بما يقوم به الأن تجاه السلاح النووي فإنه يتجنب الاصطدام المباشر مع الدول الأخرى التي أيضا تملك السلاح النووي. خطر التنافس الى حرب ذرية شاملة يولًد الحذر الشديد وهو شيء نعرفه من أزمة كوبا 1962. ومن هذه الأزمة نعرف أيضا ان جميع المشتركين كانوا يريدون حل الأزمة لكن دون تنازل قيد شعرة. كانت الحاجة والمقدرة أنهم ساروا في طريقين مختلفين التقيا بعدها دون أن يشعر أحدهم أنه خسر المعركة وهذا ما نحتاجه في الأزمة الكورية.
الأمر ينطبق أيضا على الأزمة في أوكرانيا التي تعقدت ولها الحلول:
-تسحب روسيا دعمها الى الانفصاليًن في شرق أوكرانيا وتعترف بانضمام أوكرانيا الى الاتحاد الأوربي فيلغى الحصار وتبقى أوكرانيا خارج الناتو. وبالمقابل عدم الاعتراف أن القرم مستولى عليها.
وأخيرا: واشنطن وكذلك بيجين وموسكو يعلمون ان عالم القطب الأحادي الذي تصدرته أمريكا لفترة من الزمن بدأ يتغير ببطء وفي بعض الحالات تغير بالفعل الى تعدد عالم الأقطاب. أمريكا ليس في طريقها الى فقدان الهيمنة العسكرية والاقتصادية، لكن قدرتها على الهيمنة تضاءلت والسبب هو ان بلدانا أخرى اهمها الصين وكذلك الهند, البرازيل, وبلدان أخرى تتنامى.
عمليات التغير هذه ليست خالية من المخاطر على السلم العالمي. فمن ترامب نتوقع الاستمرار في الصلابة والصخب ولكن باعتقادي أيضا الحيطة والحذر لكي يتجنب الاصطدام المباشر مع الصين - والجزر في بحيرة الصين الجنوبية أو مع كوريا الشمالية.
قد يكون هنالك سوء فهم, نزاع الهيبة. الحرب؟ أعتقد ان دول السلاح النووي بعد أزمة كوبا 1962 تشعر انه من الخطر الوقوف في تصادم مباشر مع بعضها. وما عليهم إلأ أن يزيدوا من احترامهم الى هيئة الأمم المتحدة وقوانينها مع الاحترام فيما بينهم.
دعني اختم المقال بمقطع من قصيدة أحبها الى الكاتب الدانماركي Piet Hein التي كتبها خلال الحرب الباردة مع شعور الخطر من مبارزة نووية: المقطع يقول:
The noble art of losing face
May
One day
Save the human race:
من الجائز القول اننا من اجل ان ننقذ الإنسانية نحتاج الى الكثير من الاحترام الى قوانين هيئة الأمم المتحدة -- والكثير من الدبلوماسية لكي نتجنب ان احدهم يفقد وجهه حينما يعقد التسوية.
مع اكثر تواضعا في الشعر أضيف مايلي:
Let diplomacy be the noble art
That prevents upset the nuclear applecart
That saves the famous ruler`s face
And allow him to retreat with grace
HANS BLIX
قرأت المحاضرة بكل امعان وتروية وأرسلت اليه تعليقي يوم 29 مارت 2018:
الدكتور محمد زاير(كاتب المادة) مع السيد هانس
عزيزي هانس
محاضرتك أعطتني الفخر، والقوة مع الفرح والحزن في ان واحد ونحن نعيش ذكرى مرور خمسة عشر عاما على الحرب غير الإنسانية تجاه الشعب العراقي معتمدة على الأكاذيب ومرة اخرى الأكاذيب. لقد قمت بترجمة المحاضرة الى اللغة العربية باستثناء أشعارك الرائعة باللغة الإنكليزية التي اختتمت المحاضرة. أكون جدا شاكرا لو تفضلتم بالإجابة على أسئلتي وتعليقاتي أدناه:
1- هل تسمح لي أن أرسل الترجمة مع التعليقات الى زملائي وأصدقائي المنتشرين في العالم ؟ ونشرها في مجلة الكاردينيا في سويسرة التي نشرت عام 2013 التقائي معك أثناء حفلة السفيرة ايفا امنيوس؟ لإنها حقائق تاريخية ستتذكرها الأجيال العراقية القادمة.
2- لقد افتقدت في المحاضرة ادعاء بلير حول ال 45 دقيقة! وكذلك التعذيب الوحشي في سجن ابي غريب- بغداد وملايين العراقيين الذين قُتلوا, جُرحوا, أصبحوا لاجئين في العراق وخارجه. كذلك خطة بريمر المخطط لها في حل الجيش العراقي لكي تسود الفوضى والمصائب وتسليم الحكم الى من خان وطنه من الجهلة والعمائم الذين سرقوا الأموال الطائلة التي يعرفها الأن الشعب العراقي بعد مرور خمسة عشر عاما من وجودهم. نحن نعرف أن صدام حسين أوجده ال CIA فقد اعترف بذلك بريجينسكي والساعدي احد أعوان صدام الذي قال: لقد جئنا بقطار أمريكي. والخميني في ايران لقى كل المساعدة والترحيب في باريس (ولكن ليس الى بن لأدن) لكي تنقله الطائرة الفرنسية الى طهران عام 1979 ليتسلم الحكم بينما كان الشاه المريض يُرفض طلبه للعلاج في أمريكا فمات في القاهرة. وفي نفس الوقت كان الرئيس ريكَن يتفاوض تحت الطاولة مع الإيرانيين لبيعهم السلاح لكي يستعمل المال الى ما سُمًي بفضيحة ايران- كونترا. وهكذا وبصورة مفاجئة رأينا ولادة نظام قومي متطرف في العراق وديني متطرف في ايران الذي تبعه حرب دموية ضروس التي استمرت ثمانية أعوام سببها الخطط الأمريكية المدروسة.
3- 11 سبتمبر: لقد وصلتني عدة ايميلأت فحواها بالدليل القاطع على ان الهجوم مدبر من قبل الصهيونية العالمية لكي يبقى الطريق مفتوحا الى أمريكا التي ستجد الذرائع لشن الحروب متى وأين كيفما شائت. لم يداوم أي يهودي في دوامه أثناء الهجوم يوم 11 سبتمبر. بالمناسبة أود القول أنني أثناء حياتي في العراق كان أقرب أصدقائي هم من اليهود الذين ما زلت أحن للقائهم. الصراع في فلسطين سوف لأ ينتهي. تصور لو ان الحل يكون بإعلان جمهورية فلسطين لكل انسان له جذور وحق في العيش بأمان, احترام البعض مع المحبة والوئام والسلأم !
4- كل ما يحصل الأن من مصائب في العالم تتفق تماما لما جاء في البروتوكولات الصهيونية عام 1897 حينما افتتح هرتزل المؤتمر الأول في باسل- سويسرة : نسيطر على دور النشر كبونير في السويد ...الخ البنوك والاقتصاد مع نشر الفوضى والحروب في جميع انحاء العالم لكي تستطيع إسرائيل ان تتوسع, وهذه ما نجده الأن في شارع دروتننكَ في استوكهولم, أرلوف في مالمو, بنجلادش مع الكثير. لقد وصلني ايميل مصدره إسرائيل يؤكد ان ايزس (داعش) صنعتها إسرائيل.
5- أختتم القول بالشكر الجزيل متمنيا لك وللعائلة الكريمة الصحة والعافية والسعادة والسلأم في العالم.
مع تحياتي الحارة
أجابني في اليوم الثاني 30 مارت :
[size=32]عزيزي محمد
شكرا على تعليقاتك المتعلقة بمحاضرتي في أوبسالا. نعم تستطيع ترجمتها ونشرها! هناك الكثير لقوله. حاول فهم وتوضيح ان الوقت كان قصيرا لإلقاء المحاضرة يتطلب الإيجاز. لدي صديق ذكي قديم لا يعتقد بما روج له الأمريكان الرسميين من تفسيرات حول أحداث 11 سبتمبر, وأنا شخصيا أجد من الصعوبة الاعتقاد ان السبب هو مؤامرة أمريكية أو يهودية.
أتمنى لك وللعائلة أعياد فصح وربيع سعيدين
هانس[/size]
الكاردينيا:ادناه مقال كتبه الدكتور (محمد زاير) عام 2015 بعنوان/لقائي مع هانس بلكس:
https://algardenia.com/maqalat/19535-2015-10-14-10-55-25.html