قطر تتلقى صفعة جديدة في حملة خارجية لتلميع صورتها
شركة ستونينجتون ستراتيجيز الأميركية للعلاقات العامة تنهي تعاقدها مع الدوحة بعد انكشاف جهودها لاختراق دوائر صنع القرار للتأثير على سياسة ترامب الخارجية.
الخميس 2018/06/07
عناد القيادة القطرية يفاقم ورطة الدوحة
قرار الشركة الأميركية يأتي بعد دعوى قضائية تشمل شقيق أمير قطر
حليف بارز لترامب يتهم قطر باختراق حسابه الالكتروني
قرار ستونينجتون يسلط الضوء على نشاط مشبوه لأذرع قطر المالية
محاولات قطرية فاشلة لتلميع صورة الدوحة في الخارج
الدوحة راهنت على العقود السخية للخروج من أزمتها
رهانات قطر الخارجية تفشل في اخراجها من ورطتهافشل تفشل مرة أخرى في كسر عزلتها بالمال
واشنطن – تلقت قطر الخميس صفعة جديدة بإعلان شركة أميركية نافذة تنشط في العلاقات العامة كانت الدوحة تعاقدت معها لتلميع صورتها في الخارج، انهاء عملها لصالح قطر.
وذكرت شركة ستونينجتون ستراتيجيز للعلاقات العامة اليوم الخميس أنها أنهت عملها لصالح قطر بعد أن أقام جامع تبرعات للرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوى قضائية ضدها استنادا إلى اتهامات بضلوعها في مساعدة الدوحة على اختراق رسائله الإلكترونية.
وكانت الدوحة التي تواجه اتهامات بدعم وتمويل الإرهاب ما دفع كلا من السعودية والامارات والبحرين ومصر لقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها، قد وقعت عقدا سخيا مع شركة ستونينجتون ستراتيجيز لتلميع صورتها في الخارج واختراق اللوبي اليهودي المؤثر في السياسات الأميركية.
وكانت القيادة القطرية تأمل في أن يساعدها ذلك في الخروج من ورطتها بعد أن اعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب صراحة أن قطر متورطة في دعم وتمويل الإرهاب والارتباط بجماعات متطرفة مصنفة اميركيا على قائمة المنظمات الإرهابية.
وكشفت شركة ستونينجتون ستراتيجيز التي لديها عقد بقيمة 300 ألف دولار شهريا مع قطر للدفاع عن مصالحها، عن القرار في تغريدة لرئيسها التنفيذي نيكولاس موزين.
وقال موزين في تغريدة "ستونينجتون ستراتيجيز لم تعد تمثل دولة قطر... أنا فخور بالعمل الذي قمنا به لتعزيز الحوار السلمي في الشرق الأوسط وزيادة روابط قطر الدفاعية والاقتصادية مع الولايات المتحدة وتوسيع نطاق الدعم الإنساني لغزة".
وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوعين من توسيع إليوت برويدي وهو جامع تبرعات جمهوري بارز وحليف لترامب، دعوى قضائية ضد ستونينجتون وموزين وقطر لتشمل مدعى عليهم جددا، بينهم شقيق حاكم قطر.
وتزعم دعوى برويدي أن قطر اخترقت حسابات بريده الإلكتروني وأطلعت مؤسسات إخبارية على محتوياتها في مسعى لتشويه سمعته ومنعه من الدفاع عن الإمارات التي قطعت الى جانب السعودية والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر لتورطها في التآمر على أمن المنطقة واقامة علاقات سرية مع إيران وتمويل شبكات وجماعات ارهابية.
ورفض المتحدث باسم سفارة قطر جاسم منصور جبر آل ثاني التعليق. وسبق أن وصف موزين مزاعم برويدي بأنها "مزيفة" والدعوى القضائية بأنها "واهية"، لكنه اضطر في النهاية للتسليم بصحة الاتهامات واعلان انهاء العمل مع قطر.
وكانت ستونينجتون واحدة مما يربو على عشر شركات ضغط استأجرتها قطر خلال العام الماضي في حملة كلفتها ملايين الدولارات للتأثير على واشنطن في أعقاب مقاطعة اقتصادية فرضتها عليها الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.
ويسلط التعاقد القطري السخي مع تلك الشركات الضوء على عمليات الدوحة في الخارج والرهان على اختراق دائرة صنع القرار في الادارة الأميركية للتأثير على قراراتها.
واعتمدت قطر على توظيف أذرعها المالية وشراء الذمم تحت عناوين عقود التسلح السخية مع العديد من الشركات الغربية بما يفوق حاجة قواتها المسلحة المعروفة بمحدودية قدراتها، في محاولة لكسر جدار العزلة الدولية والاقليمية وزيادة الضغوط على دول المقاطعة للتراجع عن قرار القطيعة الدبلوماسية والتجارية.
وطرقت القيادة القطرية العديد من أبواب الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة قافزة على الوساطة الكويتية من أجل الخروج من ورطتها، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.
ويشكل اعلان ستونينجتون الخميس صفعة أخرى للدوحة كما يؤكد في الوقت ذاته وجاهة قرار دول المقاطعة وتمسكها بعدم التراجع عن تشديد الضغط على القيادة القطرية حتى تتخلى عن سياسة دعم الإرهاب.
واختارت قطر العناد في مسار الأزمة مراهنة على تدخلات أجنبية للخروج من الورطة دون التجاوب مع المطالب العربية والخليجية المشروعة.
قطر فشلت في الرهان على سخاء مالي وشراء ذمم وتحالفات للخروج من أزمتها
وفي ديسمبر/كانون الأول 2017 كشف موقع أميركي، أن حكومة قطر استأجرت شركة ستونينجتون ستراتيجيز الأميركية للعلاقات العامة من أجل تحسين صورتها لدى يهود الولايات المتحدة.
وأضاف الموقع حينها أن موزين سيقدم المشورة للحكومة القطرية بشأن سبل إقامة علاقات أوثق مع الولايات المتحدة وتحسين العلاقات مع الجالية اليهودية في جميع أنحاء العالم، كما سيستكشف فرص التعاون السياسي والثقافي والاقتصادي مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتقول مصادر مطلعة على الملف إن الدوحة تسعى لانتزاع دعم من رؤساء منظمات يهودية، ضمن جهودها لتحسين مكانتها بين اليهود الأميركيين من أجل إيجاد متنفس مؤقت من الضغوط المسلطة عليها من قبل الدول المقاطعة الأربع منذ أكثر من ثلاثة أشهر بسبب دعمها للإرهاب.
وتقول المصادر إن الدوحة عرضت بالفعل على قادة يهود أميركيين الاجتماع مع أمير وولي عهد قطر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.
وجاءت الدعوة بعد وقت قصير من استئجار قطر لخدمات شركة علاقات عامة في واشنطن يرأسها خبير جمهوري في الشؤون الاستراتيجية وهو صاحب خبرة في العمل مع منظمات يهودية أميركية.
وكشفت معلومات مفادها بأن قطر خصصت ميزانية تقدر بنحو 50 ألف دولار شهريا لنيكولاس موزين الذي يعتبر نجما صاعدا بين الجمهوريين المحافظين في الولايات المتحدة.
وأكدت تصريحات موزين الذي تتلقى شركته ستونينغتون ستراتيجيز أموالا طائلة مقابل عملها لصالح قطر أن تحسين العلاقات بين اليهود الأميركيين وقطر يصب في مصلحة الجالية اليهودية.