كان فريق بلاكبول يمتلك ثاني أصغر ميزانية في بطولة دوري الدرجة الأولى الإنجليزي لكرة القدم في الموسم الماضي ، ولذا فإنه عندما تأهل إلى الدوري الممتاز في نهاية الموسم تحت قيادة مدربه المتميز إيان هولوواي بدت قصة وصوله إلى دوري الأضواء أشبه بالقصص الخيالية الجميلة.
وبلاكبول هو فريق لم ينافس في الدوري الممتاز بإنجلترا منذ 40 عاما ولا تتجاوز سعة ملعبه 18 ألف متفرج بينما لا يتجاوز المبلغ القياسي لعقد الصفقات بصفوفه 500 ألف جنيه إسترليني (750 ألف دولار).
وعادة ما ينظر إلى هولوواي على أنه رجل غريب الأطوار ومع ذلك فإن الجميع متفقون على الترحيب به وبعباراته ومصطلحاته الغريبة من جديد في دوري الأضواء.
ولكن بالنسبة لنادي بلاكبول نفسه ، فقد بدأ الحلم يتحول بالفعل إلى حقيقة غائمة.
ويأتي على قائمة هموم الفريق الراعي الرسمي الذي سيحمل اللاعبون اسمه فوق قمصانهم خلال وجوده في الدوري الممتاز والذي يأتي بعد غياب طويل، وستحمل القمصان البرتقالية اسم "وونجا.كوم".
ولا يشعر بلاكبول بالاستياء من غرابة وسوء الاسم وحسب ولكن مما يمثله هذا الاسم أيضا حيث تقدم "وونجا" نفسها على أنها توفر "قروضا قصيرة الأمد عبر الإنترنت" وتعد بتوصيل "المال مباشرة إلى حساباتكم البنكية خلال 15 دقيقة من الموافقة على القرض ، العمل مستمر على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".
وما يلفت النظر في العبارات السابقة هي كلمة "قصيرة الأمد" حيث تضع وونجا فائدة سنوية قيمتها 2869 بالمئة على القروض القصيرة.
بمعنى آخر ، فإن هذه الشركة تمثل آخر جهة يمكن أن يلجأ إليها الفقراء والمعدومون.
وللحق فإن البعض قد يعتقد أن الشخص المعدم ربما يكون بحاجة إلى ملجأ أخير فعلا ليؤجل ديونه من يوم إلى آخر ، ولكنه بالتأكيد لن يقدم نفسه بهذه الصورة.
وربما يفكر لاعبو بلاكبول في أن يلجأ ناديهم نفسه إلى خدمات وونجا ، فحتى الآن لم يحصل اللاعبون على مكافأة التأهل للدوري الممتاز التي تبلغ قيمتها 400 ألف جنيه إسترليني والتي يبدو أن صاحب النادي كارل أويستون لم يكن يعتقد أنه سيضطر لدفعها أبدا.
وأدى هذا الأمر إلى زيادة الشعور بالمرارة بين أرجاء النادي ، ولاشك في أن انتشار الشعور بالاستياء وعدم الرضا بين اللاعبين هو آخر ما يتمنى أي فريق أن يبدأ به موسما سيكون صعبا بكل تأكيد.
ويبدو من أقوال هولوواي وتعليقاته أنه قرر الاستسلام بالفعل والتنازل عن حلم الصمود بدوري الأضواء.
وتأهل بلاكبول إلى الدوري الممتاز عن طريق الدور الفاصل بعدما حل في المركز السادس بالموسم الماضي ، ويبدو فريق بلاكبول حاليا أقل كثيرا مما كان خلال ذلك الوقت.
فقد تعرض المهاجم بيلي كلارك ولاعب خط الوسط كيث ساذرن لإصابات طويلة الأمد في الركبة ، وكانت الصفقة الشرائية الوحيدة التي أبرمها النادي خلال الصيف هي ضم المدافع ديكيل كينان بدون مقابل من مكابي حيفا الإسرائيلي.
هذا بالإضافة إلى أن أعمال التطوير والبناء التي يشهدها ملعب بلاكبول تعني أن الفريق سيخوض أربعا من مبارياته الخمس الأولى بالموسم بعيدا عن ملعبه مما قد يكلفه فورة حماس بداية الموسم المهمة بالنسبة لأي فريق ، وهو ما يجعل فرص بلاكبول الضئيلة في البقاء بالدوري الممتاز تهبط إلى نقطة الصفر.